تكنولوجيا

صناعة الألعاب في 2020: لماذا هذا العام مختلف؟

كيف تغيّرت صناعة الألعاب في 2020؟

صناعة الألعاب على الدوام تمرّ بالكثير والكثير من الأشياء التي جعلتها واحدة من أهم وأبرز الصناعات في عالم الترفيه بشكلٍ عام، وفي عام 2020 بالتحديد، حدثت مجموعة من التقلّبات التي غيرتها تمامًا، وأعادت تعريفها بالنسبة للمطوّرين، المموّلين، وكذلك اللاعبين الجالسين في بيوتهم طوال العام تقريبًا.

أتى فيروس “كورونا” ليكون العامل القهري الذي أجلس الناس في بيوتهم، ودفع شركات الألعاب لضغط جداول عملها تارة، والتعامل مع العمل عن بعد تارة أخرى. لذلك بالمُجمل كان عامًا مليئًا بالتقلبات، ولذلك وجب علينا تقديم تغطية سريعة لأهم الأحداث التي ظهرت فيه على السطح، وكيف لها أن غيرت مفهوم الصناعة جملة وتفصيلًا.

لن نذكر كل شيء، فقط سنسلط الضوء على الأهم والأبرز بدون إطالة، وهذا لكوننا بالفعل غطينا معظم ما سنتحدث عنه في مقالات دورية بالفترة الماضية، لذلك احرصوا على فتح الروابط المدمجة في الكلمات والجمل، بهدف الانتقال إلى المقالات الكاملة التي تروي ظمأكم تجاه الموضوع المعين.

انتقال صناعة الألعاب إلى العمل عن بُعد

منذ بدء انتشار الجائحة؛ تم إجبار صناعة الألعاب على التعامل مع الأمر بطريقة مدمرة تمامًا للمنظومة الرأسمالية التي تعتمد عليها كل الصناعات حصرًا. كان يجب على الاستوديوهات أن تطلب من الموظفين المكوث في منازلهم، وتسليم الأعمال أونلاين، على أن يتم التنسيق بينهم عن طريق الاجتماعات المباشرة على برامج المحادثة المختلفة.

ذلك الأمر نتج عنه إغلاق للكثير من الكاتب الرسمية للمطورين الكِبار في المجال، وعلى رأسهم استوديو هيديو كوجيما، المقدم للعبة Death Stranding التي اختلفت حولها الأقاويل لفترة طويلة، وما زالت في الواقع.

صناعة الألعاب

الإغلاق لم يأتِ نظرًا لمنع العدوى، بل لوقوع إصابات بالفعل؛ عشرات العشرات من المطورين أعلنوا أنهم مصابون بفيروس كورونا على فترات متتابعة، وبناء عليه أُغلقت الاستوديوهات واحدًا خلف الآخر، في محاولة لإبقاء العجلة دائرة عن بُعد، هذا بالتبعية شلّ حركة الصناعة لفترة طويلة، وتم تأجيل الكثير من الألعاب المخطط إصدارها في مواعيد ثابتة.

وعند وضع هذا الأمر في الحسبان، ستكون رواتب العاملين أقل، وكذلك التأمين المالي على حياتهم معدومًا، وهذا بالفعل حدث في أكثر من استوديو. لكن مؤخرًا أعلنت Square Enix الشهيرة أنها سوف تُعطي التأمين المالي لكل العاملين لديها عن بعد، ولن يقتصر الأمر فقط على العاملين بمقرات الشركة حول العالم، كما أن العمالة بنسبة 80% ستنتقل إلى شريحة العمل عن بعد في الأساس، وتلك في الواقع خطوة عملاقة نحو الارتقاء بالمستوى الاجتماعي للعاملين بالصناعة مجملًا، وربما هذه واحدة من إيجابيات الفترة المأساوية التي مرت بها البشرية منذ بداية 2020.

الجيل الجديد للألعاب

صناعة الألعاب صعدت إلى المستوى التالي خلال هذا العام المتقلب، وبالرغم من تأجيلات كثيرة وشائعات لا حصر لها حول كَون الجيل الجديد غير جاهز للصدور بعد؛ فأتت مايكروسوفت ثم سوني، وأعلنتا عن أجهزة الجيل الجديد للألعاب، والتي حتى وقت كتابة هذه الكلمات، من الصعب جدًا الحصول عليها نظرًا للطلب الهائل عليها عالميًّا!

قدمت “مايكروسوفت” Xbox بنسختين، الأولى هي X المحتوية على أكبر قدرات جرافيكية في تاريخ منصات اللعبة المنزلية للشركة حصرًا، والثانية هي S المحتوية على عتاد هارد وير أقل بعض الشيء من الأولى.

وفي المقابل لم تصمت سوني، فزلزلت السوق بالـ PS5 الجديد بنسختين أيضًا، لكن دون تنازلات قوية في الهارد وير كما فعلت مايكروسوفت. طرحت “سوني” PS5 النسخة التقليدية، ومعها النسخة الرقمية، مع فارق وجود قارئ الاسطوانات في الأولى، وغيابه في الثانية.

صناعة الألعاب

سرعان ما ظهرت التغطيات على الساحة، وقام اليوتيوبرز وصنّاع المحتوى بتقديم المراجعة خلف المراجعة دون هوادة، وحتى الآن كل تلك الأجهزة تحقّق مبيعات قياسية مقارنة بالأجيال السابقة. والجدير بالذكر أن لفيروس كورونا تأثير في ذلك أيضًا، حيث إن ملل المكوث في المنزل يُجبر اللاعب على محاولة البحث عن أي شيء يقتله مرة، وللأبد. ولا يوجد ما يحتوي على متعة متجددة أكثر من أجهزة اللعب، أليس كذلك؟

وبالرغم من التدهور الاقتصادي الذي عانت منه صناعات كثيرة، وقفت صناعة الألعاب شامخة بين الجميع، وحققت مبيعات عملاقة بحق، وأتت منصات اللعب المنزلية الجديدة لتكون قمة الجبل، رافعة سقف المنافسة أكثر وأكثر مع أجهزة الحاسوب الشخصي، ومانحة الفرصة لآلاف المطورين للعمل على ألعاب فعلًا تليق بمستوى الجيل الجديد!

صدور لعبة Cyberpunk 2077

ربما تعتقدون أن هذا حدث لا يستحق الذكر لكونها لعبة واحدة في الأساس، وليست مجموعة عملاقة من الألعاب مثلًا تابعة لاستوديو واحد، لكن هنا نقول لكم أن هذه اللعبة العالم كله انتظرها منذ حوالي ثمان سنوات بالتمام والكمال، وحصلت على تأجيلات لا حصر لها، ومجرد صدورها في عام كانت فيه صناعة الألعاب مليئة بالتأجيلات؛ هو حتمًا أمر مثير للاهتمام.

بيعت من اللعبة خلال أول 20 يوم من صدورها حوالي 13 مليون نسخة على مختلف منصات اللعب، وهذا بالرغم من حالات الإرجاع الكثيرة للعبة على منصّة PS4 بالتحديد، نظرًا لعدم توافقها مع عتاد الجيل القديم للألعاب، أجل، اللعبة مليئة بالجليتشات والمشاكل التقنية، لكن هذا لم يمنعها من تحقيق الأرباح حتى وقت كتابة هذه الكلمات، فلها مكانة خاصة في قلوب وعقول الملايين، وتحتل المراكز الأولى من حيث عدد اللاعبين الجالسين أونلاين في نفس الوقت، خصوصًا على متجر Steam لألعاب الحاسوب الشخصي.

مؤخرًا؛ تم رفع قضية على الاستوديو المُطور من قِبل المستثمرين القائمين على دعمها ماليًّا طيلة الفترة الماضية، في دلالة على أن المبيعات لم تكن جيدة، وأن سمعة الاستوديو تدهورت بشدة، وبالفعل القضية موجودة في المحكمة الآن، وتنتظر البت، لكن من الناحية الأخرى، المبيعات ليست سيئة على الإطلاق، وأسهم البورصة التي هبطت، بدأت بالتعافي فعلًا، ويبدو أن القضية لن تكون في صالح المستثمرين بقدر ما هي في صالح الاستوديو الذي من الممكن أن يستغل الأمر لصالحه، ويطلب تعويضًا ماليًّا نتيجة الضرر التجاري الذي سببه المستثمرون له.

حَدث The Game Awards 2020

وكعادة المحافل الكُبرى في 2020، تم نقل حَدث The Game Awards إلى الفضاء الإلكتروني. وبالفعل، استطاع فريق الحَدث تقديم تجربة مشاهدة بصرية وتفاعلية ممتازة، واعتمدت الإدارة على جلب وجوه سينمائية وفنية ورياضية بارزة لتقديم نبذة عن شرائح الجوائز، جانب سرد أسماء المترشحين، وإعلان الفائز.

عشرات الشرائح؛ تقوم اللجنة بتقديمها كل عام لتحتفل بإنجازات صناعة الألعاب الرائعة، وعشرات الألعاب تفوز بالجوائز لتكون هي الأهم على الساحة بعد ثوانٍ من الإعلان عنها. وهذا ما حدث مع كل الألعاب الفائزة هذا العام، حيث الآن عليها خصومات جبّارة في مختلف متاجر الألعاب على مستوى العالم، سواء كانت رقمية أونلاين، أو في أرض الواقع متجسدة في اسطوانات تستطيع أن تلمسها بنفسك.

صناعة الألعاب

ظهرت وجوه محبوبة في الحفل هذا العام، ومن بينها المخرج الشهير كريستوفار نولان، الممثل الشاب توم هولاند، والممثل صاحب الشعبية الطاغية كيانو ريفس. الوجوه التي ظهرت هذه المرة لم تُعطِ قيمة فنية للحفل فقط، بل أيضًا لها باع مع صناعة الألعاب بشكلٍ أو بآخر. فهولاند مثلًا هو مؤدي شخصية سبايدر مان في سلسلة الأفلام (والتي مع سوني حقوقها بالكامل بالمناسبة)، وكيانو كان العلامة التجارية للعبة Cyberpunk 2077 بتجسيده لشخصية جوني سيلفر هاند في صورة أداء حركي وصوتي سويًّا.

بالمجمل؛ كان تجربة حماسية للغاية، واستحق كل دقيقة من وقت الجمهور فعلًا.

أبرز جواهر صناعة الألعاب في 2020

ليكون المقال شاملًا، نقدم لكم الآن قائمة بأهم الألعاب التي صدرت خلال عام 2020 مجملًا، وليست مقتصرة على تصنيف واحد أو شريحة فنية واحدة، فهي تجمع بين الشوتر، الباتل رويال، الـ RPG، والكثير من التصنيفات التي تغطي تقريبًا كل أذواق القرّاء في عالم الألعاب.

والقائمة كالتالي:

Hades
Yakuza: Like a Dragon

Demon’s Souls
Resident Evil 3
Genshin Impact
Call of Duty: Cold War
Final Fantasy 7
Half Life Alyx
Fall Guys
Ghost of Tsushima
Spider-Man: Miles Morales
Assassin’s Creed Valhalla
The Last of Us 2 (الفائزة بلقب جائزة العام)
Valorant
Cyberpunk 2077

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى