تكنولوجيا

مراجعة Yakuza: Like a Dragon

خاص | أحمد سامي

ريو غا غوتوكو هي سلسلة من أشهر سلاسل ألعاب الفيديو حصرًا، وحصلت على رواج هائل في وقت قصير، وسرعان ما باتت اللعبة المُنتظرة من فترة لأخرى، وأصبحت شهرة الاستوديو عالية حتى عنان السماء. وبالرغم من كون اللعبة ذات اسم طويل هكذا، إلا أنها اشتهرت بلقب (ياكوزا)، وبالفعل آخر جزء في السلسلة هو Like a Dragon، المعروف اختصارًا بـ Yakuza 7 أو ياكوزا الجزء السابع (بالرغم من كونها اللعبة الثامنة على الترتيب في السلسلة).

بالمجمل يمكن اعتبار اللعبة مخيبة للآمال على أكثر من صعيد، لكن يجب تحليل المحتوى جيدًا للحكم بجديّة على اللعبة ككل، ثم مناقشة الجوانب التي قد تجعل أحدهم غير متحمس لدفع المال فيها.

ألعاب ياكوزا السابقة كانت تركز على الانتقام بشكلٍ أو بآخر. سواء كان ذلك الانتقام مباشرًا من بعض الأشخاص بعينهم، أو غير مباشر عن طريق تخريب العديد من الشراكات والعلاقات في عالم الجريمة، ليخسر الآخرون سطوتهم المزعومة في هذا العالم المظلم. واللعبة الجديدة تركز على الانتقام أيضًا، لكن بطابع مختلف تمامًا عن الأجزاء التي عايشناها لفترة طويلة، واستمتعنا بها فعلًا.

نبدأ مراجعة Yakuza: Like a Dragon بالحديث عن الماضي، كانت الأحداث متمحورة حول السيد كازوما كيرو – Kazuma Kiryu، أحد أعتى رجال الياكوزا حصرًا، والذي يحاول عيش حياة طبيعية بعد أن تم نزعه بالكامل من عشيرة توجو اليابانية، لكن بشكلٍ ما ترتسم أمارات الغضب على وجهه، ويسعى للانتقام من الجميع، واللاعب بالطبع يساعده على ذلك بكل الوسائل الممكنة.

مراجعة Yakuza: Like a Dragon

هذه المرة اللعبة متمحورة حول إيشيبان كاسوجا – Ichiban Kasuga، الرجل الذي سُجن لمدة 18 عامًا، ليخرج بعدها وهو غير معترف به على الإطلاق، ولم يهتم به أحد كما زعموا قبل سجنه. حيث قضى سنينه خلف القضبان عندما طلبوا منه أن يتحمل عبء جريمة ارتكبها أحد رفاقه في العشيرة، وهو كفرد مخلص لها، قرر الموافقة وتحمل كل شيء وحده، وهو في الأساس لم يرتكب شيئًا؛ كل هذا على أمل التعويض بالكثير والكثير بعد انتهاء مدة الحبس. وها هو ذا يستيقظ في مكانٍ غريب وليس معه أي شيء سوى عملة ورقية غريبة مطبوعة على جهة، وبيضاء تمامًا من الجهة الأخرى.

الآن على البطل أن يبدأ حياته من الصفر، متعاملًا مع الحياة بمنظور “ابتسم لها، تبتسم لك”. وبهذا يمكن القول إن اللعبة خرجت عن مفهوم الانتقام وتحقيق الذات من خلاله، إلى مفهوم الجِد وتحقيق الذات من خلاله.

ربما الفارق المعنوي واضح بين هذا الجزء وسابقيه، مما يجعله نوعًا ما مميزًا لدى بعض اللاعبين، لكن سيئًا بكل ما تحمل الكلمة من معنى للبعض الآخر. وسيكون سيئًا لكل من اعتاد على أجواء ياكوزا المعهودة، والتي لا تنتمي بأي حال من الأحوال إلى فكرة هذا الجزء، أو حتى إلى آلية سرد وتطبيق القصة الأصلية، أو القصص الجانبية.

لنكون حياديين في مراجعة Yakuza: Like a Dragon تجب مقارنة أسلوب اللعب هنا مع أسلوب اللعب في الأجزاء السابقة للحصول على رؤية واضحة، والاختلاف هنا واضح أكثر من اختلاف القصة وآلية السرد، وكذلك المأساوية واضحة أكثر.

في الأجزاء السابقة كان أسلوب اللعب معتمدًا على القتالات الفردية في العادة، والتي تكون مغمورة بالحركات القتالية المتسارعة من منبت الشعر وحتى أخمص القدم. أما في الجزء الجديد، أجل الحركات القتالية كما هي (وربما تسارعت حتى)، لكن أسلوب القتال نفسه بات مطابقًا للـ RPG، أو ألعاب تقمص الأدوار.

انتقلت اللعبة من شريحة ألعاب الفيديو التي يمكن تصنيفها كلعبة فيديو قصصية من جهة، ولعبة قتالية من جهة، إلى لعبة فيديو منتمية إلى شريحة الأنمي بشكلٍ شبه كامل، وخالية بنسبة كبيرة من عناصر ياكوزا الأصيلة التي ربَّت جيلًا كاملًا على عشقها، وما زالت تفعل ذلك حتى وقتنا هذا أيضًا.

بالطبع بعد صبغها بعناصر الـ RPG الأثيرة لبعض اللاعبين، باتت حاملة لكل ما قد يجعلها لعبة تقمص أدوار من الطراز الرفيع. أسلوب القتال المعهود لتلك النوعية من الألعاب بارز هنا للغاية، حيث يستطيع اللاعب التبديل بين الشخصيات (عندما يصل لمرحلة تسمح له بذلك)، وبناء عليه يقوم بترقية مهاراتها بشكلٍ منفصل، حتى يحصل في النهاية على الفريق الذي لا يُقهر. ومع فتح مستويات جديدة من الشخصية، تحصل على قدرات أفضل، وتزداد قوة تحملها في أرض المعركة، فبالتالي تصبح ذات كاريزما أعلى أثناء المرور بأحداث القصة نفسها.

كما أن القصة الرئيسية لا مجال لها تقريبًا بجانب القصص الجانبية، حيث إنها في النهاية تحمل المتعة كلها. تعتمد المهام بشكلٍ رئيسيّ على التفاعل مع البيئة وقيادة الدراجات وملء الأوراق وصنع الأعداء والأصدقاء على حدٍ سواء. كلها مواقف وأفعال تُدخل اللاعب أكثر في أجواء اللعبة التي خرجت عن طابع ياكوزا المعهود، وتجعلها محببة إليه بشكلٍ ما. لكن بالرغم من نجاح Yakuza 7 –جزئيًّا- في صنع قصة منطوية على عناصر تقمص أدوار ممتازة، إلا أنها فشلت في بعض الفنيّات الصغيرة التي تجعل تجربة اللعب جحيمًا، وهذه ليست مبالغة.

مراجعة Yakuza: Like a Dragon

أسوأ شيء في القتالات كان عدم قدرة اللاعب على التحكم في حركة الشخصية التي يلعب بها من الأساس. فإذا أردنا مثلًا تسديد ضربة واحدة للنيل من خصمين دون تعب، علينا أن ننتظر تحرك أحدهما تجاه الآخر، ثم القيام بالهجوم؛ ألم يكن من الأفضل فقط تحريك اللاعب ليكون في مقابل الخصمين سريعًا لاختصار الوقت؟ كما أن السير المباشر ناحية الأعداء غالبًا ما يُخطئ الاتجاه.

فمثلًا إذا حددنا خصمًا معينًا للذهاب تجاهه عن طريق الذكاء الاصطناعي الخاص باللعبة (دون حركة يدوية مِنّا كلاعبين على الإطلاق)، سنجد أن الشخصية تحركت في مسار طويل للغاية –بالرغم من وجود آخر قصير للغاية- وفي بعض الأحيان تقف عاجزة أمام شيء ما من مفردات بيئة اللعب كحائط قصير أو صندوق ما، وفجأة تنتقل إلى نقطة أخرى من الخريطة وكأن العقبة التي كانت أمامها عبارة عن سراب.

لكن هذا تم تعويضه عبر استغلال البيئة جيدًا أثناء القتال، حيث أصبح من السهل أخذ الكثير من الأشياء الموجودة حول اللاعب، واستغلالها لصالحه عبر قذفها تجاه العدوّ لإحداث ضرر مضاعف.

والآن في مراجعة Yakuza: Like a Dragon حان دور الجرافيك، فهو ممتاز مقارنة بالأجزاء السابقة، خصوصًا ذلك الجرافيك البديع التي تميزت به المشاهد السينمائية أثناء خوض مسار القصة الرئيسية. لكن من الناحية الأخرى لم نشهد التطور البصري المطلوب في البلدان التي بقيت في القلوب لفترة طويلة، هنا تأتي مقاطعة أوساكا مباشرة في الأذهان.

لملايين اللاعبين ذكريات مخملية فيها، لكن لن يستطيعوا معايشتها بالقدر الكافي، حيث إنها لم تظهر إلا لوقت محدود للغاية، بينما أحداث اللعبة بالكامل تدور في أماكن أخرى تمامًا، ومقاطعة جديدة تمامًا لم تظهر في ما سبق من أجزاء.

اعتمدت اللعبة على استغلال أصوات البيئة أنسب استغلال، وهذا عزز من تجربة اللعب. كما أن الأجواء الصوتية مجملًا من مقطوعات وأداء صوتي وغيرها، استطاعت أن تعوض نقص كون هذا الجزء من الأساس غير منتمي إلى عالم ياكوزا الذي تعود عليه الناس. لكن بالرغم من كل شيء، هذا لن ينفي كون التجربة تحتاج لأكثر من مجرد صوتيات نوستاليجية لإعادة شغف اللعب مرة أخرى.

الخلاصة: لعبة Yakuza: Like a Dragon هي محاولة من الاستوديو المطور للخروج عن النمط المعهود للسلسلة، وذلك عبر إدراج عناصر ألعاب تقمص الأدوار بكثافة شديدة. ربما يروق الأمر لحديثي العهد بالسلسلة، لكن بالتأكيد سيشعر اللاعبون القدامى أن هذه ليست ياكوزا التي اعتادوا عليها، وأن هذا الجزء سقطة بكل المقاييس. أما من ناحية الجرافيك فكان ممتازًا، الصوتيات جيدة، المهمات الجانبية مملة بنسبة كبيرة، وأسلوب اللعب يحتاج إلى تحسين ثم تحسين ثم تحسين، ثم جزء جديد يُنسينا ما سببه هذا الجزء من امتعاض وأسى.

التقييم النهائي : 6/10

[تم توفير هذه اللعبة من قبل الناشر قبل صدورها في الأسواق]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى