تكنولوجيا

مراجعة Sifu

خاص | أحمد سامي

قديمًا، كان مفهوم “حرب الشوارع” هو المسيطر على صناعة الألعاب، ولما لا والانطلاقة كانت مع ألعاب القتال بصالات الأركيد الأمريكية المشهورة؟ لاحقًا تطور المفهوم ليتناسب مع الطابع المتسارع لعصر الإنترنت، فباتت القتالات أقل أصالة وأكثر حماسًا. وبين هذا وذاك، اندثرت تمامًا الألعاب القادرة على تقديم قصة عميقة بشخصيات تتأثر بها وتؤثر فيها. ولهذا ظهرت لعبة Sifu للنور؛ لتُعيد الأصالة إلى عالم ألعاب حرب الشوارع.

وهذا يجعلنا نتساءل حول عناصر تميز هذه اللعبة، خصوصًا أنها لا تظهر على الإطلاق أنها لعبة “جيل جديد” كما يقول الكتاب. إنها ليست لعبة AAA عملاقة أو لعبة Pixel بسيطة بأسلوب تقليدي. إنها لعبة مرسومة ومُحركة بشكل مختلف عمّا قابلته سابقًا (في الغالب)، ولهذا بالتأكيد ستكون مراجعة اليوم مثيرة للانتباه؛ جدًا…

للانتقام تسعى… لكن هل ستصل إليه؟

تبدأ القصة بصورة مزعجة بعض الشيء، ومُدمّرة للأعصاب كذلك. أنت فتى صغير (أو فتاة) تجلس في صندوق خشبي بأحد مراكز تدريب الفتيان والفتيات على الفنون القتالية الصينية، وبالتحديد الكونغ-فو؛ بالصين نفسها. تجد والدك واقفًا أمام الصندوق، ناظرًا أمامه بحزم، لتدخل عليه عصابة مكونة من خمسة أفراد، هدفهم الأول والأخير هو قتله. تنتظر حتى يعود والدك منتصرًا على العصابة، لكن تجد أن زعيمهم هو الذي أتى، لتنظر للخارج وتجد والدك على الأرض، بلا حراك، ولا نفس، أو حتى رعشة موت. إنه جسد هامد، والآن أنت في مهب الريح!

لا تكاد تدرك ما حولك وإذا رأسك مقطوعة وتنزف على الأرض. لكن مهلًا، أنت ما زلت حيًّا؟

حسنًا، إنها قوة القلادة السحرية التي تركها لك والدك الراحل. الآن عليك بدء مسيرتك في التدرب حتى تصبح “سيفو” مثل والدك بالضبط، وسيفو هو لقب يُطلق على الشخص المحترف في الفنون القتالية الصينية تحديدًا. مهمتك هي التدرب حتى تصبح قادرًا على التخلص من جميع أفراد العصابة التي اغتالت والدك وأنت صغير، وبالتحديد الرجل الذي أمر بقتلك أنت تحديدًا (يانغ). والآن، ما هي قدرات تلك القلادة؟ وهل ستؤثر على أسلوب اللعب أو مسارك الانتقامي في عالم اللعبة؟

أسلوب اللعب سريع، تكاملي، ولن تمل من تكراره عشرات المرات!

إذا أردت الاستمتاع بهذه اللعبة، فاعلم أنك ستبدأ رحلة متعبة من الكرّ والفرّ يا عزيزي. في هذه الأجواء، لا يجب عليك الاندفاع مباشرة إلى الخصوم، بل يجب عليك استغلال كل ما في البيئة لصالحك، سواء كان ذلك زجاجات أو صناديق أو حتى أنابيب عتيقة موجودة هنا وهناك. إنها لعبة حرب شوارع، لكن تتحلى بطباع الكونغ-فو السامي، وهذا الأمر تتطرق إليه القصة بشكلٍ ما خلال الأحداث، وصدقني، أنت تستحق أن لا أحرقها عليك.

والسؤال هنا… لماذا يجب عليك الحذر أثناء المواجهة؟ ألن تستطيع الإعادة من آخر نقطة حفظ لك؟ .. في الواقع… أجل… لكن ليس كما تتخيل!

في هذه اللعبة، عندما تموت، أنت تعود لآخر نقطة حفظ بالفعل، لكن عمرك يكون أكبر بعام واحد بالتمام والكمال. أي أنه مع كل مرة تموت فيها، أنت تعود أكبر وأكبر وأكبر، حتى تصل إلى الشيخوخة بشكلٍ لا تستطيع معه إكمال القتال من الأساس. ولهذا احرص جيدًا ألّا تموت إلا إذا كان الخصم الذي أمامك من المستحيل هزيمته بأي شكل. وهذا لأن الوقت في هذه اللعبة كالـ “Sifu”؛ إذا لم تقطعه، قطعك!

واعلم أنك كلما تغلب الخصوم، ستعود مرة أخرى إلى الحياة، وهذا بفضل القلادة السحرية التي معك والتي تمنحك الحياة بعد كل مرة تموت فيها؛ لكن بعد هزيمة الأعداء جميعهم، ستجد خيارات جديدة (وغريبة) أمامك.

مدة اللعبة نفسها حوالي ساعة ونصف من الضرب والقتال المتواصلين، لكن يمكن لها أن تصل إلى 8 ساعات –وربما أكثر- إذا قررت أخذها إلى مستوى الشيخوخة لشخصيتك الرئيسية.

وخلال مدة اللعب، أنت تتعامل مع القدرات المختلفة للقلادة، والتي تستطيع تحسينها مع الاستمرار باللعب، وهذا عن طريق كسب نقاط الخبرة مع الانتقال من مستوى إلى آخر. لكن اعلم أنك إذا مت كثيرًا، فستشيخ أسرع، ووقتها لن يمكنك تعلم قدرات قتالية جديدة حتى وإن أخذت نقاط الخبرة، وهذا لأنك عجوز أكثر من اللازم للتعلم في هذه المرحلة.

اللعب معتمد على الضربات الثنائية، حتى تجد الثغرة المناسبة لتسديد الضربة القاضية. اللعبة صعبة بعض الشيء، تحتاج إلى وقت طويل حتى تستطيع ختمها وأنت صغير في السن، وصدقني، النهاية ستسحر عقلك!

وبالطبع، العيب الوحيد لهذه اللعبة هو أن القصة الأصلية قصيرة للغاية، وما طولها مع اختلاف تجربة اللعب من لاعب لآخر إلا مجرد طول افتراضي للوصول إلى مراحل “أكثر خطورة” ليس إلا، للأسف.

الجرافيك جميل جدًا، لكن يخلو من روح الجيل الجديد

إن الجرافيك لا يُقدّم تجربة “جيل جديد” كما تتخيلها، لكنه مناسب جدًا لأسلوب اللعب المعتمد على الجري باستمرار. كل المباني نوعًا ما “ممسوحة” بدرجة تجعلك تُركّز فقط وحصرًا على الشخصية والقتالات التي تحدث أمامك. بالإضافة إلى كون زوايا الكاميرا متمركزة في مواضع مثيرة للانتباه فعلًا وتجعلك تنظر إلى المشهد بأوسع درجة رؤية ممكنة، مما يسمح بإظهار مفردات الجرافيك أكثر.

بالطبع ستجد أن الجرافيك ممتاز عند اللعب على جهاز ألعاب بإمكانيات جيدة، لكنه بالمجمل غير مناسب لطابع الجيل الجديد للأسف.

الصوتيّات مخملية وحماسية، تستحق الاستماع!

محبوكة باحترافية شديدة في الواقع، إن كل الصوتيات في هذه اللعبة رائعة، خصوصًا أنه مع كل ضربة (أو مجموعة ضربات)، هناك رد فعل مميز جدًا من ذراع تحكم بلايستيشن 5 على وجه التحديد، ويمكن القول إن اللعبة استغلت كل مميزات الذراع الجديد تمامًا بالتزامن مع الصوتيات، مما يجعل المزيج الصوتي لعالم هذه اللعبة هو العنصر الوحيد المحتوي فعلًا على روح الجيل الجديد للألعاب (بالطبع المقدم على يد سوني فقط في هذه الحالة).

الخلاصة: لعبة Sifu تستحق اللعب، إنها تجربة صلبة ومليئة بالمنحنيات التي تجعلها غير خطيّة (بالرغم من كونها كذلك). القصة جميلة لكن قصيرة جدًا، لكن يمكن لك لعبها أكثر من مرة مما يُطيل مدة اللعب. أسلوب اللعب ديناميكي ومليء بالحركة لكن صعب المراس جدًا وسيُشعرك بالعجز في بعض الأحيان. الجرافيك رائع جدًا ويركز على الشخصيات وحركتهم، لكنه لم يرقَ لمستوى الجيل الجديد، وأخيرًا الصوتيات مميزة واستغلت خواص ذراع سوني للتحكم كلها تقريبًا بالنسبة لردود الأفعال. العبوها، إنها تستحق!

التقييم النهائي : 8/10

[تم توفير هذه اللعبة من قبل الناشر بعد صدورها في الأسواق]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى