تكنولوجيا

مراجعة Monster Hunter Rise

خاص | أحمد سامي

نمر بالكثير من الألعاب هذه الأيام، خصوصًا نسخ نظام التشغيل ويندوز منها، وهذه المرة نحن أمام لعبة استطاعت أن تحقق نجاحًا كبيرًا مع جهاز نينتيندو سويتش المحبوب على مستوى العالم، وهل توجد ألعاب لها رواج على هذا الكونسول تحديدًا أكثر من ألعاب سلسلة Monster Hunter بشكلٍ عام؟

في مارس 2021؛ صدرت نسخة السويتش من لعبة Monster Hunter Rise لأول مرة؛ محققة نجاحًا ملحوظًا في الكثير من الدول، خصوصًا أن السويتش له جمهور كبير في دول الخليج؛ وبالتحديد المملكة العربية السعودية.

حبّ الجمهور للعبة؛ شجّع الشركة على تطوير نسخة لنظام التشغيل ويندوز في يناير 2022، ويبدو أننا سنرى الكثير من ألعاب نينتيندو بالشهور والأعوام التالية على متاجر ألعاب الحاسوب بمختلف أنواعها، خصوصًا أن سوني بدأت أيضًا في اتخاذ النهج نفسه للحصريات ذات الصيت مثل God of War.

والآن، هل استطاعت اللعبة تقديم ما هو مميز للعالم؟ وهل نسخة الحاسوب جيدة فعلًا؟!

كالعادة، لا تحتوي سلسلة Monster Hunter على قصة جيدة على الإطلاق، فاللعبة مبنية على صيد الوحوش والتجول في عالم مفتوح على كل حال، هذا ليس جديدًا.

لكن بالمجمل يمكن القول إن القصة (بالرغم من كونها معدومة تقريبًا) تتمحور كون شخصية اللاعب التي للتوّ تمت ترقيتها إلى مستوى (صياد) من قِبل رابطة بقرية كامورا ، وأثناء اصطحاب اللاعب إلى مقر قيادة القرية، شوهد وحش محلق في السماء، ومن هنا تبدأ اللعبة في تعريفنا على العالم الوحشي للأحداث.

قصة اللعبة منعدمة نظرًا لكونها غير مؤثرة في الأحداث، ولا يمكن فيها أن تتعلق بشخصية أو حتى وحش، وبالرغم من هذا يوجد وجود كوميدي جدًا لنقاط قصصية هزيلة هنا وهناك؛ لا تؤثر أبدًا على أي شيء، وكان من الأفضل حذفها تمامًا في الواقع. لكن نعود ونقول إن اللعبة موجهة لتمضية بعض الوقت في قتل الوحوش والتجول في عالم مفتوح، فانعدام القصة يمكن ألّا نعتبره نقطة ضعف كبيرة فعلًا (للبعض).

لم يتغير عالم Monster Hunter، وبقي كما هو؛ إلا أن الوحوش تغيرت بالطبع، مع بعض اللمسات المميزة هنا وهناك. وللحكم على أسلوب اللعب بشكلٍ جيد؛ لن أسلط الضوء في السطور التالية على لعبة Monster Hunter World التي حصلت على نصيب الأسد من كعكة شعبية السلسلة على مستوى العالم؛ بل سنحاول أن نتعامل مع لعبة Rise على أنها منفصلة تمامًا، وكأنها العمل الأول في السلسلة، اتفقنا؟

أسلوب اللعب بالكامل يعتمد على التجول في العالم، اتباع المسار الهزيل للقصة، التغلب على الوحوش في مرة واثنين وعشرة (وربما عشرات المرات في الواقع)، ثم الحصول على مواد تسقط من تلك الوحوش ويمكن بها تطوير الأسلحة وتحسين الجودة العامة لتجربة اللعب مع الوقت؛ لتصير ممتلكًا الكثير من مفاتيح عالم اللعبة في نهاية المطاف، وبذلك تستمتع بالعالم المفتوح أكثر وأكثر.

تميزت اللعبة بالاهتمام بالضربات بشكلٍ عام، خصوصًا الفردية منها، مع التركيز على تعويض ضعف القصة بالشخصيات ذات الأداء الصوتي الجيد فعلًا والأجواء التي تجعل من تجربة اللعب ممتعة بحق بالرغم من عدم وجود قصة تقريبًا.

للأسف، يبدو أنني منزعج بعض الشيء لعدم وجود قصة على الإطلاق، وربما ستكون مثلي إذا كنت تهتم بألعاب القصة أكثر من أي تصنيف ألعاب آخر، خصوصًا عندما تكون القصة عنصرًا محوريًّا في لعب أدوار فانتازية مثل التي أمامنا. كما أن عالم اللعبة ليس مفتوحًا بالمعنى الحرفي، فهو شبه مفتوح؛ أنت تأخذ مهامك من مكان معين وتذهب إلى مكان آخر (مفتوح) لتنفيذها، مما يعني أنك مقيد بشكلٍ ما.

الجرافيك ممتع، وهذا وصف غريب بعض الشيء على لعبة تمتاز بالأجواء الآسيوية بشكلٍ عام.

من المتوقع أن تكون الألعاب ذات الطابع الآسيوي غير احترافية على مستوى الجرافيك، لأن الشعوب الموجهة إليها اللعبة في الأساس لا تهتم إلا بالقتالات والوحوش والتجربة بشكلٍ عام، بغض النظر عن “الجماليات” في عالم اللعبة. لكن هذه ليست الحالة هنا، الجرافيك جيد فعلًا، خصوصًا أننا نتحدث عن نسخة حاسوب هذه المرة، فمن الممتع فعلًا رؤية اللعبة بجودة ممتازة على شاشة كبيرة، مستغلة فعلًا كل ذرة من الطاقة تقدمها بطاقة الرسوميات من جهة، والمعالج من جهة أخرى.

إلا أن الجرافيك فيه بعض الجليتشات أثناء الحركة في أماكن محددة في العالم، هذا الأمر لا أعلم في الواقع إذا كان خاصًا بي أم لا، لكن الوضع عندي لم يكن جيدًا بالنسبة لحوالي 2% تقريبًا من إجمالي تجربة اللعب بالنسبة للجرافيك، في العادة ما أقول إن السبب هو بطاقة رسوميات AMD خاصتي، وفي الغالب هذا السبب، وفي هذه الحالة فربما على اللعبة التأقلم مع بطاقات رسوميات الشركة بشكلٍ أفضل.

المقطوعات الموسيقية بالتأكيد جيدة، هذا ما تتميز به السلسلة على كل حال.

أما بالنسبة لصوتيات هذا الجزء تحديدًا من عالم Monster Hunter، فهو لا بأس به فعلًا. المقطوعات الموسيقية تأتي بالكامل في مقطع فيديو طويل على يوتيوب بطول 4 ساعات و14 دقيقة بالتمام والكمال.

احتوت المقطوعات على مزيج ملحوظ بين الهدوء والصخب، مما يجعلها مناسبة تمامًا لفكرة اللعبة، بالإضافة إلى تغير المقطوعات بتغير الوحوش من جهة، وتغير مراحل تطور اللعبة من جهة أخرى.

الخلاصة: لعبة Monster Hunter Rise جيدة فعلًا؛ واستطاعت تقديم عالم مليء بالوحوش المتجددة وذات القدرات المختلفة، مما أعطى شعورًا بالتحدي مع كل معركة جديدة، بالإضافة إلى توفير مقطوعات موسيقية جيدة بوتيرة متناسبة مع مرحلة الأحداث. الجرافيك متوازن بشكلٍ عام بالنسبة لنسخة ويندوز من لعبة نينتيندو سويتش، وأسلوب اللعب كما هو معتاد في عالم سلسلة الألعاب؛ ممتع للغاية.

العيب الوحيد؛ هو عدم تواجد قصة على الإطلاق تقريبًا، مما قتل متعة العالم المفتوح.

التقييم النهائي : 7/10

[تم توفير هذه اللعبة من قبل الناشر بعد صدورها في الأسواق]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى