تكنولوجيا

مراجعة Call of Duty: Black Ops Cold War

خاص | أحمد سامي

سلسلة Call of Duty لا تمثّل للملايين مجرد قصص ألعاب فيديو تهدف للتسلية وقتل الوقت؛ بل تمثّل ذكريات كاملة، وحيَوات لا يُمكن أن تُعاش إلا مع شخصيات اهتم المطورون جدًا بصقلها على الصعيدين النفسي والمهني سويًّا.

مع الوقت دخلت صناعة ألعاب الفيديو في مرحلة الأونلاين، وسرعان ما ظهرت فكرة الباتل رويال على الساحة لتأخذه إلى مستوى آخر تمامًا. استطاعت السلسلة التأقلم مع الوضع الجديد ولم تصبح مجرد قصص محدودة تُسرد، بل صارت محتوية على طور قصة أوفلاين، وأطوار عديدة للأونلاين.

اللعبة من نشر شركة Activision الشهيرة، وتطوير كوكبة من الاستوديوهات على رأسها High Moon و Raven Software، وقدموا سويًّا قصة ولعب جماعي مميزين للغاية في الجزء السابق Modern Warfare 2019، وبالفعل حققت مبيعات ممتازة من خلال مبيعات المتجر.

اعتقد الجمهور أن هذه هي أقوى ألعاب السلسلة، وذلك بالطبع نظرًا لعودتها للجوهر الأساسي وللشخصيات المعهودة مثل كابتن برايس، لكن يبدو أن Cold War ستطرح شخصيات جديدة على الساحة لأول مرة، ممهدة الطريق لأجزاء أخرى أكثر تعقيدًا واندماجًا مع عالم الحروب!

هنا لنا وقفة بالطبع مع القصة الحابسة للأنفاس والمجهود الجبّار المبذول لتقديم حبكة ذات عناصر سينمائية من الطراز الرفيع، بداية من السيناريو المحبوك ببراعة، مرورًا بالتصاعد المتوافق مع أرضية الأحداث، ووصولًا للأداء الصوتي الأشبه بأفلام هوليوود.

القصة الأساسية

تبدأ الأحداث في ثمانينيات القرن العشرين، وتحديدًا في فترة الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية، والتي تضطرب فجأة بعودة رجل مرعب إلى عالم الحرب، إنه بيرسيوس معدوم الولاء.

هناك أنباء دقيقة عن أنه لم يعد خاملًا، ودخوله في خضم مناوشات طرفين متنازعين بتلك الضخامة، فعلًا أمر يستدعي القلق.

مباشرة يتم تكليف أحد أكفأ رجال الاستخبارات الأمريكية – CIA بمهمة تعقب بيرسيوس، ألا وهو الجندي المخضم أدلر. عمل أدلر سريعًا على جمع الفريق وتحضير خطة بكل الأموال المطلوبة لتعقب ذلك الوحش الخفي.

أنت (كلاعب) تقوم بدور بيل، أهم العناصر البشرية في فريق أدلر، واليد اليمنى له في العملية. لكن بعيدًا عن كل هذا، السؤال هو.. هل ستستطيع المخابرات الأمريكية والبريطانية القبض على هذا الرجل فعلًا قبل فوات الأوان؟ أم أن هناك بقاعًا مظلمة في التاريخ سوف نتعرف عليها لأول مرة مع COD: Cold War؟

الأونلاين

طور اللعب الجماعي – Multi Player Mode

في اللعب الجماعي يمكن تحديد تشكيلة ثابتة من الأسلحة – Load Outs، وتطبيقها على أكثر من نمط. بجانب إمكانية اختيار العملاء أنفسهم، سواء كانوا حلف الناتو أو حلف وارسو.

وكذلك هناك ثلاثة خانات مميزة في الواجهة العامة، ألا وهي (التحديات) التي تجد فيها مهام مستمرة تقوم بها في كل طور، و(الثكنات) التي ترى فيها نسبة التقدم من حيث الرتبة والمستوى، وأخيرًا (المتجر) الذي يحتوي على كل جديد يمكن شراؤه. وبالمجمل يحتوي اللعب الجماعي على ثلاثة أنماط رئيسية كالتالي.

لدينا فريق النيران، القنبلة الإشعاعية، وهو نمط يعتمد على تكوين 10 فرق بهدف سرقة اليورانيوم المخصب وزرعه في قنابل موجودة بالمنطقة، وتفجيرها لكسب النقاط، وقتل الأعداء أيضًا يُكسب المزيد من الخبرة.

أما الثاني هو خليط الأنماط، الأسلحة المشتركة، ويمزج بين عدة أنماط لعب سريع معروفة مثل السيطرة والهجوم وغيرهم، وأخيرًا مرافق الشخصية المهمة، وهو نمط مقسم إلى عدة جولات، في كل جولة يقوم فريق بحماية شخصية مهمة وتهريبها.

يعتمد طور اللعب السريع هنا على الكر والفر سريعًا في مساحات محدودة أو مفتوحة، وفي الحالتين يجب التركيز على كل شيء يتحرك في الخريطة، غمضة العين تُخسر المباراةوترك الجهاز للحظات فقط كفيل بتكبيد الفريق خسائر فادحة.

مباراة جماعية: ديث ماتش بسيط ومعهود، فكرته تتمحور حول قتل اللاعبين لبعضهم البعض، والفريق الذي يصل لعدد معين من القتلات يفوز.

النقطة المتنقلة: يعتمد على هيمنة الفريق على نقطة واحدة في الخريطة يتغير موقعها باستمرار، والفريق الذي يصل لعدد معين من نقاط الاستحواذ يفوز.

السيطرة: نفس نمط النقطة المتنقلة بالضبط، إلا أنه عبارة عن مجموعة نقاط عشوائية في الخريطة، لكن مبدأ نقاط الاستحواذ لم يتغير.

تأكيد القتل: الهدف منه هو قتل الأعداء وأخذ قلادات هوياتهم التي بالتبعية تُعطي نقاطًا للفريق، وتمنع الفريق الآخر من اكتساب النقاط.

مرافق الشخصية المهمة: نفس المهمة الموجودة في الشريحة المتميزة بدون تغيير على الإطلاق تقريبًا، إلا أنها اختيارها يقع عشوائيًّا في نمط اللعب السريع.

كل لاعب لنفسه: نفس فكرة نمط المباراة الجماعية، لكن هذه المرة كل لاعب يقتل الآخر لنفسه فقط، ولا يوجد عمل جماعي في هذا النمط.

البحث والتدمير: نمط مكرر ومعروف يهدف للبحث عن هدف معين لتدميره أو حمايته، لكن المميز هو الخرائط الجديدة.

جدير بالذكر أن كل تلك الأنماط تقع في التصنيف (الأساسي) للعب السريع، هناك تصنيف (شديد) فيه أنماط المباراة الجماعية والسيطرة وتأكيد القتل وكل لاعب لنفسه وبحث وتدمير فقط، وتكون أنماط لعب لأصحاب نقاط الخبرة العالية في اللعبة – Ranked.

طور الموتى الأحياء – Zombies Mode

إنه الطور الذي مرّتا سنتان تقريبًا ولم نره في Call of Duty، لكنه الآن عاد من جديد إلى الساحة. فيه تكافح ضد موجات متتابعة من الموتى الأحياء، ومع قتل كل زومبي تسقط منه أسلحة أو أدوات مساعدة مختلفة، كما يمكن ترقية الأسلحة بالنقاط المكتسبة عند قتل تلك الوحوش، وينقسم إلى ثلاثة أنماط:

نمط الآلة المتواصل: تقاتل فيه الزومبيز للأبد داخل مساحة محدودة، لا يوجد سقف للجولات، تخرج من اللعبة عندما تمل وتفرغ طاقتك فقط.

20 جولة في نمط الآلة: نفس نمط الآلة، لكنه محدود بسقف ثابت لعدد الجولات، ألا وهو 20 جولة من الزومبيز فقط.

أركيد عمليات الموت: نمط مميز تحاول فيه قتل غوريلا عملاقة ومرعبة، يمثل تحديًا حقيقيًّا لأي لاعب فعلًا.

تلك الأنماط الثلاثة تقع أسفل تصنيف (عام)، هناك تصنيف آخر مُعون بـ (خاص) ينطوي على أربعة أنماط فرعية: الآلة – الآلة فردي – أركيد عمليات الموت – أركيد عمليات الموت فردي، ويكون أقسى وأقوى من التصنيف العام.

طور منطقة الحرب – Warzone Mode

نمط الباتل رويال المعروف والغني عن التعريف والذي صدر لأول مرة مع لعبة 2019، وحصل على شعبية كبيرة منذ وقتها. بالطبع هو مستمر معنا، لكن مع تحديثات كثيرة بشأن الأسلحة والخرائط وما إلى ذلك، كما أنه ما زال مجانيًّا ومتاحًا للجميع بدون شراء لعبة 2019 أو لعبة 2020.

يمتاز الطَور مجملًا بتقديم تجربة القتال المباشر والبعيد على نطاق أوسع، بجانب طرح أجواء قاتمة وسوداوية عند الهبوط في حلبة القتال وحدك، وقتها فعلًا تصير تجربة اللعب موحشة وقاسية؛ تمامًا كالحروب، لكن دون ذلك فالتجربة مشابهة تمامًا للنسخة السابقة.

مجملًا، يعتبر الجرافيك نقلة عملاقة مقارنة بلعبة 2019، وذلك على مستوى الشخصيات والخرائط وتفاصيل العالم مجملًا.

وبالرغم من قوة الجرافيك، إلا أن اللعبة تفتح بشكلٍ أسرع على الحاسوب، كما أنها مضبوطة لضمان أعلى معدل تحديث إطارات، متلافية بذلك عيوب Modern Warfare بهذا الصدد.

حركة الأشجار واقعية، الملابس مبهرة بفضل المنظور الأول، وأيضًا الانعكاسات على الصخور ومفردات البيئة ممتازة بالرغم من عدم تفعيل تقنية تتبع الأشعة حتى، وهذا يدل بلا شك على أن المجهود المبذول على الصعيد الجرافيكي هذه المرة لا يستهان به، خصوصًا في أنماط الأونلاين التي لم تحصل على اهتمام بصري بهذا الشكل سابقًا.

العيب الوحيد في الجرافيك هو أن حزمة الـ HD Textures مساحتها كبيرة نوعًا ما، ضغطها يمكن أن يوفر المساحة التخزينية، حيث أنها كبيرة بالفعل عند التحميل لأول مرة، وستصير أكبر وأكبر مع التحديثات، وللأسف هذا بات معهودًا من شركة Activision، وبدون تحميل تلك الحزمة لا تكون التجربة البصرية فائقة الإبهار للأسف، لكن حتمًا أفضل من لعبة 2019.

هذا بالتبعية سيسبب مشكلة كبيرة لأصحاب السعات المحدودة، خصوصًا المركزين على طَور الأونلاين المتشعب والمحتوي على أكثر من نمط فرعي وخرائط كثيرة آكلة للمساحة التخزينية بشدة.

الموسيقى مناسبة للقصة الأساسية، وكذلك مناسبة للأنماط المتنوعة الأخرى، كما أن الأداء الصوتي بالإنجليزية ممتاز. لكن هذا الوصف المبتسر يظلم التأثيرات الصوتية الممتازة فعلًا، مثل أصوات الانفجار والجمل الحوارية المتناسبة مع موضع شخصية اللاعب من فم المتحدث (صوت ثلاثي الأبعاد)، وبالتأكيد هذا كله ساعد على وضع طبقات صوتية بسيطة لوقع الأقدام وحفيف الأشجار يمكن فعلًا التقاطها والاستمتاع بها إلى أقصى حد.

لكن أتدرون ما هو الذي عليه خِلاف؟ الترجمة العربية التي لم تكن موفقة في بعض المواضع للأسف، والتي تناقضت بشدة مع السيناريو الإنجليزي.

الخلاصة : لعبة Call of Duty: Black Ops Cold War تستحق اللعب حتمًا، أطوارها متعددة وتقدم توليفة مختلفة من الخرائط، الشخصيات، وأيضًا أنماط اللعب الفرعية. قد تبدو من الخارج تكرارية بنسبة كبيرة، لكن تحمل بداخلها أقصى آيات التميز. جرافيك ثوري، ضبط احترافي لمعدل تحديث إطارات الحاسوب في الأونلاين والأوفلاين، مقطوعات موسيقية ذات لمسات نوستاليجية، وقصة قصيرة ساردة لواحدة من أبرز محطات البشرية، بأكثر صورها واقعية ومأساوية!

التقييم النهائي : 9/10

[تم توفير هذه اللعبة من قبل الناشر عند صدورها في الأسواق]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى