تكنولوجيا

مراجعة Subnautica: Below Zero

خاص | أحمد سامي

إن لعبة Subnautica: Below Zero هي الجزء الثاني من Subnautica التي صدرت في 2018، هذه المرة صدرت في 2019 في شكل Early Access ولم تكتمل بعد، والذي ساهم في إنماء ونحت عالمها جيدًا هو الجمهور الذي اشتراها بالرغم من كونها غير مكتملة في المقام الأول. اللعبة من تطوير استوديو Unknown Worlds Entertainment ومن نشر شركة Bandai Namco المعروفة في الصناعة.

اللعبة؛ صدرت بشكلٍ رسميّ بعد انتهاء مرحلة النحت والضبط في 14 مايو 2021، ومنذ وقتها واجتاحت منصّات اللعب كلها تقريبًا، ولتحصل على أفضل تقييماتها على منصّة Steam للحاسوب؛ نظرًا لتناسق اللعبة مع معدل الإطارات المرتفع التي تستطيع الحواسيب الشخصية الوصول إليه مقارنة بمنصّات اللعب المنزلي مثل بلايستيشن وإكس بوكس.

لكن هل الجزء الجديد مميز؟ وهل لتلك اللعبة قصةٌ من الأساس أم أن كلّ ما علينا فعله هو التجوّل والغوص؟

تبدأ القصة عندما يتم تكليف واحدة من العلماء الأكفّاء بالذهاب إلى كوكب مجهول الهوية للتنقيب عن بقايا رفاقها الذين ذهبوا ولم يعودوا على الإطلاق. المهمة؛ تنطوي على الذهاب، التنقيب، البحث وجمع الأدلة والحطام، ثم تحليل كل شيء بهدف كشف طبيعة البيئة العدائية هناك، وكيفية التغلب عليها لجلب المزيد من الرحلات الاستكشافية للكوكب 4546B مستقبلًا.

لكن بعكس رفاقها؛ فهي لن تذهب في فريق، بل ستذهب وحده، خصوصًا للبحث عن سبب وفاة أختها العزيزة. وبالفعل تشدّ الترحال إلى الكوكب الغريب والعدائي، ليسوء بها الحال تمامًا وتجد نفسها في وسط المحيط وعليها ارتداء بدلة غطس ذات تحملٍ عالٍ، والبحث عن حطام الفريق، وكذلك حطام السفينة التي أتى على متنها وبالكاد نجت قمرتها الصغيرة من هبوطها المأساوي في مياه الكوكب.

أنت؛ هو تلك العالمة، عليك أولًا إصلاح المشاكل الرئيسية في قمرتك وإلا هلكت، ولذلك ستسبَح في القيعان بحثًا عن الموارد لتبني بها، الأسماك لتأكلها، والحطام لتستخرج منه الأدلة لحل لغز اللعبة، ولذلك يمكن القول أن للعبة قصة فعلًا، لكن مقارنة بالأجواء العامة للاستكشاف، فالقصة لا تمثل إلا 30% تقريبًا من مدة اللعب الإجمالية.

لعبة Subnautica: Below Zero مبنيةٌ، بالكامل، على أسلوب اللعب بالمنظور الأول، ومجال الرؤية واسعٌ وقادرٌ على غمرك بالفنيّات البصرية الموجودة في كل مكان حولك. اللعبة؛ تعتمد على التوازن الدقيق بين الشغف الاستكشافي والقدرات المحدودة للجسد البشري.

الهدف من القصة هو الاستكشاف والجمع والبناء، لكن هذا لن يحدث إلا إذا فهمت جيدًا خواص بذلة الغطس خاصتك، واتبعت التعليمات التي يُغذّيك بها الذكاء الاصطناعي الذي ستهلك دونه، لا محالة.

هناك عمقٌ معينٌ من بعده تبدأ قدرة البذلة على التحمل في الضياع، ويشرع الأكسجين في الهبوط لمستويات مميتة؛ وقتها عليك الخروج للسطح على الفور، وبين الصعود والهبوط تذهب للقمرة لتعالج شيئًا ما، حتى يكتمل معك العتاد وتبدأ بحق في استكشاف العالم وتتبع خيوط القصة.

وبالنسبة للقصة نفسها، فهي فعلًا شيقة بالنسبة للعبة هدفها الأساسي هو التجول في عالم بحري مفتوح. هناك شخصيات ستتعرف عليها عن طريق الحطام المتروك، وبعض الألغاز التي عليك حلها للتقدم في الأحداث، وبين هذا وذاك ستتعامل مع وحوش ضارية تارة، وأسماك ظريفة تارة أخرى، لذلك، بالمجمل، يمكن القول إن أسلوب اللعب يأخذك في جولة بعالم غريب مليء بالإبداع في كل ركن، بينما عليك فهم آليات عمله جيدًا وإلا سيتحول من مَعلم مبهر إلى مستنقع آسن؛ ويقضي عليك تمامًا دون رحمة!

تتمتع اللعبة بأكثر من طَور لعب، وهذا يجعلها مناسبة للجميع. لدينا طور “النجاة” الذي فيه تعيش التجربة التقليدية من جمع ومواجهة وحوش وموت، وكذلك “التجول الحر” وهو مثل النجاة بالضبط، لكن مع إلغاء تأثير العطش والجوع عليك؛ أي يمكنك الموت. بعدها يأتي طور “الهارد كور”، وهو مثل النجاة أيضًا، لكن هذه المرة لا يستطيع اللاعب البدء مجددًا بعد الموت – Respawn، وسيُحذف ملف الحفظ تمامًا.

أما أخيرًا لدينا طور “الإبداع” وفيه لا توجد قواعد على الإطلاق، لديك كل المعدات، لا يوجد شيء يستطيع منعك من التجول واستكشاف العالم والقصة في سلام؛ لا جوع، لا عطش، لا موت، لا شيء؛ إبداع خام.

الجرافيك في ألعاب الاستكشاف شيءٌ، وفي هذه اللعبة شيءٌ آخر تمامًا.

كل شيءٌ بديع، اللعبة تنبض بالحياة في كل جانب، والألوان زاهية حتى مع أقل الإعدادات الجرافيكية على الحاسوب الشخصي، والمميز في آلية الجرافيك هنا هي أنها قابلة للتعديل من خلال أنماط “فلاتر” خاصة قبل بدء اللعبة، وأثناء اللعب كذلك؛ مما يجعلها متفوقة، بشدة، على أي آلية تعديلية في أي لعبة أخرى تقريبًا.

أي أن اللعبة تُتيح لك اختيار أنماط عديدة للتعديل اللوني مثل النمط السينمائي، المتعادل، المليء بالألوان، وغيرها. كل نمط من الأنماط السابقة يعمل على تغيير التركيبة البصرية للمشاهد بالكامل، وهذا يمكنك ملاحظته عند تطبيقها بداخل قائمة الاختيارات “ستجد التغيُّر واضحًا في الخلفية المائية للقائمة نفسها”، وبالتالي تريحك من مشكلة أخذ صور معينة ثم تطبيق الفلاتر ببرامج خارجية مثل فوتوشوب وغيره.

المشكلة الوحيدة في الجرافيك؛ هي سقوط الإطارات فجأة عند الاقتراب من بعض المناطق المظلمة بشدة دون الاستعانة بمصدر ضوء صناعي؛ فبالتالي يزيد التباين بين ألوان المشهد، ولا يستطيع المحرك موازنة كل شيء مع بطاقة الرسوم بشكلٍ آني، للأسف.

كل الصوتيات عبارة عن طبقات متداخلة، وكلها تقريبًا متداخلة في نفس الوقت. لكن المثير للاهتمام أن الموسيقى تقريبًا غير محسوسة في عالم اللعبة، اعتمد المطورون على غمر اللاعب بأصوات البيئة حتى يشعر وكأنه يرتدي نظارة واقع افتراضيّ، وفي قلب المياه نفسها، باحثًا عن وسائل للنجاة هنا وهناك.

بين الحين والآخر؛ تستشعر هجوم الحيوانات الضارية، حفيف أوراق النباتات المائية بشكلٍ مكتوب لأننا على عمقٍ كبير، وكذلك أصوات المساعد الشخصي الخاص بك والذي يعمل على دفعك للأمام، دائمًا، خلال مسار القصة، داعمًا إياك بالتعليمات بصورة شفهية ومباشرة.

ربما تضخيم كل أصوات البيئة غير منطقي بعض الشيء، لأنك ترتدي خوذة بالفعل، لكنها خوذة متطورة؛ فهذا مبررٌ بعض الشيء.

الخلاصة: لعبة Subnautica: Below Zero تجربة استحقت فعلًا فترة الـ Early Access الطويلة؛ الشكل النهائي يستحق كل سينت يُنفق فيه، الجرافيك ممتاز وينطوي على عناصر بصرية متنوعة، الصوتيات جيدة لكن تعاني من الغياب الملحوظ للموسيقى الملهمة، القصة لا بأس بها، وأسلوب اللعب يأخذك فجأة من سطح البحر إلى أعماق الكهوف، لتكتشف عالمًا من الإبداع لم تكن تتخيل أن يتوصل إليه العقل البشري في يوم من الأيام!

التقييم النهائي : 7/10

[تم توفير هذه اللعبة من قبل الناشر عند صدورها في الأسواق]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى