تكنولوجيا

مراجعة Scarlet Nexus

خاص | أحمد سامي

تقدّم اليابان العديد من الألعاب كل عام، وتعتمد في كل لعبة على التوليفة التي تمزج بين الأداء الصوتي الياباني من جهة، ورسم الأنيمي الظريف من جهة أخرى، وبناء عليها يتم بيع عشرات العشرات من العناوين اليابانية كل عام، وبآلاف الآلاف من النسخ أيضًا.

وفي ظل التكرارية المفرطة تلك؛ من الصعب إيجاد لعبة متفردة وقادرة على كسر النمط المعتاد؛ إلا أن هذا ما قدمته Scarlet Nexus لعبة من تطوير ونشر BANDAI NAMCO فعلًا؛ حتى أنه تم تحويلها لأنمي بتاريخ 1 يوليو 2021.

استطاعت اللعبة الخروج عن الآلية المعتادة والتكرارية لصناعة الألعاب القتالية اليابانية، وأخذت كل العناصر الفنية إلى مستوى آخر تمامًا. لكن هل يعني هذا أن اللعبة خالية من العيوب؟ هل تقدم فعلًا تجربة لعب يمكن القول عليها أنها من الأفضل في عام 2021 حصرًا؟

الكثير؛ سيتم تسليط الضوء عليه في هذه المراجعة. اربطوا الأحزمة؛ فلدينا رحلة وعرة اليوم!

قصة ملحمية كأعمال أنيمي الشونين!

في المستقبل البعيد، استطاع البشر أن يحصلوا على قدرات خارقة، وبالتبعية صارت تلك القدرات مقترنة بالولادة، ومع الوقت صارت لدينا كوكبة عملاقة من القدرات المختلفة والمميزة إلى أقصى حد، مثل تحريك الأشياء دون لمسها، تسخير النيران لخدمة صاحبها، خلق الكهرباء من الجسد نفسه، بل أيضًا الحركة بسرعات فائقة، وغيرها الكثير، لكن مع ظهور القدرات الخارقة للبشر؛ ظهرت كائنات هابطة من السماء تُدعى (الآخرين – Others)، وهي مخلوقات وحشية تتغذى على عقول البشر.

مراجعة Scarlet Nexus

تبدأ القصة مع الفتى آياتو/الفتاة آساني، حيث تبدأ قصتك مع أحديهما، ولن تستطيع تغيير الشخصية في الأحداث المستقبلية. لكل منهما حكاية، ونهاية كل حكاية هي الانضمام إلى قوّات مكافحة المخلوقات الوحشية سابقة الذكر باستخدام القدرات الخارقة.

الفتى آياتو وهو صغير تم إنقاذه من قِبل إحدى أفراد قوّات مكافحة الآخرين (تشبه آساني بشدة) ولذلك قرر أن يصير مثل التي أنقذته ويعمل على جعل حياة الناس أفضل، بينما آساني خسرت والديها على يد الآخرين وهي صغيرة، ولذلك عقدت العزم على تخليص العالم من تلك الشرور بنفسها. وسواء اخترت مسار آياتو أو آساني؛ الأحداث تظل واحدة مع اختلاف مسارات السيناريو وبعض الشخصيات الجانبية في القصة.

مهمتك؛ تتمثّل في القضاء على الوحوش التي تقابلها، والتي بالتدريج سوف تعرفك على العالم أكثر وأكثر؛ لتأخذ بيدك في النهاية وتعرفك على أصل كل شيء في هذا العالم الجنوني، وكيف لك أن تكون مفتاحًا لتخليص العالم من الشرور.

أسلوب لعب إبداعي، مع ضربات قاضية حماسية

أسلوب لعب Scarlet Nexus عبارة عن مزيج من الصوتيّات المبهرة، العناصر البصرية المذهلة، والقصة التي ربما تعجب البعض، والبعض الآخر لا.

اللعبة بالمجمل تندرج أسفل شريحة “الأكشن”، وتعتمد بنسبة كبيرة على القتالات، والتي استطاع الاستوديو المطور تقديمها بطريقة تختلف بعض الشيء عن معظم الألعاب الأخرى المشابهة لها في نفس التصنيف “خصوصًا أن من بينها ألعاب أيقونية في الصناعة وليس من السهل التفوق عليها”، قدم الاستوديو ثنائيّات مميزة في الضربات، مع ضربات قاضية إبداعية للغاية، لكن العنصر الذي ميَّز اللعبة فعلًا كان الاهتمام الدقيق جدًا بالأنميشن والألوان المتبدلة مع كل لحظة تمر، ليظهر كل شيء في النهاية على أنه مشهدٌ سينمائيٌ محبوكٌ باحترافيةٍ شديدةٍ، رغم كونه بداخل الجيم بلاي نفسه، وليس مقطعًا سينمائيًّا منفصلًا، كما قد يعتقد البعض.

القتال، بالطبع، يقترن بالأعداء، والإبداع في تصميم الوحوش هنا يستحق الثناء بلا شك. جميع الوحوش الصغيرة والكبيرة، مصممة باحترافية ومختلفة عن بعضها البعض في الكثير من المظاهر الخارجية، بجانب اختلاف آليات القتال نفسها مثل الجري والطيران وقذف الطلقات الحارقة، بل وأيضًا الركل في بعض الأحيان، وإذا كنت تخاف من الوحوش الكبيرة لأن لديك ذكريات سيئة مع سلسلة ألعاب Dark Souls مثلًا، فبالإمكان اللعب على المستوى السهل في اللعبة، ومع بضع ضربات سوف تهزم أقوى الوحوش، وتشعر بالانتصار، لتستطيع التركيز في القصة أكثر.

وعلى ذكر القصة؛ هنا نأتي للعنصر السلبي بعض الشيء، فاللعبة ركزت بنسبة كبيرة على القتالات، وفي المقابل كانت القصة هزيلة بعض الشيء، لم تنطو القصة على عناصر درامية بالقدر المطلوب للأسف، لكن من الناحية الأخرى قام الاستوديو بتقديم مقاطع سينمائية ممتازة؛ وبالتالي قد لا تشعر شريحة كبيرة من اللاعبين بذلك الضعف التصاعدي الواضح للمحاور النفسية التي تصنع القصص الملحمية لألعاب الـ AAA.

مراجعة Scarlet Nexus

ورغم من القصة الضعيفة؛ إلا أن تجربة اللعب نفسها مثيرة للاهتمام ودافعة للعب باستمرار، ولن تشعر مع Scarlet Nexus بمرور الوقت على الإطلاق، وكل شيء سيمر أمامك كشريط سينمائي يعمل على ضخّ الأدرينالين في عروقك مع كل لحظة تمر، حتى تجد نفسك في النهاية كمحرك سيارة محترق في عرض طريقٍ مزدحم، وهذا ساعد عليه بالطبع أسلوب بناء العالم “شبه المفتوح”، حيث إن اللاعب لا يستطيع التنقل في كل مكان، لكن الأماكن المخصصة له واسعة فعلًا وبها العديد من المهمات الجانبية؛ المهمات التي تجعل اللعبة تحتاج من 40 إلى 50 ساعة لتنتهي.

جرافيك آتٍ من قلب صناعة الأنيمي

لا يوجد ما هو أجمل من الجرافيك السينمائي المقدم في Scarlet Nexus مقارنةً بالألعاب المقدمة في هذه الشريحة بالتحديد خلال عام 2021، اليابان إما تعَمد إلى تسطيح الجرافيك والتركيز على القتال، أو العكس، لكن هنا تم تقديم كليهما باحترافية شديدة؛ أجل كان النقص في عنصر القصة كما ذكرنا منذ قليل، لكن الجرافيك تحفةٌ فنيةٌ بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

التحريك سلسٌ، الانتقالات اللونية ليست قوية لدرجة حثّ نوبات الصرع لدى بعض اللاعبين، والثنائيّات إذا تم تطبيقها بشكلٍ صحيح، سوف تظهر مشاهد سينمائية قصيرة داخل الجيم بلاي نفسه؛ لتزيد من جمال التجربة البصرية إجمالاً.

مقاطع موسيقية تُجبرك على أن تعيش اللحظة!

الموسيقى العامة؛ جميلةٌ فعلًا، تتميز بالانتقال الملحوظ بين النوتات المنخفضة والمتوسطة، وبها نغمة مرحة تُساعدك على التجول في العالم واستكشافه دون أن تشعر بملل لكونه شبه مفتوح ليس إلا.

المشكلة كانت في الانتقال المفاجئ بين الموسيقى الهادئة والأخرى الصاخبة عند بدء معركة مثلًا، أو لحظة الصمت الملحوظة عند دخول اللعب إلى مكان المهمة القادمة “وهي الفترة التي تقوم فيها الوحدة التخزينية بتحميل المرحلة التالية في القصة”؛ الصمت يُشعر اللاعب بالخواء فجأة، وإذا كانت وحدته التخزينية بطيئة بعض الشيء أو قديمة، فيمكن أن يطول الانتظار أكثر من بضع ثوانٍ وهذا حسب تجربة فريق “218” على الحاسوب الشخصي”.

بالطبع لن يمكن لجميع اللاعبين استشعار تلك المشكلة، نظرًا لحاجة اللاعب إلى سماعات رأس دقيقة، والتي توفر التجربة الانغماسية في الأساس.

الخلاصة: لعبة Scarlet Nexus تجربةٌ ناضجةٌ جدًا في ألعاب الأكشن القتالية ذات الصبغة اليابانية. إنها ملحمة آتية من قلب صناعة الأنيمي؛ بمحاور سينمائية قلبًا ومضمونًا، أسلوب اللعب؛ يدفعك للاستمرار دون الشعور بالوقت، العالم شبه المفتوح كبير ويقدم حوالي 40 ساعة لعب بالكامل، لكن مع قصة ضعيفة بعض الشيء، الجرافيك نقلةٌ نوعيةٌ في شريحة اللعبة إجمالاً، والصوتيّات مريحةٌ للأذن أثناء التجول، لكن مع دخول المهمات أو البدء في قتال مفاجئ؛ تكون المرحلة الانتقالية مزعجةً بنسبةٍ كبيرةٍ.

التقييم النهائي : 8.5/10

[تم توفير هذه اللعبة من قبل الناشر قبل صدورها في الأسواق]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى