مقالات مختارة

قبل أن تحل بنا كارثة الكوارث … (استيقظوا)

سالم الهمالي

أيها الشعب الأبي: استيقظوا قبل أن تحل بنا الكارثة، فنحن اليوم في أسوأ حال أمام طوفان عظيم يجتاح العالم من أقصاه الى أقصاه، متجاوزًا الحدود البرية والبحرية والجوية، يفتك بضحاياه بلا شفقة أو أدنى رحمة.

خلاف وتمزق وتشرذم، حرب مشتعلة تحصد الرجال وتسفك الدماء وتزيد من قائمة الجرحى كل يوم وعشرات ومئات الملايين تنفق على شؤونها، في حين أن المصدر الوحيد للدخل توقف تماما. شعب، كله يأكل مما يدخل الموانئ، والعالم يشهد حالة من الإغلاق العام شلّت وسائل مواصلاته الجوية والحدود البرية والسفن البحرية، بما يجعلنا عرضة للعوز والجوع خلال شهور.

نفسي نفسي .. لا أسألك غيرها !!… هذا ما نراه من سياسات الدول، التي أقفلت حدودها وأقاليمها ومدنها وبيوتها في مواجهة هذا الوباء الخطير، وهي التي تملك مصارف إلكترونية وأجهزة ومؤسسات رسمية فاعلة … ومع ذلك أصدرت قرارات عاجلة بتخفيض نسب الفائدة إلى أدنى مستوى وضخ مئات المليارات في أسواقها المالية دعما لشركاتها واقتصادها منعًا للإفلاس ومعالجة للركود المتوقع.
أين نحن؛ والمرتبات المتأخرة عن الدفع، والمصارف الفارغة من العملة وغير القادرة على مجاراة العالم في الحصول على التمويل أو وسائل إيصاله للمواطن بطرق عصرية ؟!

لا أحد اليوم مهتما أو معنيا بما يجري في ليبيا، فكل العالم في أزمة خانقة ألهت حكوماته بشؤونهم ولا مجال لمتابعة حال الدول المنكوبة بالحروب والتردي الاقتصادي، ونحن أكبر وأسوأ مثال على ذلك.

ألا يكفي أن نرى أسعار النفط تنهار إلى الحضيض، وهو سلعتنا الوحيدة التي نعيش منها، ومع زيارة الأزمة تقل الحاجة إليه، فهل سنشربه أو نتغذى ببراميله.

ألا يكفي أن نعلم أن أرصدتنا مجمدة، وحكمها عند الدول التي هي اليوم في أشد الحاجة إلى المال في بنوكها: فأيهما ألزم لهم، استمرار التجميد والتربح من أموالنا أم العطف على شعب يرونه يتقاتل عشرة أعوام وهم يتفرجون.

ألا يكفي أن نرى تونس والمغرب تغلقان حدودهما وتوقفان كل رحلات السياحة إليهما، وهما من يعتمدان اعتمادا أساسيا على هؤلاء السياح، ولكن يا روح ما بعدك روح !!

ألا يكفي أن نرى الدول المصنعة تمنع تصدير المعدات الطبية للخارج، لأنهم أولى به وهم في أشد الحاجة إليها، فهل نوفر تلك الأجهزة والأدوية من مصنع الرابطة أو معامل انقرطي.

ألا يكفي أن نعلم أنهم أغلقوا مطاراتهم أمام الجميع، فإلى أي وجهة سوف تنقلون جرحاكم، أم ترون أن مكانهم فيافي الصحراء وسرير الحمادة أو زلّاف.

ليبيا يا سادة فقدت احتياطيها الاستراتيجي وبنيتها التحتية مدمرة، ذلك يعني أننا لا نملك وسادة نتكئ عليها في مواجهة أي طارئ بحجم وباء كورونا يفتك بالدول العظمى ويبرهن على عجز إمكاناتها.

إذاً ما العمل:

لا مناص من توحيد المؤسسات وإيقاف الحرب وتوجيه كل الجهود لمواجهة هذا الوباء الخطير ومعالجة الشرخ الاجتماعي بين الليبيين، فاليوم الأمر أصبح للجميع:

صراع بقاء وليس سيادة الأفضل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى