العالم

الجنائية الدولية: السجن المؤبد لـ “جزار البوسنة” راتكو ملاديتش

أكدت محكمة الاستئناف بالأمم المتحدة، حكما بالسجن المؤبد بحق قائد جيش صرب البوسنة السابق راتكو ملاديتش بعد إدانته بارتكاب جرائم إبادة جماعية… فماذا في التفاصيل

“جزار البوسنة”، هكذا عرف راتكو ملاديتش، قائد جيش صرب البوسنة السابق، والمسؤول عن ارتكاب فظائع خلال حرب البوسنة بين عامي 1992-1995، تراوحت بين حملات “التطهير العرقي” إلى حصار سراييفو، وكانت ذروتها الدموية في مذبحة سريبرنيتسا عام 1995… حظي بالتبجيل من قبل الصرب وأنصار اليمين المتطرف بسبب حملاته الدموية في زمن الحرب، بينما ارتبط اسمه عند البوسنيين بالشر، واعتبروه المسؤول الرئيس عن معاناتهم وخسائرهم الرهيبة في زمن الحرب.

ستة عشر عاما قضاها ملاديتش متخفيا، حتى إلقاء القبض عليه عام 2011 ، لتصدر عليه محكمة البداية الأولى حكما بالسجن عام 2017، وتمضي أربع سنوات قبل أن يؤيد قضاة الاستئناف بالأمم المتحدة، قرار إدانته بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم أخرى، ويؤكدوا حكمه بالسجن المؤبد، إذ أعلنت القاضي بريسكا نيامبي، رئيسة زامبيا، أن المحكمة رفضت استئناف ملاديتش “بالكامل”، ما يعني أنه سيقضي بقية حياته في السجن، منضما إلى رفيقه في تلك الحرب رئيس صرب البوسنة السابق رادوفان كارادزيتش، الذي يقضي أيضا عقوبة بالسجن مدى الحياة بتهمة إراقة الدماء لأسباب عرقية في حرب خلفت أكثر من 100 ألف قتيل وشردت الملايين.

ردود الفعل الدولية توالت مرحبة بتثبيت الحكم بحق ملاديتش، إذ أشادت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليت، بالقرار معتبرة أنه يسلط الضوء على نظام العدالة الدولي وضمان المساءلة بغض النظر عن المدة التي قد تستغرقها، وحثت في الوقت ذاته على الامتناع عن الخطاب المثير للانقسام والتحريض على الكراهية في أعقاب الحكم، ومن جهته وصف الرئيس الأميركي جو بايدن الحكم بالتاريخي، إذ يظهر أن أولئك الذين يرتكبون جرائم مروعة سيحاسبون، مشيرا إلى أنه يعزز أيضا العزم المشترك على منع وقوع الفظائع المستقبلية في أي مكان في العالم. كما اعتبرت مستشارة الأمم المتحدة الخاصة لمنع الإبادة الجماعية أليس نديريتو أن القرار يوفر اليقين التاريخي والنهاية للضحايا والناجين، وأيد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس قرار القاضي بتأكيد الحكم المؤبد على ملاديتش باعتباره “انتصارا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى