كتَـــــاب الموقع

معرض الكتاب العالمي لأزمة ليبيا

حمزة جبودة

كتاب مُمتع، حول العالم في 200 يوم، للكاتب الكبير أنيس منصور، يحكي فيه عن الدول التي زارها واقترب من حراكها اليومي، والتي منها الهند وجزر المالديف وسنغافورة وإندونيسيا، أستراليا، الفلبين، وغيرها من الدول، في أسلوب شيّق وساخر امتازت به مدرسة الأدب الساخر في المنطقة العربية.

أدب الرحلات أدب واسع يمنحك تذكرة سفر وأنت في بيتك تتجوّل بين الدول وتحاول اكتشاف وإرضاء شغفك الذي لا ينتهي في أغلب الأحيان. لماذا أكتب عن هذا الأدب؟ ولماذا لا أدخل مباشرة إلى صُلب الموضوع الذي أنوي الحديث فيه.

قبل انعقاد المؤتمر الدولي حول ليبيا في باليرمو الإيطالية، اجتاحني سؤال لم يكن في بالي من قبل وعلى الفور تذكرت أنيس منصور. لماذا لا يستفيد ساسة ليبيا من الرحلات المكوكية حول العالم وتدوين تجاربهم في كتاب؟ أليس هذا يعدّ بالأمر المفيد لكل الليبيين؟ لنتخيّل الأمر سويًّا.

فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي، الأكثر طيرانا في ليبيا، لو أنه تفرّغ لكتابة يومياته في كل رحلة عمل أو استجمام خارج ليبيا، لكنّا عرفنا طِباع الرجل وما الذي يُحبّه ويكرهه، وجبته المفضلة، كيف يرى ليبيا وهو خارجها؟. المشير خليفة حفتر، ما انطباعه عن المناخ الروسي وكيف يرى ليبيا من باريس؟ هل يُحبّ الأكل الصحي أم أنه لا يعبأ بكل هذا.

سيقول أحدهم توزيع الأسئلة على السراج وحفتر ليس عادلا، لماذا لم تسأل حفتر عن مشروعه أو خطته لإنهاء الانقسام في ليبيا، أو لماذا لا تُعطي السراج أسئلة حفتر وأسئلة حفتر للسراج.. هُنا التجاذبات السياسية ممنوعة، بإمكانك الاصطفاف مع من تريد، ولكن في هذا الموضوع لا يمكنك. جرّب توزيع الأسئلة والعب مع من تريد أن تلعب معه.

خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة، هو أيضا بإمكانه الدخول في لعبة التدوين ومنحنا قراءة كتابه عن الرحلات، وتحديدا رحلة باريس في منتصف العام الحالي ورحلة باليرمو قبل أيام، كيف رأى المدينة التي انتفضت على المافيا وكيف تبدّل حالها إلى أفضل حال؟ هل “الباستا” الإيطالية تختلف عن النسخة الليبية، أو هل أن السياسة الإيطالية تعلّمت من ليبيا معنى أن لا يتنازل أحد عن موقفه ولا مراجعات حول التجارب السابقة؟

لم يبق الكثير، عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، لكونه خرّيج القانون ويترأس أهم سلطة تشريعية في ليبيا، من المؤكد أنه لو شرع في كتابة تجاربه في السفر، سيختلف عن رفاقه السراج وحفتر والمشري. هل يُمكن أن نقرأ كتابا بعنوان “رجل القانون والبرلمان” أو “حكاية وطن لم يُكمل نصابه القانوني”.. العناوين ليست بالمشكلة الكبيرة، المهم البدء بتدوين التجارب التي ستكون غاية في الأهمية للأجيال القادمة، لمعرفة من كانوا يحكمونه، أفكارهم، أحلامهم، تجاربهم، رغباتهم في تغيير الأوضاع لصالحهم.

لن يخسروا شيئًا إن جرّبوا واقتنعوا بهذه الفكرة، الصخيرات وباريس وجينيف وروما إضافة إلى عواصم الدول العربية، عواصم ومدن وبلدان وقرى وأحياء وشوارع وفنادق وقصور فاخرة. هذا هو الفِعل الوطني الذي عليهم الشروع في تنفيذه، على الأقل يُحسب لهم أنهم كتبوا لنا، أو يُفكّرون، هذا هُو الفِعل الحقيقي وواجبهم الأول والأخير، على الأقل سنقول أنهم تركوا لنا كُتبا ستتحوّل إلى مدارس جديدة سيتعلم منها الكثير.. وسننتظر كتبكم أو كتابكم المشترك، ولا يهمّ أن تكون ليبيا على العنوان أو تخصيص صفحة لها، ما يهمّنا أن يجمعكم شيء وإن كان كِتَاب.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى