حياة

متلازمة الطفل الثري.. ما هي هذه المشكلة التربوية؟

يتحدث خبراء علم نفس الأطفال والتربية حالياً عما يسمى متلازمة الطفل الثري. وهو ما تناوله تقرير نشرته صحيفة Ouest-France الفرنسية. وعرّف هذه الحالة بأنها تنتج عن تقديم الأهل الحماية المبالغ فيها للطفل. وهو ما يؤدي مع مرور الوقت إلى عجزه عن مواجهة مصاعب الحياة وتحدياتها. ولفت التقرير إلى أنها تظهر غالباً في الأسر التي تنتمي إلى الطبقة الوسطى. وأشار إلى أن الأهل يسعون في إطارها إلى تقديم كل سبل الدلال كتعويض لأولادهم لأنهم عادة ما يكونون دائمي الانشغال. ومن أجل منع انعكاس هذا سلباً على الأبناء، عدّد خبراء من جامعة Harvard قواعد للتعامل مع الأطفال لمنع معاناتهم من هذه المتلازمة وتبعاتها.

قواعد للتعامل مع متلازمة الطفل الثري

من أجل منع ظهور متلازمة الطفل الثري في الأسرة، من الضروري الحرص، بحسب الخبراء، على اتباع هذه القواعد الأساسية.

1 تعليم الطفل تحمل المسؤولية

تم الحديث عن متلازمة الطفل الثري للمرة الأولى في سنوات التسعينيات وتحديداً في كتاب ألفته خبيرة الصحة العقلية جيسي أونيل بعنوانThe Golden Ghetto : The Psychology of Affluence . وفيه أشارت إلى أن الأطفال الذين يواجهون هذه المشكلة غالباً ما يقومون بتصرفات غير مسؤولة ولا يراعون مشاعر الأشخاص المحيطين بهم. ولاحظت أن سبب هذا هو سلوكيات الأهل الذين يسعون إلى تعويض غيابهم من خلال تقديم الهدايا من كل نوع لأبنائهم.

إذاً من المهم أن يعرف الطفل أن للتعب قيمة. لذا يجب دعوته إلى المشاركة في بعض النشاطات وأداء الواجبات المنزلية وإلى تصحيح الأخطاء التي يرتكبها بنفسه وتحمل مسؤولياته كافة.

2 تصحيح سلوك الأهل

كما ذكرنا سابقاً غالباً ما يفسد الأهل أولادهم من خلال توفير كل ما يطلبونه. ففي هذه الحالة قد يعبر الطفل عن شعوره بالملل وان توفرت لديه كل سبل التسلية. وهو ما يشكل نوعاً من الابتزاز. فقد اعتاد الأخير فعلاً الحصول على كل ما يطلبه. لذا فهو يحدث ضغطاً على الوالدين اللذين لا يترددان في تلبية حاجاته غير الحقيقية بدافع الشعور بالذنب الناتج عن غيابهما المستمر. لذا يتعين عليهما تعديل هذا السلوك وتقديم الهدية للصغير في الأوقات المناسبة فقط. وعلى الأخير أن يفهم أنه لا يمكنه الحصول في الحياة على كل ما يريد.

نتائج متلازمة الطفل الثري

في حال لم يعمد الأهل إلى تصحيح الوضع، من الممكن أن تعود متلازمة الطفل الثري على أولادهم ببعض النتائج السلبية.

– من الممكن أن ينجم عن هذا ضعف ثقة الطفل بنفسه وتقديره لذاته.

– يمكن أن يصبح مع مرور السنوات شخصاً يفتقر إلى حس الاندفاع والمبادرة. والسبب أنه اعتاد الأخذ لا العطاء.

– قد يشعر غالباً بالحرمان وعدم الارتياح والغبن والظلم. وهو ما قد ينعكس سلباً على علاقاته مع الآخرين في المجتمع والعائلة والعمل ويجعلها غاية في التعقيد.

– من الممكن أن يصبح أيضاً شخصاً غير منظم وغير قابل للخضوع للقوانين المرعية في مكان وجوده.

– قد تؤدي هذه الحالة إلى عدم تحقيقه النجاح الدراسي أولاً والحياتي لاحقاً.

إذاً ومن أجل تجنب التأثيرات السلبية لما يسمى متلازمة الطفل الثري، على الأهل أن يتوخوا الحزم طريقة للتعامل مع أبنائهم في الأوقات التي تستدعي ذلك. ومن الضروري أن يدعوهم إلى احترام القواعد. فهذا يساعدهم على بناء شخصيات تتسم بالتوازن بين العقل والانفعالات. وهذا ما يجعل التعامل مع ظروف الحياة ومسائلها سهلاً. كما أنه يمنع الإحساس بالغبن الذي يجعل بناء العلاقات الاجتماعية السليمة أمراً صعباً.

وسوم:  – –  –

زر الذهاب إلى الأعلى