اهم الاخباركتَـــــاب الموقع

ماذا يحدث في ليبيا ؟!

محمد العجمي

العنوان قد يحتوي سؤالا يعجز الليبيون أنفسهم عن إجابته التي صاروا حقاً لا يملكونها، فهم منقسمون بين من يراها حرباً أهلية، أو نتائج كارثية لثورة سرقت.

هذا التساؤل أو الاستفهام كان أبرز ما يشغل بال كل من التقاني في زيارتي الأولى لوطني الأم السودان بعد أن حُرمت من زيارته طوال عمري لأسباب يطول شرحها .

يتساءل الكل عن الانقسام السياسي، أو الحرب الدائرة في ليبيا، كيف يعيش الناس ويسيّرون أمورهم اليومية، من أين تأتي النقود، هل يذهب أحد إلى وظيفته، من يحكم ليبيا فعلاً!

أسئلة مستعصية لم أملك لطارحيها إجابة، فإذا كان المشتغلون بالسياسة أنفسهم لا يملكون جوابا شافياً عما صنعوه بأيديهم فما بالك أن يحمل أحد ما وصفا كافيا لإفهام شخص لا يعرف ليبيا إلا عبر شاشات التلفاز وأخبار المواقع الإلكترونية.

قد تكون الصدفة أو سخرية القدر وراء طرح سؤال مثل هذا في الذكرى السادسة للسابع عشر من فبراير اليوم الفارق في تاريخ ليبيا بكل المقاييس، والذي يكاد يكون أكبر حدث سياسي منذ سيطرة القذافي على السلطة عام 1969.

وصف ما يحدث في ليبيا لا يبدأ بالتأكيد انطلاقا من عام 2011 بل يجب أن يستذكر كل تاريخ ليبيا الحديث منذ تأسيس الدولة القره مانلية على الأقل، ليفهم من يريد أن يعرف كيف تكونت هذه البلاد الشاسعة، وما يربط سكانها من علاقات اقتصادية واجتماعية.

لا يمكن بالطبع أن تسرد تاريخاً يفوق مائة وخمسين عاماً لسائل يريد إجابة في دقيقة، وهنا تكمن مسؤولية المتصدي للتعريف بليبيا أن يعي كل ما شكّل الوضع الحالي من صراع اجتماعي، وتنافس اقتصادي، وما كون كل إقليم من هذا البلد الممتد الأطراف.

ويلقي هذا الضوء على نقطة أخرى ألا وهي إدراك الليبيين أنفسهم بعدم دراية العالم – المحيط بهم على الأقل – بتفاصيل صراعهم، رغم تدخل القاصي والداني بدعوى لمّ الأطراف الليبية وجمعها على توافق لا يمكن بالطبع أن يصنعه غريب عن الديار وأهلها.

إذا ما الجدوى من السؤال عن وصف الحدث الليبي إذا لم تكن الإجابة حاضرة؟ تكون الأهمية في الحديث عن الموضوع هنا برأيي هي تسويق صورة رؤية الليبيين عما يطمحون إلى صنعه بمستقبلهم وحال بلادهم، وأن تخرج أصوات جديدة للحديث عن ليبيا التي يريدون، لا تلك التي تراها الشعوب الأخرى بعين الساسة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خاص 218

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى