اهم الاخباركتَـــــاب الموقع

قلم الرصاص VS الرصاص

محمد الطيب

وسط الحرب الدائرة ضد الإرهاب و التشدد الديني على الأرض، تجاهل الكثيرون حربا أخرى تجري على شبكة الإنترنت ، فبعد التقرير الأخير الذي أصدره مركز الأبحاث الدينية و الجيوسياسية في بريطانيا 2017، تبين أن العالم مازال خاسراً أمام التطرف في شبكة المعلومات الدولية، و أن حجم المحتوى “المتطرف” على محركات البحث في الإنترنت يتسع ويتزايد ويصبح أكثر سيطرة من ذي قبل، و المحتوى الذي تقدمه الحكومة البريطانية ويعتبر “معاديا للتطرف” لايمثل إلا نحو 5 في المائة من العينة التي تم تحليلها عشوائيا حتى تكون معبرة لطبيعة محتوى الإنترنت اليوم.
لربما ما يحدث الآن من ردات فعل من متطرفين على مواقع التواصل الاجتماعي، حول الحفل الموسيقي لساعة الأرض في بنغازي مثلا أو حفل سبتيموس “مهرجان للفن والموسيقى والإعلام” في طرابلس، أصبح ينذر بتوسع الفكر المتشدد على الشبكة، مقارنة بالفكر المعتدل و التيار المدني الرافض للتطرف، وقياسا لحجم ردات الفعل، الأعداد الكبيرة المتطرفة، قد تغلب المنطق .
هناك من يحاول اليوم أن يعزز من الفكر المعتدل وثقافة تقبل الآخر بمختلف الأديان والأفكار البعيدة عن الإرهاب و إقصاء الآخر، وذلك ببث رسائل يومية عبر صفحات التواصل الإجتماعي ، وأبرزها صفحة “عالم نور” على الفيسبوك واليوتيوب وتويتر، حيث يؤمن صاحب الصفحة أن قلم الرصاص أقوى من الرصاص .

حتى نقترب أكثر من تجربة مهمة في محاربة التطرف عبر وسائل التواصل الإجتماعي ، أجريت مقابلة خاصة مع صاحب صفحة “عالم نور” الذي يتحفظ على ذكر اسمه وبلده لأسباب خاصة .

متى وكيف بدأت في تطبيق فكرة عالم نور على السوشيال ميديا ?

نور : يتناول عالم نور يومياتي، ويوميات أصدقائي ويوميات جيراني، إلى جانب التحديات المختلفة التي أوجهها. إنه عالمي المعيشي واليومي، لذا اعتبر أن المواد التي أقدمها ليست بحساسة بل واقعية. استعمال وسائل التواصل الحديثة يسمح لي بالتفاعل المباشر مع أصدقائي وبمناقشة أفكاري وردود فعلهم عليها.

 

قلم الرصاص VS الرصاص

تميل القصص التي تطرحها لطابع قصص الأطفال رغم أنها موجهة لجميع الأعمار ، لماذا اخترت هذا الطابع ؟

نور : الروايات التي أقدمها تعكس تجربتي التي أعبر عنها بطريقة تساعدني بشكل سهل على مشاركة الأفكار. أسلوبي بعرض القصص من خلال الكرتون، أسلوب فني وليس موجه لفئة معينة.

الحرب ضد التشدد الديني بجميع أنواعه، هل هو الهدف الوحيد لنور أم هناك أهدافاً أخرى؟

نور : الأمور مرتبطة بالمسائل والتحديات التي تنعكس على المجتمع الذي أعيش فيه كشاب عربي يحلم بمستقبل واعد، من التنقل في الشارع، إلى التبضع في المتاجر، إلى الصراع اليومي لكي أصل على الوقت الى جامعتي. لكن ليس من المنطقي إلى جانب ذلك نكران صعود فئة من أشخاص عديمي التحضر والأخلاق يتسترون بمظاهر التدين لكي يبرروا تسلطهم على الناس.

قد لا تتقبل بعض المجتمعات المادة المصورة التي تقدمها ” كفيديو الموسيقى ضد ظالم ” كيف تستطيع محاربة التشدد الديني دون المساس بمعتقدات المجتمع الإسلامي الأساسية ؟

نور : أعتقد أن هذا السؤال يلتف على جوهر القضية. الرسالة بسيطة والناس بأغلبيتهم يفهمونها. القضية هي حول المتسلطين الذين يفرضون على الناس ما يمكنهم أو ما لا يمكنهم فعله. يغضبون على الناس ويهددونهم باستمرار. ألا ترى ما يفعله تنظيم داعش في المناطق التي يسيطر عليها، في الرقة وفي المناطق الأخرى؟ والقول بأن الموضوع حول تحريم أو عدم تحريم الموسيقى محاولة لتشويه جوهر القضية. المضمون هو الأهم .
.
هل واجهت رسائل تهديد بسبب ما تقدمه في صفحتك نور “إذا نعم ” كيف تتصرف اتجاها ؟
نور : أغلبية المتابعين والحمد الله يدعمون الرسالة التي أنشرها ويتفاعلون بشكل إيجابي جداً مع المواضيع التي أتناولها لأن هذه المواضيع تمس حياتهم اليومية أيضاً، أما الأقلية التي تؤيد الفكر الظلامي يعلمون أن الموضوع مرتبط بوجهة نظر اجتماعية.

ليبيا تواجه حملة شرسة من قبل الإرهاب والتطرف ما هي النصائح “من خلال تجربتك” التي تقدمها لوسائل الإعلام و صفحات السوشيال ميديا ؟
نور : بصراحة ليس لدي أي نصيحة بشكل خاص، ليبيا تعاني كباقي البلدان العربية من المتسلطين الذين يفسرون الدين بعيداً عن قيم الإسلام الحضارية.
أعتقد أن النفي لوجود هؤلاء الأشخاص ونكران تأثيرهم السلبي جداً على المجتمع هي مقاربة مأساوية تنفي الواقع وتفاقم المشكلة. هؤلاء الأشخاص قد يكونون من الأقارب أو الأصدقاء، أو زملاء دراسة، لكن الاعتراف بأن مسؤوليتنا كمجتمع بشكل عام وكشباب بشكل خاص هي في رفع الصوت والقول بأنهم على خطأ. هذا أفضل ما يمكن أن نقوم به.

أخيرا الرسالة التي تود أن تنشرها من خلال صفحة نور ؟
نور : عالمنا مسؤوليتنا، فلنبقيه عالم نور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى