كتَـــــاب الموقع

فائز السراج والفن التشكيلي

حمزة جبودة‎

تنويه:

لا أقصد الإساءة لشخص الفنان بشير حمّودة، أو لفنّه الذي أحترمه وأُقدّره، وما عملية إدراجه في هذه المادة، تُعتبر صُدفة لحدث، كان يجب أن لا يمرّ مرور الكرام، خصوصا وأن الخبر يأتي في زمن تعيش فيه ليبيا، مرحلة قاسية، نأمل أن تمرّ مرور الكرام.

(1)

زيارة المعارض الفنية، والاطلاع على مدارسها وفنونها، تُعتبر من أساسيات الحراك الطبيعي في المجتمعات التي تعرف قيمة الفنّ ودوره الكبير في إرساء مفهوم السلام والجمال. ولكن في حالات أخرى، مثلا في ليبيا، فهو يختلف حين يكون الزائر لهذا المعرض، شخصية سياسية، كزيارة رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، الخميس الماضي 20 أبريل، لقاعة دار الفنون في طرابلس للاطلاع عن كثب على الأعمال التشكيلية التي صممها الفنان بشير حمودة.

من حقّ السراج أن يزور المعارض الفنية، حين تكون المناطق الذي تأتمر لسلطة حكومته الوفاق، تعيش حالة من السلم الاجتماعي، ومواطنوها يعيشون حالة “اقتصادية” مستقرة، ولا يُداومون على المصارف. ومن حقّه أن يعيش حياته الطبيعية كأيّ إنسان، ولكنّ حين يكون مسؤولا، يجب أن يعرف يقينا أن كل خطوة يقدم عليها، يجب أن تكون مدروسة ولها أبعادها الاجتماعية والسياسية، والاقتصادية.

(2)

وللوهلة الأولى، عند قراءتي لخبر زيارته لدار الفنون في طرابلس، ورؤيته لأعمال الفنان بشير، تخيّلت على الفور لحظة تأمّل السراج للوحات، أن رئيس المجلس الرئاسي، يتأمل لوحات واقعية، أبطالها، المختطفون في ليبيا، أو ما يحدث لأهلنا في سبها، والجنوب، وقبلهم أهالي مخيم قرارة القطف. وهذا التخيّل دفعني لاستدعاء الفنان الكبير الراحل حسن دهيميش، وقُلت: لن يُفوّت الساطور هذه الفُرصة وسيصطادها كعادته، في التقاط ملامح وتفاصيل لا نعرفها، إلا من خلاله. من المؤكّد أن الساطور، سيستبدل ألوان اللوحات الفنية، بلوحات أكثر واقعية، ومثلا: صورة عجوز يحمل كيسًا من الخبز ويُحاول مصارعة الريح القوية المصحوبة بالأتربة في مخيم قرارة القطف، أو صورة المرأة التي قُتلت بعد أن وصلتها إحدى القذائف العشوائية في سبها “المنكوبة”.. ولكم إضافة الملامح التي ترون أنني نسيت إدراجها، والدخول معي في هذا الخيال، والبحث عن الضحايا الذين يُغادروننا كل لحظة، بسبب بعض الذين نصّبوا أنفسهم أوصياء علينا بعد الله.

(3)

رُبّما أكون عاطفيا زيادة عن اللزوم، حين يكون الملف أو الموضوع، يمسّ حياة المدنيين في ليبيا، أو الذين دفعوا وما يزالوا يدفعون ضريبة التخبّط السياسي في ليبيا، ولا أعرف حقيقة حتى هذه اللحظة التي أكتب فيها هذه الكلمات، هل فكّر أحد المسؤولين في ليبيا بزيارة المناطق والمدن المنكوبة، أو زيارة مخيّم قرارة القطف؟.. ما الذي يمنعهم مثلا؟!

(4)

ملاحظة: لم ندرج أسماء رئيس البعثة الأممية غسان سلامة ووزير خارجية حكومة الوفاق محمد سيالة، الذين كانوا يُرافقون رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج لزيارة المعرض الفني، حتى لا نُطيل، وأيضًا لأننا يجب أن نُرسّخ مفهوم النقد للمسوؤل عن الليبيين، لا الحاكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى