حياة

شابة سورية تخلد ذكرياتها بالقصائد

لجأت   من بلدة داريا الواقعة قرب العاصمة السورية دمشق إلى الشعر لتخليد ذكرياتها في بلدها الذي اضطرت لمغادرته مع بداية اندلاع الحرب في البلاد.

وأوضحت أمينة إنّ ذكرياتها في بلدها تتمحور حول رائحة القهوة التي كانت جدتها تشربها يومياً بجوار شجرة الياسمين وهي تستمع لأغاني فيروز، واستيقاظها في الصباح الباكر للذهاب إلى المدرسة رفقة جيرانها.

وهاجرت عائلة أمينة في البداية إلى مصر، ووصفت الشابة السورية الحياة في مصر بالتجربة الصعبة، حيث قالت: “بدأت أشعر بالشوق وبالعذاب لأنني بعيدة عن بلدي وعن أحبائي وعائلتي. بدأت أكتب ما أتذكره، وما كانت عليه حياتي في السابق، وكيف تغيّرت”.

وفي العام 2016 قررت عائلتها الهجرة نحو بريطانيا لتبتعد أمينة عن بلدها لمسافة أكبر، ووصفت الأمر بما يلي: “كان الأمل أن نعود إلى سوريا بعد شهر عندما كنا في مصر، ولكن ساءت الأوضاع ولم يكتب لنا الله العودة”.

وأشارت إلى أنها عانت كثيراً في البداية، حيث كان تعلم اللغة الإنجليزي، ونمط الحياة المختلف بشكل كلي عن وطنها سوريا، ومصر التي عاشت فيها لعدة سنوات أكبر تحدي بالنسبة لها.

لتبدأ بعد ذلك رحلتها مع الشعر، حيث طلب منها في المدرسة التي درست دورات في كتابة الشعر، كتابة أي شيء يصدر عن عاطفتها، وقالت أمينة في هذا الجانب: “في البداية كنت أكتب فقط، وبعدها أصبحت أحوّل الكتابة إلى شعر. تعلمت كيفية تحويل الكتابة إلى أبيات شعر، وكيفية الإلقاء”.

وبعد مرور عامٍ كامل قررت أمينة الاشتراك في مسابقة بيتجيمان رغم عدم إتقانها للغة الإنجليزية بطلاقة، لتبدأ بترجمة القصائد التي كتبتها بالعربية إلى الإنجليزية، ولتفوز قصيدتها رثاء سوريا بالجائزة.

وعلّقت أمينة على فوزها بالجائزة: “كتبتُ عن قصيدتي وكل ما كنتُ أتذكره من ذكريات: كيف كنّا نستيقظ صباحا، وقهوة الصباح، كانت جدتي تستيقظ كل صباح تحتسي القهوة بجانب شجرة الياسمين على صوت فيروز، وتنادي الجيران. أتذكر كيف كنت أستيقظ صباحا مع إخوتي ونذهب مع أولاد الجيران إلى المدرسة. أثناء سيرنا نرى صبيا يدخن وعندما يرى والده أو شقيقه الأكبر يخفي السيجارة. كل ذلك لا يزال عالقا في ذاكرتي، وفجأة تغيّرت حياتي وانقلبت رأسا على عقب وأصبحت باللون الأبيض والأسود منذ أن غادرتُ سوريا”.

واكتسبت أمينة الثقة من هذه المسابقة لتشارك بعدها بمسابقات أخرى بمساعدة والدها الذي يرفدها بالمصطلحات والمرادفات المناسبة.

وأضافت إنّ داخل كل طفل سوري أحلام وأمنيات منعت الحرب ظهورها، وجعلتهم غير قادرين على تحقيقها، ودعت لإيجاد وسائل التعليم في مخيمات النازحين لأنّ القلم هو وسيلتهم الوحيدة لإيصال أصواتهم للعالم.

يذكر أن أمنية تواصل أحلامها في بريطانيا، فهي تدرس حالياً علم النفس والفنون، وترغب في أن تصبح في المستقبل طبيبة أسنان.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى