اهم الاخبارمقالات مختارة

حول تعيينات السراج

محمد المفتي

لنمنح فايز السراج هامشا من حسن الظن. ربما كان وطنيا لكنه في مأزق. ربما عليه ضغوط في الداخل ومن الخارج تقيد قدرته على اتخاذ القرار والمناورة.

لكن تعييناته الأخيرة تثير التعجب والتساؤل.

الأمر أشبه بمن يطلب من مغمض العينين تحريك أصبعه على ورقة بها أسماء كل من تولى منصبا سياسيا منذ ثورة فبراير. ثم يتوقف عشوائيا عند مربع ما. أي التقاط قائم على الصدفة وليس اختيارا بمعايير. بل اختيار سيقود إلى مزيد من التعقيدات.

ولمن أراد أن يتعرف على العيساوي فليقرأ ما كتبه شلقم في كتابه “نهاية القذافي” قبل سنوات، أما ملابسات الإهمال ولا أقول “اتهام” في قضية اغتيال عبد الفتاح يونس فتكفي للتريث … أما التقاط اسم باش آغا من سلة القرعة للداخلية فسيثير مشاكل نحن في غنى عنها رغم أن كثيرا من تصريحات الرجل مؤخرا معتدلة وتصالحية.

تعيينات السراج إذن ستثير مشاكل أكثر مما تفتح طريقا للخروج من الأزمة. وأين دور البعثة الأممية؟ وأين مشوراتها الداعمة للاستقرار؟ أم أن الأمر فخ أوروبي أو إقليمي لتأزيم الموقف؟

السؤال الأبسط هو: هل من أوحى للسيد فايز بهذه الأسماء حريص حتى على سمعة السراج وبقائه؟ ناهيك عن مصلحة الوطن.

إنك بهذه التعيينات يا سيد فايز قد أشرعت بابًا على جدل يهدر الوقت ولا طائل من ورائه. فارمه جانبا بالله عليك وابتعِد من اقترحه.

إنّ التاريخ السياسي قد يَنسى حتى الانتصارات ولكنه لا ينسى أبدا الزلات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى