العالم

المهاجرون بين الابتزاز التركي والتعنت الأوروبي

أوضاع كارثية، وظروف صعبة يرزح تحتها المهاجرون، الذين خدعوا بالقرار التركي بفتح الحدود باتجاه أوروبا، ليتفاجؤوا بالشرطة وحرس الحدود اليوناني الذين منعوهم بالقوة من العبور واستخدموا الغاز المسيل للدموع واشتبكوا معهم أكثر من مرة، وفي أكثر من نقطة، وامتد الأمر إلى حالات تعذيب موثقة مارستها الشرطة اليونانية بحق بعض المهاجرين الذين نجحوا بالعبور عن طريق نهر إيفروس، قبل أن تعيدهم مجردين حتى من ثيابهم إلى داخل الأراضي التركية.

وفقدت عائلات كثيرة كل شكل من الاستقرار وغامرت مدفوعة بتصريحات المسؤولين الأتراك بل وبالتسهيلات التي قدمت من حافلات نقلتهم مجانا إلى مدينة أدرنة الحدودية، قبل أن يكتشفوا أن الحدود مغلقة تماما، وأن حياتهم باتت أكثر تعقيدا وتشردا، وقد تحولوا إلى ورقة ابتزاز تلوح بها أنقرة في وجه الاتحاد الأوروبي، ضاربة عرض الحائط باتفاق الهجرة الذي سبق ووقعته عام ألفين وستة عشر، وحصلت استنادا إليه على مليارات الدولارات.

واستبق مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الموازنة يوهانس هان زيارة الرئيس التركي رجب أردوغان المقررة الاثنين إلى بروكسل، لمناقشة موضوع اللاجئين، بالتلويح بورقة ضغط عبر الإعلان عن أن المساعدة المالية المقدمة لتركيا للاعتناء باللاجئين على أرضها ستكون أقل من السابق وستتوقف على مدى التزام أنقرة باتفاق الهجرة وإيقاف سياساتها الابتزازية عبر التهديد بإرسال المزيد من المهاجرين إلى دول الاتحاد الأوروبي.

من جهتها كشفت اليونان عن أنها ستقيد المساعدة للذين يقدمون طلبات للحصول على اللجوء بدءا من الخامس عشر من مارس بهدف تخفيف الضغط عنها، خاصة أن نسبة كبيرة منهم جاؤوا من دول تشهد استقرارا، ونسبة السوريين بينهم قليلة جدا، على عكس الادعاءات التركية التي قالت إن فتح الحدود جاء لتخفيف الضغط عن حدودها مع سوريا بعد نزوح مليون مدني هربا من معارك إدلب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى