اهم الاخباركتَـــــاب الموقع

الفيسبوك:الخطّابة بنظرة الشرعية

218TV.net خاص

محمد الطيب

لطالما تعودت المجتمعات الشرقية على وجود الخاطبة ، والتي تقوم بالترويج لعروس خارج قائمة الرأي، أو لعريس فوق قائمة الشروط ، ورغم تأكيد الكثيرين ان الزواج الذي يؤسس على هذه الطريقة المتخلفة” المتأخرة” لا يستمر طويلا، أو قد يواجه العديد من العقبات، إلا انها مستمرة في العديد من الدول ، داخل صالونات المناسبات و الزيارات الاجتماعية .
اليوم دخلت مواقع التواصل الاجتماعي على الخط، وأصبحت الخاطبة هي وظيفة يمارسها الرجال والنساء ينتمون إلى صفحة تهتم بالزواج ، لعل أبرزها في ليبيا صفحة ” زواج ليبيين بشرط يشوف بعض نضره شرعيه ”

الصفحة التي تحتوي على 139 ألف عضو، تهتم بثلاثة جوانب رئيسية، كتابة منشور يتضمن جنسك ،عمرك وبعض صفاتك، تواصل الرجال مع النساء الراغبين في الزواج شرط أن يرسل كل منهما صورة شخصية على الخاص و طلب استشارة أعضاء الصفحة عن بعض الامور التي تسبق الزواج .
ومن خلال تصفح ما يكتبه أعضاء الصفحة، تجد سحاب يأس يغيم على الفتيات غير المتزوجات ، أو قصص يغطي غلافها القسوة و الحزن،التي انتهت بحلال يعتبره المجتمع هو الأبغض .
عدد الأعضاء يتجاوز 138 ألفا مما يجعل التأكد من جدية المشاركين أمرا صعبا ،ومصداقية الصفحة هو الأصعب، وخاصة في مجتمع يرفض حضور صوت وقلم المرأة ، فماذا عن صورها الشخصية ؟ حيث تمنع العديد من العائلات بناتهن من وضع صورهن الشخصية ،بينما يُسمح للرجال نشرها على جدران الصفحات، كذلك المرأة بدورها ترفض أحيانا وجود صورتها الشخصية ، لتكون لديها الحرية اكثر في التعبير والكتابة عن مشاعر و افكار حول رغبتها في الزواج،وطالما شروط الصفحة تؤكد ضرورة إرسال الصور ، يتحتم على الجميع إرسالها بشكل خاص مع الأعضاء الجادين والمهتمين .
الى جانب الشكل الحديث للخاطبة، فإن مواقع التواصل الاجتماعي و بعض التطبيقات الخاصة بالتعارف ، ساهمت في زحزحة جدار الزواج التقليدي وزواج الأقارب، بل و رفعت من وعي المجتمع في تقبل وجود المرأة جنبا الى جنب مع الرجل، في الرأي و الاختيار خاصة في ما يخص الشريك ، وهذا الوعي يتزايد بشكل سريع بعد اجتياح الإنترنت الهواتف الذكية ، أما لقياس هذا الوعي من زاوية اخرى ،فمن كان يرفض البوح باسم أمه أمام الأصدقاء والزملاء تحت بند “العار”، اليوم يشارك اسمها وصورتها مواقع التواصل الاجتماعي تحت بند “الفخر”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى