حياةكورونا

الدكتور زاهي الحلو لـ “218”: فوائد اللقاح تفوق مخاطره بكثير

مع استمرار ارتفاع عدد الإصابات الجديدة بفيروس “كورونا” في العالم؛ تستمر عملية التلقيح ولو بطريقة خجولة ومتفاوتة، حسب البلدان، وترتفع معها الأزمات بين الدول حول إنتاج وتوزيع اللقاحات، كما تتسابق بعض المواقع الإلكترونية غير الموثوقة وشبكات التواصل الاجتماعي بنشر أخبار كاذبة وبيانات غير دقيقة تزرع الخوف والشك في قلوب الناس الذين يمتنعون عن فكرة التطعيم.

وفي اتصال مع الرئيس السابق للجمعية اللبنانية للأمراض المعدية والجرثومية الدكتور زاهي الحلو؛ أكد لـ”218″: فوائد اللقاح تفوق مخاطره ويبقى الوسيلة الأسرع والأكثر فعالية للحدّ من انتشار “كوفيد-19” والوصول إلى المناعة المجتمعية التي تحصّن الناس ضدّ هذا الوباء الخطير، الذي ما زال يسيطر على الكرة الأرضية.

وبحسب د.”الحلو”؛ فهناك جهود جديدة تُبذل اليوم من قبل مختبرات عالمية لتصنيع لقاح على شكل حبوب يتم تناولها عبر الفم، وستُجرى تجارب سريرية على البشر في الأشهر القليلة المقبلة.

وقد تسهل هذه اللقاحات الجديدة الكثير على من يهاب وخز الإبر.

وعن سؤالنا حول تراجع الثقة في لقاح “استرازينيكا” بعدما علّقت حوالي 12 دولة مؤقتًا استخدامه بسبب حالات قليلة من تجلط الدم؛ يؤكد الطبيب المختص بالأمراض الجرثومية أن منظمة الصحة العالمية وهيئات أخرى؛ خلصت إلى عدم وجود أي رابط مباشر بين هذه الحالات واللّقاح وبرأيه؛ فإن هذه التجلّطات التي تم تسجيلها يحتمل أن يعود سببها إلى إصابة الشخص الذي أخذ اللقاح بـ”كورونا” دون علمه تزامنًا مع تلقيه الجرعة الأولى منه.

ويتابع زاهي الحلو أن دول الاتحاد الأوروبي أوصت بمواصلة حملة التلقيح بـ”أسترازينيكا”، مؤكدة فاعليته وأمنه، وكإجراء احترازي؛ تمّ إدراج ملاحظة “حدوث حالات نادرة جدًا من تجلط الدم” على علبة اللقاح، وفي حال حدث ذلك؛ فعلى هذا المصاب أن يأخذ مسيّلات للدم لتجنب الجلطات.

وعن تفاوت فعالية اللقاحات العديدة المتوفرة اليوم في العالم؛ يشددّ الدكتور “الحلو” على أن جميعها أعطت نتائج جيّدة، وخففت من نسبة الوفيات والدخول إلى المستشفى، وبالتالي الإصابة بحالات خطرة، وحثّ كل شخص على الإقدام على التطعيم بأي نوع متوفر لديه كي يحمي نفسه من هذا الفيروس القاتل.

وأكدّ الطبيب اللبناني أن اللقاحات لا تؤسّس للمناعة الكافية من الجرعة الأولى، بل تكتسب بعد أول أسبوع من أخذ الجرعة الثانية، وقد يحتاج بعض الأشخاص إلى جرعة ثالثة لا سيما الأشخاص الذين يُعانون من السمنة الزائدة ونقص في المناعة بعد استجابة غير كافية للأجسام المضادة من الجرعتين الأولييْن.

وبالنسبة لتوفر اللقاحات ضدّ فيروس “كورونا” للمراهقين والأطفال؛ أعلن “الحلو” أن الموعد أصبح قريبًا خصوصًا أن عددًا من الشركات المعروفة تقوم بالدراسات والاختبارات اللازمة لطرحه في الأسواق، ولكن قبل ذلك؛ يجب اختبار كل لقاح بعناية في مجموعات الأطفال حتى تتوفر بيانات كافية لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية لتقييم ما إذا كان آمنًا وفعالًا.

ويذكر “الحلو” أن هناك عددًا من الشركات، اليوم، قد طرحت لقاحات خاصة بالمراهقين فوق الـ16 من العمر، وتمنى من كل شخص ألا يتردد في أخذ اللقاح، مهما كان نوعه، كما تمنى أن تُسهّل عملية التطعيم في كل أنحاء العالم؛ كي نصل جميعًا إلى برّ الأمان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى