المرأة

اكتئاب الانفصال عن الأم لدى الأطفال… كيف تتعاملين معه؟

ليس غريباً أن يعاني طفلك من اكتئاب الانفصال عن الأم. فهي حالة شائعة في أوساط الأطفال. إذاً لا تقلقي إذا بدأ صغيرك يبكي في حال ابتعدت عنه لبعض الوقت خلال حفل أو لقاء عائلي مثلاً. واعلمي أن هذه التسمية أطلقها خبير علم النفس الهنغاري رونيه سبيتز. فما الذي يعنيه هذا وما أبرز العلامات والأعراض وما الأساليب التي يتعين على الأم اتباعها من أجل علاج هذه المشكلة؟

اكتئاب الانفصال عن الأم ما هو؟

أشار خبير علم النفس والمعالج النفسي الهنغاري رونيه سبيتوز إلى أن اكتئاب الانفصال عن الأم يبدأ بالظهور حين يبلغ الطفل شهره الثامن. وفي هذه الحالة فإنه ينتقل من حالة الهدوء والاطمئنان إلى البكاء ما أن يلاحظ اختفاء أمه من حقل نظره. كما تظهر على وجهه علامات الخوف من الأشخاص الذين لا يألفهم.

ومن أجل فهم هذا النوع من الاكتئاب لدى الصغار من الضروري برأي الاختصاصي الحرص على معرفة مراحل تطور الطفل الإدراكي. فقبل الشهر الثامن لا يدرك الصغير وجوده كفرد ويعتقد أنه يشكل ووالدته كلاً واحداً. ولهذا فإنه لا يخاف من الآخرين وينتقل من ذراع شخص إلى آخر من دون أن يشعر بالقلق. وفي هذا السياق تابع الاختصاصي: “في هذه السن يعتقد الطفل أن ما لا يراه غير موجود تماماً. ولا بد من مرور أشهر أخرى قبل أن يفهم معنى الغياب”.

أما بعد الشهر الثامن فإنه يدرك أنه شخص آخر مختلف ومنفصل عن أمه. ولهذا يبدأ بالشعور بالخوف في حال ابتعدت عنه. فهي تمثل بالنسبة إليه الأمان وهكذا فإن الانفصال عنها يصبح مدعاة لإحساسه بالاكتئاب.

علامات اكتئاب الانفصال لدى الطفل

يمكن الأم أن تفهم أن طفلها يعاني من اكتئاب الانفصال في حال ظهرت لديه هذه العلامات.

– يبكي في حال غادرت غرفته أو تركته في عهدة شخص آخر.

– تظهر لديه علامات عدم الارتياح لدى رؤيته وجوهاً غير مألوفة بالنسبة إليه. وهذا ما تطلق عليه أيضاً تسمية “اكتئاب الوجه الغريب”.

– لا يبتسم للقاء أي شخص غريب ويرفض الانتقال إلى ذراعيه.

– من الممكن أن يبدأ بالقيام بحركات سريعة وبالصراخ عند لقاء ذلك الشخص.

كيف تتعاملين مع اكتئاب الانفصال لدى طفلك

من المهم أن تعرف الأم أولاً أن اكتئاب الانفصال لدة طفلها أمر طبيعي. لكن لكي تشعر بالارتياح ندعوها إلى أن تتبع في هذه الحالة بعض التعليمات الأساسية المهمة.

– من المفيد جداً الاستعانة بشخص آخر مقرب من الطفل. وينطبق هذا على الأب. فهذا يمكن أن يسهل عملية ابتعاد الأم. ولهذا على الأخير أن يؤدي دوراً في ما يتعلق ببعض المهمات الخاصة بالصغير.

– يمكن أيضاً الاستفادة مما يسمى “الأداة الانتقالية”. ونذكر في هذا السياق مثلاً دب القماش الذي يحبه كل الأطفال ويظهرون تعلقهم به. فهو ليس أداة للمرح فقط، بل إنه يساعد الصغير على التخلص من الشعور بالقلق. ولهذا يجب تركه إلى جانبه ما أن يخلد إلى النوم. ومن المفيد في هذه الحالة مواصلة التحدث إليه عن بعد. فهذا يجعله يدرك أن الأم ما زالت موجودة رغم أنها لا تظهر في حقل نظره.

– من المهم أيضاً اعتماد روتين يومي خاص. ولهذا يجب أن يعرف الطفل مثلاً أن أمه تأتي في وقت ما لاصطحابه من الحضانة إلى المنزل. كما من المهم أن يدرك مواعيد أخرى مثل موعد الاستحمام وتناول العشاء برفقة الأب وغير ذلك. فهذا يساعده على الشعور بالاطمئنان.

– من المفيد أن تلجأ الأم إلى لعبة الاختباء. وفي هذه الحالة يمكنها مثلاً أن تضع يديها على وجهها وأن تظهره بعد ذلك مع الضحك.

– أما الأمر الأكثر أهمية فهو أن يتقبل الأهل مسألة اكتئاب الطفل وألا يشعروا بالذنب. فعلى الصغير أن يعتاد الابتعاد عنهم أحياناً.

متى ينتهي اكتئاب الانفصال لدى الطفل؟

تعتبر مرحلة اكتئاب الانفصال عن الأم لدى الطفل مؤقتة وعابرة. فحين يبلغ الصغير عامه الأول ومع تعلمه المشي والاكتشاف، فإنه يبدأ بإدراك مفهوم دوام الأشياء ووجودها رغم غيابها عن حقل البصر. كما أنه يبدأ بالتمتع بالاستقلالية. ولهذا يتراجع لديه الشعور بالخوف عند ابتعاد الأم عنه.

 

زر الذهاب إلى الأعلى