أخبار ليبيااهم الاخبار

أهالي تاروغاء يتحدثون عن “العودة وأحلامهم”

لم يغادر الشعور بالحنين إلى مسقط رأس “عبد الغني عمر”، طوال سنوات تهجيره. واليوم تحقق حلمه وعاد مع أسرته إلى مدينته تاورغاء.

وتحدث عبد الغني عمر (35 عاما)، داخل صالون الحلاقة الوحيد في تاروغاء، لوكالة فرانس برس، “البداية كانت صعبة لكنني محظوظ بتشجيع الاصدقاء وأهالي المنطقة، وإقناعي بحاجتهم لمن يقوم بهذا العمل”.

وأضاف عبدالغني، أن “البعض يريد العودة لكنهم يفكرون مليا في مصدر دخل يؤمن احتياجات أسرهم”، معتبرا أنهم “محقون قطعا في ذلك ولهم مبرراتهم (…) ولو لم تتوفر لي فرص العمل، لا اعتقد أن عودتي ممكنة بالرغم من مرارة التهجير”.

وتطرق إلى أن “الحنين قد لا يكون كافياً لدى كثير من السكان لإقناعهم بالعودة”.

وتابع المواطن الليبي عبد الغني عمر، حديثه، إن “هناك الكثير ممن يودون العودة لكنهم يترددون”، مشددا على صعوبة تأمين دخل في مدينة منكوبة. وأضاف “حتى لو كان المنفى مريراً ، فإن العودة غير ممكنة” للجميع.

ورأي أحد شيوخ وحكماء تاورغاء وأول من عاد إلى مدينته، محمود أبو حبل، (70 عاما) عقب توقيع اتفاق المصالحة، إن لا مبرر لسكانها بالاستمرار في البقاء خارجها.

وأوضح أبو حبل، من داخل مزرعته التي أعاد تأهيلها من آثار الحرب أنه “مؤمن بأن وجودنا على أرضنا هو الصحيح ،ولا عذر أمام أهلنا بعدم العودة والمطالبة بحقوقهم”.

وطالب الشيخ محمود، بإغلاق كافة المخيمات في طرابلس وبنغازي، لقطع الطريق أمام الأطراف التي تحاول عرقلة اتفاق المصالحة، على حد قوله.

وأضاف أحد حكماء تاروغاء،  “يجب إغلاق المخيمات لدفع المهجرين إلى العودة وطالما المخيمات مفتوحة سيتأخر إعادة إعمار المدينة، وسيظل الاتفاق عرضة للتشكيك من قبل مأجورين”.

وأضاف أحد حكماء تاورغاء، لفرانس برس من مكتبه في مبنى إداري صغير “نحن اليوم فوق أرض تاورغاء وهذا تحقق بعد سنوات من التهجير وتسوية الوضع مع جيراننا في مصراتة”. لكنه أشار إلى “غياب الدولة والانقسام وعدم توفر الميزانيات الكافية وتأخر صرف التعويضات وإعادة إعمار”.

وتحدث الشيخ محمود، “طلبنا من الحكومة توفير 1500 وحدة سكنية في مكان محل المدمرة، لكن لم يحدث شيء إلى الآن”. وأضاف “بالرغم من الصعوبات الجمة أعيد تأهيل بعض المدارس والخدمات، لتساهم بإنعاش الحياة بعدما كانت لسنوات أشبه بمدينة الاشباح وصارت لدى الجميع فرصة سانحة لاستعادة مستقبلهم”.

من جهتها، لا تنوي تهاني خيري وهي من سكان تاورغاء وتقيم في طرابلس منذ ثماني سنوات، العودة إلى مدينتها الأم لأنها انشأت حياة لائقة لأسرتها في العاصمة.

وأوضحت هذه الأرملة التي تعيل أربعة أولاد، “لدي عمل جيد في طرابلس وأولادي في المدارس والجامعات والأمور تسير معنا بخير. لجميع هذه الأسباب لا اعتقد خيار العودة مطروحا”.

وأشارت تهاني، إلى أن رفضها العودة لا يعني تخليها عن قضية مدينتها لكنها لا تجد في الوقت الراهن دوافع تقنعها بالعودة بالرغم من الحنين المستمر والتفكير فيها.

واعتبرت  تهاني إن “تاورغاء تحتاج إلى عشر سنوات أو أكثر لتعود لأن الظرف الذي مر بها استثنائي وبوضع ليبيا الحالي لن تطالها يد الإعمار، بل ستظل مهملة ولن يكترث لها أحد للأسف”.

وختمت قائلة، “تاورغاء تمثل انعكاساً للحالة الليبية المتدهورة واستقرار المدن المضطربة يأتي عندما تستقر ليبيا وتصبح فيها دولة واحدة قوية وهو أمر مفقود قطعا في الوقت الراهن”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى