اخترنا لككتَـــــاب الموقع

ورشفانة بين جرم الحرابة ومطرقة المليشيات

عبدالوهاب قرينقو

رتل من الزنتان يتحرك باتجاه منطقة ورشفانة بأوامر من الضابط أسامة الجويلي التابع للمجلس الرئاسي الذي ادعى أنه لا علم له ولا علاقة بالتحركات التي أعلن مطلقوها أنها في سبيل وضع حد لأعمال الحرابة والنهب والخطف والابتزاز التي تقوم بها عناصر مسلحة وعصابات منظمة تنتمي لجهات معينة من ورشفانة.

عند كتابة هذه المقالة ثمة هدوء حذر مع مناوشات متفرقة بين الحين والآخر في أماكن متفرقة من منطقة ورشفانة مترامية الأطراف فيما تتواصل بيانات الإدانة في مقابل بيانات أخرى للتحشيد بعد أيام ثلاث من نشوب الأحداث.

بلدات ومناطق ورشفانة التي اندلعت شرارة الاشتباكات فيها على الأرض لم تتوقف معها عبر الأثير البيانات والبيانات المضادة بين من يستنكر أو يدين ومن يصطف أو يعلن عن حشد المسلحين لحقن الأزمة بالشرور أكثر وصب البنزين على نار حربٍ تقتربُ حثيثاً.

الحكومة المؤقتة والأبعد جغرافياً عن الحدث أعلنت استنكارها وأنها لم تعط الأوامر لمديريات أمنٍ تتبعها للتدخل، أما رئيس أركان حكومة السراج برتبة عميد فقد أعرب عن عدم علمه بالعمليات التي يقودها ضابط يتبعه برتبة لواء .. وتتواصل التناقضات في حراك مشبوه يذكر بالقرار رقم سبعة سيء الذكر والصيت والمثال الصارخ للظلم الذي تعرضت له مدينة بني وليد بحجة وجود خميس القذافي الذي قضى إبان أحداث الثورة !.

آخر البيانات أعلن فيه مطلقوه ائتلاف مجموعة من الكيانات المسلحة في قوة سمت نفسها بالقوة المشتركة وهدفها المعلن إحلال الأمن في ورشفانة، .. الكيان الجديد عبارة عن ائتلاف كتائب مسلحة وأجهزة ومجالس عسكرية وأمنية رسمية وأخرى غير نظامية قوامها كتيبة ثوار طرابلس ومجالس عسكرية من الزنتان والجميل وأم الجرسان مع ما يُعرف بالغرفة الأمنية ترهونة

رغم تأكيد أغلب البيانات على أنها لا تنتمي إلى أية توجهات سياسية أو قبلية وجهوية ورغم تظاهر أجسام حكومية بالنأي عن الأزمة إلا أن العكس هو الصحيح والأيام المقبلة ستسطع بحجم ما يُحاك لورشفانة التي لا تهدأ حتى يحرك لها المسلحون والمزايدونَ حرباً جديدة.
وأنا أضع العبارات الأخيرة لاختتام هذا المقال مررت بصفحة لصديقة صحفية كتبت تتساءل:
(هل تقطع ورشفانة الطريق على من يحاول اقتحامها وتقدم المجرمين وقطاع الطرق للعدالة)؟! .. فكان ردي بأسئلةٍ أوسع:

(سؤالكِ منطقي ولكن:هل ستقدم كل منطقة أو مدينة او قبيلة مجرميها؟!!! .. لمن تقدم كل مدينة مجرميها؟!!!والذين وصلوا وتحشدوا لدخول العزيزية وغيرها إلى أي حد هم شرعيون؟!! .. هل من المحتشدين مجرمون في مناطقهم جاءوا للقبض على مجرمي ورشفانة؟! .. مع ملاحظة: ورشفانة اسم قبيلة أو مجموعة قبائل أُطلِق على أرض شاسعة بها مدينة واحدة هي العزيزية وبلدات عدة كالمايا والصياد والحشان والسعدية ….. إلخ)
فما كان من صديقتنا الصحفية إلا أن ردت: (أسئلتك مشروعة أيضاً عبدالوهاب..لكن حقناً للدماء والتهجير والترويع الذي سيحدث حال اقتحام ورشفانة .

والسؤال: هل سيترك الليبيون ورشفانة لقدرٍ مجهول مثلما تركوا غيرها من مدن في سنوات النار السابقة؟ .. هذه المنطقة ذات النسيج الاجتماعي الكثيف على رقعة جغرافية واسعة ..الحرب إن اندلعت هذه المرة ستكونُ أشمل وسيختلط حابل البلاد بنابل الأوراق السياسية الخبيثة في دوامة العنف الليبي الممتد.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
خاص 218

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى