اهم الاخباركتَـــــاب الموقع

هل تتحرر درنة اليوم !.

مروة هابيل

“الخدعة الكبري للهوس الجماعي هي أن ينجح في إقناعنا أن المجنون الوحيد هو الشخص الذي يرفض الانضمام إلي جنون الآخرين”.

حسنا مازلنا في معركتنا الأخيرة .. نعم الأخيرة نفسها التي بدأت منذ زمن بعيد .. مع عدو يقاتل لتحقيق دولة دينية تسلب فقط المدنية من كل القوانين .. هذا العدو الذي يخدم مصالحه النفسية .. والتي ولائها لمشاعره الموصوفة بالخذلان وبئس المصير .. بعد التطرف.

لم نعتد أن يعتزل حفلات الموت ولا موسيقي الذعر لأقصر طريق وأوضح خريطة لقرابين النعيم وكروت الفراديس.. هنا على ناصية الظلام اللامنتهي انتحرت الأحكام والروابط عندما طالت خلايا الخبيث صدر الكيان ورحم النسيج الاجتماعي .. عندما طالت البراءة في غفلة سذاجتها والسكينة في زهايمر الشيخوخة أيضا .. ما هي حاجة القلب وما هي حاجة الحب وما هي حاجة الأرض.. لفرقة حاجتها للنتيجة التي يتحول فيها السلوك إلى أوسع صورة بالسلوك المنحط .. هنا لطالما تجردت مواضع الحكم من البصيرة .. اغتيلت الشرعية وتم قطع حنجرتها بمهارة ومهنية .. كل البعد صارت بعيدة عن دولة حديثة أو شبه .. واليوم وفي أحلك ساعات الليل زرقة وسواد .. قامت هذه الحرب الكافرة التي لا دين لها .. حربا تعبد الجثث والأيتام والخوف في الصدور .. حربا تصلي لاتجاه المقبرة وتطوف في ظل عزرائيل .. حربا تتجرع أسقف مكدسة وبيوتا محترقة ووجوها مشوهة ومرضي عاجزين عن الخروج من منازلهم .. ومصابين ستبقى الندوب تغطي بطونهم .. حربا تعلق زينتها تتوجها البشاعة بالعشوائي.. وتحت العشوائي .. كان يحول بيننا وبين الموت .. التطور إلى جهاز لعرض المصداقية وجودة الصور ودقة التقرير وسرعة نقل الخبر .. مصطلح الحرب هنا .. ضرب العدالة للإنسانية بعرض الحائط وبصق بشعره وركل قبيلته وأمه .. انتهى المنطق الأخلاقي لمجتمع يغرق في الحضيض منذ سنوات مضت .. وأفضل من حاول تقديم وصفا للحلول الكثيرة .. هو حصار المدينة والإنتظار .. اليوم .. بعد شهور وليال كانت طوال .. استراتيجية دفع ثمنها من اعتاز سبل الحياة .. من ذاق ويلات كل أشكال وألوان المشقة والذل والتعب .. في عازة الوقود وعبوات البنزين .. والأدوية والمؤن والغذاء.

كان تخزين الوقود في المنازل ينفجر يوما بعد يوم في جماجم الأطفال .. أنهكت قواهم شيئا فشيئا .. طال حصارنا وحصارهم .. نخر وحش الاستعداد غضاريفنا .. ورعب انتظار البلاء أخذ يطقطق عظامنا .. كان لحربنا عنوانا واحدا لا غير.

“درنة تستأصل الورم الخبيث”

هل تتحرر درنة ؟ ها نحن نطرد الإرهاب .. ها نحن نتقيأ التطرف ونبصق العنف والتخلف .. هاهي السماء تنتفض .. تنتفض والأرض تتزلزل .. والعشب الأخضر في باحاتنا ينصهر .. تتفتت أصوات الشارع والمارة والاستراحات والسيارات .. تتلاشي في محرك دبابة وخزان وقود وحزام ناسف وصفارة القذائف والصواريخ .. موسم الهجرة فيها بدأ .. تكسو السحب أردية رمادية فوقها تتكوم .. هاهي تستأصل الورم .. تمخض حجارتها تنشق لها صدورنا وتهلع الدواب .. تصرخ الشمس كانفجار عظيم ليس له نهاية في حد الفضاء .. لم يغمض جفن هنا لصغير ولا كبير .. نفذت خزائن مؤن وسلع إفطارنا فلا طماطم هنا ولابيض ولا مخفوق التمر بالحليب .. وكل من ترك منزله يبكي عودته .. ومن حوصر يندب حظه حسرة لم يعجل بالخروج .. هل تنتصري يا مدينة الجبل وعود الفجر يلحن يطرب له الزهر والياسمين !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى