مقالات مختارة

منح الثقة لحكومة الدبيبة… شهادة وفاة مجلس النواب

أيوب الأوجلي

منذ انتخابهم عام 2014م؛ بات مجلس النواب الممثل الشرعي الوحيد لليبيين، ليستمر على مدار أكثر من ست سنوات جسمًا تشريعًا، رغم فقدانه الشرعية؛ لكن المتغيّرات على الأرض جعلته ورقةً سياسيةً بامتياز، رغم التشظي والتبعثر الذي أصابه، لكنه وفي ظل الحرب على الإرهاب من ناحية، وخروج مجلس موازٍ في طرابلس من ناحية أخرى؛ بات لزامًا على أعضاء المجلس الوقوف في وجه كل التحديات، والدفاع عن الوطن، وتغليب مصلحة المواطن، لكن الواقع كان مغايرًا؛ بسبب تغليب عدد من الأعضاء لمصالحهم الشخصية، وركون آخرين لجدران تحميهم من سيول الشعب، التي أطاحت بحاكم أسرف في ظلم شعبه لأكثر من 40 عامًا.

رئاسي جديد.. وتجربة السراج تلوح في الأفق

مباحثات جنيف التي أنجبت جسمًا سياسيًا جديدًا بوجوه اعتادها الشعب الليبي إلى “حد الضجر” بعد أن حاولت البعثة الأممية خلط الأوراق لتضمن نجاح هذا المنتج في المساهمة باستقرار البلاد، بحسب تصريحاتها؛ لكن الحقيقة أن كل ما يمر عبر تلك البعثة رغم تغير شخوصها ومسؤوليها؛ يهدف إلى تمرير ما تريده هي وداعموها بطرق قانونية أو أخرى ملتوية، ولعل أبرز ما تسعى له البعثة في الآونة الأخيرة هو قتل هذا الجسم الشرعي الوحيد والمنتخب في 25 يونيو منذ عام 2014، الذي عوّد المراقبين والمتابعين للشأن الليبي طوال فترة وجوده، صراخ من باتوا يتحدثون حصريًا باسم أعضائه على أنهم فقط الممثلين الشرعيين لليبيين كلما جدّ جديد على الساحة، رغم أنهم أبعد ما يكونون عن الشعب ومعاناته طيلة سنوات شرعيتهم؛ لتعيد البعثة تكرار تجربتها الفاشلة في “الصخيرات” في انتظار أن يكتمل السيناريو الذي رُسم في دهاليز الأمم المتحدة ومجلس أمنها.

ملتقى الحوار.. ونهاية النواب

منح الثقة لحكومة التنفيذية الجديدة، والذي سيتحول لملتقى الحوار السياسي، في حال فشل مجلس النواب في الالتئام والمصادقة على وزراء الدبيبة المنتظرين؛ أمرُ تعوّل عليه البعثة الأممية، ويسير حسب المخطط له بانعقاد جلسة تشاورية في طبرق برئاسة المستشار عقيلة صالح، وأخرى في صبراته مُتوقّع لها أن تبلغ النصاب القانوني، لكن دون التأكيد على حضور أحد أعضاء رئاسة المجلس؛ ممّا يطعن في شرعية الجلستيْن، ويوجّه “الدبيبة” إلى جنيف؛ للحصول على الثقة والعودة للبلاد بورقة شرعية حكومته وشهادة وفاة مجلس النواب؛ ليكتمل فصل لعبة “سلامة” ونائبته “ستيفاني”، ويبدأ فصلٌ جديدٌ من فصول تعاسة ليبيا؛ سيكون بطله المبعوث الجديد يان كوبتش.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى