أخبار ليبياخاص 218

“غريزة النفوذ” تفتك بليبيا

بعد صراع دام لعقد من الزمن، تحولت الحرب بين الأطراف الليبية إلى حرب بالوكالة وسط صراع جيوسياسي للقوى الإقليمية والعالمية وقع ضحيته الشعب الليبي الذي يعاني من ويلات الحرب.

يُشير مقال تحليلي للأدميرال البحري المتقاعد بالبحرية الأميركية والقائد السابق بحلف الناتو جيمس ستافريديس إلى أن واشنطن ورغم إعلان ترامب عدم الاهتمام بالأزمة الليبية فإن ذلك تغير بعد تهديد توسع نفوذ موسكو في أفريقيا، وعادت للمشهد بحضور وزير الخارجية مايك بومبيو لمؤتمر برلين وبات خيارها الأفضل التعاون مع الاتحاد الأوروبي لإطلاق حوار بين الأطراف المتصارعة في ليبيا مع الضغط على تركيا للتفاوض مع روسيا حول تقليص مستوى الدعم العسكري المرسل إلى ليبيا لطرفي النزاع والتعاون للحصول على دعم الأطراف الإقليمية والعربية.

ومع تصاعد وتيرة الحرب بالوكالة في ليبيا التي شبهها ستافريديس باللعبة الكبرى، وهي مواجهة سياسية ودبلوماسية كانت قائمة معظم القرن الـ19 بين الإمبراطوريتين البريطانية والروسية فوق أفغانستان والأقاليم المجاورة في وسط وجنوب آسيا، فبعد تحركات روسيا وتركيا وراء ثروة ليبيا النفطية والنفوذ الإقليمي لمواجهة أوروبا وأمريكا ما زالت حكومة الوفاق على ثقة متزايدة في موقفها الذي سمح لطائرات الدرونز التركية بقيادة المعركة، التي كشفت افتقار مرتزقة مجموعة فاغنر الروسية التي أرسلتها موسكو لدعم قوات الجيش للكفاءة بدرجة مثيرة للسخرية حسب وصف ستافريديس.

عميد كلية فليتشر للحقوق والدبلوماسية بجامعة تافتس والعسكري الأميركي المخضرم رأى في مقاله الذي نشره موقع بلومبيرغ أن رفض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة البقاء في ليبيا والعمل على إرساء الاستقرار فيها بعد انتهاء حملة حلف الناتو في ليبيا بإسقاط القذافي، أوقعها في حالة من الفوضى لا تزال مستمرة حتى اليوم.

لم تعد جهود إيجاد طريق نحو السلام وإنهاء الصراع في ليبيا مهمة إنسانية فحسب بعد نتيجة تدخل حلف الناتو في ليبيا التي انتهت بمعاناة 6 ملايين ليبي، بل باتت مسؤولية واشنطن وبروكسل أن تكبح جماح موسكو وأنقرة للتوسع في ليبيا وتهديد حياة الليبيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى