أخبار ليبيا

هل يكفي إتقانه للغة العربية للتقريب بين الليبيين ؟

تقرير: معتصم عبد الهادي

في نهاية أكتوبر من هذا العام عيّنت الأمم المتحدة الألماني مارتن كوبلر مبعوثاً أممياً جديداً إلى ليبيا خلفاً لبرناردينو ليون الذي لم ينجح في إحداث وفاق سياسيٍ في ليبيا .

كوبلر وجد نفسه الآن في اختبار حقيقي لإقناع الأطراف الليبية بالتوصل لاتفاق شامل، وبدأ مؤخراً زياراته داخل ليبيا وسيعقب ذلك جولات مكوكية لتقريب وجهات النظر والنجاح فيما فشل به آخرون.

في هذا التقرير نسرد لكم معلومات عن الدبلوماسي الألماني:

1- رحالة في القارات الثلاث:

على مدار سنوات طويلة من العمل الدبلوماسي، يمتلك كوبلر خبرة واسعة امتدت لسنوات طويلة في المنطقة العربية والإفريقية، فقد سبق وأن عمل مبعوثاً لألمانيا في العراق ومصر، بالإضافة لرئاسة مكتب التمثيل الألماني في فلسطين المحتلة، وكان يرأس منذ عامين بعثة الامم المتحدة في الكونغو قبل استلام مهمته الجديدة في ليبيا، وبعيداً عن الشرق الأوسط وإفريقيا، كان مبعوثاً في أفغانستان بين عامي 2010 و 2011، كما كان مساعد وزير خارجية ألمانيا الشهير يوشكا فيشر بين عامي 2000 و 2003 ، بالإضافة لمراقب انتخابات في هاييتي ونيكاراغوا وكمبوديا، وبهذا يكون كوبلر قد ارتحل وعمل في كبرى قارات العالم.

– رجل كلاسيكي .. لكن ليبيا تُعيده إلى تويتر:

الألماني لا ينشط على مواقع التواصل الاجتماعي كغيره من المسؤولين، لكن يبدو أن منصبه الجديد في ليبيا سيكسر هذا النمط، فبعد البحث عنه في هذه المواقع وجدناه قد فعّل حسابه على تويتر ويُغرّد هناك باللغة العربية، لكنك ربما تمتلك أنت متابعين أكثر منه !!

تضمين التغريدة الخاصة بليبيا باللغة العربية من كوبلر

الشعب الليبي يستحق السلام والازدهار؛ وآن الأوان لتشكيل حكومة وفاق. المزيد عن زيارتي إلى #طبرق و #طرابلس عبر الرابط: https://t.co/HvqzScyskB

— Martin Kobler (@KoblerSRSG) November 23, 2015

 

 هناك أشخاص يُفضّلون العمل المكتبي الكلاسيكي، لكن كوبلر ليس واحداً منهم، بل شخص يكره ذلك، ويُفضّل الحركة والتنقل، وصرح دبلوماسي رفيع في مجلس الأمن لوكالة رويترز أن كوبلر ترك انطباعاً جيداً لدى أعضاء المجلس بأنه إنسان يفضل "العمل على الأرض" على أن يجلس طوال اليوم على مقعد في مكتب.

3- زوجة أيضاً.. دبلوماسية:

العمل الدبلوماسي لا يقتصر على السيد كوبلر لوحده، بل يُزاحمه في ذلك زوجته بريتا فاجنر، وهي زميلة دبلوماسية سابقة له، وعملا سوياً في الخارجية الألمانية، ولديها تاريخ قوي في السلك الدبلوماسي في داخل وخارج ألمانيا من بينها مصر ولديه منها ثلاثة أبناء ، ويكبرها بعام واحد.

4- دبلوماسي لكن أولويته أمنية

صقلت الخبرة الواسعة لمارتن كوبلر شخصيته من خلال تجربته في الحقل الدبلوماسي على مدار سنين طويلة في بلاد ملتهبة الصراع مثل العراق وأفغانستان والكونغو، واكتسب قناعة كبيرة من تجربته أن المشكلة الأساسية في هذه البلاد تكمن في انعدام الأمن أولاً وهو المصدر الأساسي لتحقيق أي تنمية، وقد أكد بتصريحه أن أولويته في ليبيا وقف التدهور المسلح وارساء الأمن، وبالفعل تم تعيين مستشار أمني معه وهو البريطاني باولو سيرا وهذا الرجل هو الذي أوقف اطلاق النار بين حزب الله والاحتلال في حرب تموز 2006.

5- عصفور كناري .. بأربعِ لغات:

 إلى جانب ألمانيّته التي يعتز بها كعادة الألمان، يُتقن كوبلر ثلاث لغاتٍ أخرى وهي الفرنسية، الإنجليزية، والعربية، وأنباء عن لغة خامسة هي الاندونيسية، ولعل لغته العربية تساعده في تقريب وجهات النظر بليبيا، لكن حتماً ذلك لا يكفي ! .

6- أكبر أزماته:

 كانت أكبر الأزمات الدبلوماسية التي دخلها كوبلر هي بعد تصريحه باتهام جماعة خلق الايرانية المعارضة بارتكاب ما وصفها "فظائع" بحق أسرى في معسكر الحرية ببغداد، وهذا التصريح الذي تلقفته إيران وبدأت بالترويج له ضد الجماعة المعارضة، والأخيرة ردت بقوة أن كوبلر "كاذب"، على حد وصفها.

7- رجل ماراثون : 

حينما كان في رواندا شارك في ماراثون لإحياء ذكرى مجزرة إبادة جماعية شهدتها البلاد، كما شارك في ماراثون بالعراق قبل سنوات، وقال مبتسماً خلال كلمته في مؤتمر TedX ببغداد:" كان الماراثون 42 كيلو متر، لكن لأنني رجل كبير لم أجرِ طبعاً هذه المسافة كلها".

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى