هل سقط الإعلام الأوروبي في مستنقع الحرب الروسية الأوكرانية؟

شهدت التغطية الإعلامية للحرب الروسية الأوكرانية العديد من الهفوات العنصرية التي ارتكبها مراسلون متمرسون يتبعون لكبرى وكالات الأخبار العالمية كـ French MSm، BBC، ITV، وCBS وغيرها من المحطات التي استعمل مراسلوها عبارات عنصرية من خلال تصنيف اللاجئين لمتحضرين وغير متحضرين.

وتشهد الحدود البولندية موجة نزوح كبيرة للشعب الأوكراني استقبلها البولنديون برحابة صدر، في حين لا يزال آلاف اللاجئين العرب والأفغان عالقين منذ أشهر على حدود البلاد، بالإضافة إلى منع عدة قوارب تقل لاجئين أفارقة من الرسو على سواحل في القارة الأوروبية في أكثر من مناسبة.

وأثارت تصريحات بعض المراسلين انتقادات عدة، فمراسل قناة CBS News شارلي داغاتا قال في رسالة مباشرة: “مع خالص احترامي، فإنّ هذا ليس مكاناً مثل العراق وأفغانستان اللذين عرفا عقوداً من الحروب، إنّها مدينة متحضرة نسبياً، أوروبية نسبياً، حيث لا ننتظر حصول أمر مماثل”.

كما أدلى مذيع قناة الجزيرة الإنجليزية آلان ماكليود بتصريحات مثيرة للجدل، حيث وصف الأوكرانيين بأشخاص من الطبقة الوسطى الميسورة، وأشار إلى أنّ “ثيابهم توحي بهذا الأمر”، وقال إنّهم “ليسوا لاجئين فارين من الحروب الدائرة في الشرق الأوسط، وإنّهم يشبهون أي عائلة أوروبية تسكن في حيكم”.

أما الصحفي فيليب كوربيه التابع لقناة BFMTV الفرنسية فقال: “لا نتحدث هنا عن سوريين هاربين من قصف النظام السوري المدعوم من فلاديمير بوتين، بل عن أوروبيين هاربين بسيارات مشابهة لسياراتنا، ويحاولون النجاة بحياتهم”.

وعلى الرغم من الاعتذارات التي قدّمتها إدارات القنوات المذكورة، والمراسلون الذين ارتكبوا هذه الهفوات، إلّا أنّ كلامهم أثار حفيظة عديد المتابعين، ووصفه البعض بورقة التوت التي كشفت ازدواجية المعايير لدى عدد من المنصات الإعلامية الغربية، على الرغم من شهرتها واتسامها بالمهنية.