العالم

هل تأتِ “الضربة القاضية” لأردوغان من “مقر فيدان”؟

218TV|خاص

“الخبر السيء” للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والذي تسرب إلى حلقات “خصوم وأصدقاء” الرئيس وأثار “غضب وقلق” الأخير، أن “لقاءً سرياً” عُقِد في منزل “صديق مشترك” جمع بين رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داوود أوغلو وبين رئيس جهاز الاستخبارات التركية حقان فيدان الذي ينسب له الأتراك “نجاحات كبيرة وسرية” في السنوات العشر الماضية، فيما يُجيّر “أصدقاء أردوغان” هذه النجاحات الصامتة إلى “عبقرية أردوغان”، فيما يميل فيدان إلى “الصمت والثقة”، فيما تتأرجح علاقته بأردوغان ما بين “الرضا والشك والغيرة”.

لا تتوفر معلومات كثيرة عن “اللقاء السري” بين داوود الذي يستعد لتأسيس حزب سياسي جديد قبل نهاية العام الحالي، وبين فيدان، وليس معروفا ما إذا كان فيدان في “مهمة خاصة” لإعادة داوود إلى “بيت الطاعة طوعا”، أم أنه يخطط معه لـ”حقبة سياسية جديدة” خالية من أردوغان، تضع داوود وفيدان في “الواجهة السياسية” لتركيا خلال الأعوام المقبلة، وهو “سيناريو كارثي” إذا تحقق، لأن أردوغان قاتل بضراوة لأجل أن يكون فيدان خارج “الحلبة السياسية”، وأن يظل بعيدا عن السياسة، خصوصا أن شعبية فيدان مستمرة في الصعود الرشيق بين الأتراك، فيما يرفض التركيز على صورته الإعلامية.

يقود الجنرال فيدان جهاز المخابرات التركية ب”حرفية أمنية عالية”، و”لمسة سياسية” منذ 2010، مع انقطاع لمدة شهر واحد عام 2015 حينما قرر مغادرة منصبه والترشح عن قوائم حزب العدالة والتنمية ليكون نائبا في البرلمان عن الحزب، فيما يعتبر فيدان وقتذاك أنه “التوأم الشخصي” لأحمد داوود أوغلو، فالأخير يحتاج من فيدان ل”المعلومة الأمنية والاستخبارية”، فيما يحتاج فيدان من داوود إلى “التنظير السياسي” الذي يتقنه “الخوجا”، وأفاد به كثيرا حقبة أردوغان الذي بنى شعبيته الهائلة على نجاحات رجال قفزوا من سفينة “العدالة والتنمية” فيما يحاول آخرون القفز أيضا في المرحلة المقبلة.

لم يقبل أردوغان بابتعاد فيدان عن جهاز الاستخبارات أكثر من شهر، إذ سرعان ما أعاده فوراً إلى منصبه محاولا تأجيل الطموح السياسي لفيدان، إذ فهم الأتراك وقتذاك أن “ثعلب الاستخبارات” مطلوب في موقعه من أجل “النجاحات الاستخبارية” للجنرال، لكن أردوغان كان يحاول قتل طموحه السياسي، أو على الأقل “تعطيله أو تأجيله”، لكن “اللقاء السري” بينه وبين داوود أوغلو يضع أردوغان في “خانة الإرتباك”، ويُطْلِق مخاوفه المشروعة من أن يكون فيدان يستعد لتوجيه “الضربة القاضية” له.

تروي أوساط تركية عارفة إنه ليل الانقلاب العسكري غير المكتمل في منتصف يوليو 2016 حينما أبلغ الجنرال خلوصي آكار قائد الجيش وقتذاك -وزير الدفاع التركي حاليا- أردوغان بتحرك الجيش ل”إحباط الانقلاب”، وأن الأمور ليست خطيرة، فإن أردوغان قد أطلق في تلك المكالمة السرية “سؤالاً يتيماً”: “هل خان فيدان”؟، إذ كان يخشى أردوغان من دعم استخباري يوجهه فيدان ل”المجموعة الانقلابية”، لكن آكار قد أعطى “نصف براءة” لفيدان في المكالمة مع أردوغان: فيدان يبلي بلاءً حسناً لصالح النظام، لكن الجيش يقوم بحص أسباب تأخر فيدان ب”تسليم معلومات حاسمة” بشأن توقيت الانقلاب لقيادة الجيش، وإصراره على التحرك وإصدار الأوامر وهو ما دفع المجموعة الانقلابية ل”تغيير التوقيت”، والمباشرة سريعا، إذ تقول أوساط تركية إن سؤال آكار لا يزال يُقلّب “مواجع أردوغان”، وإذا ما كان فيدان يُخطط فعلا للتخلص من أردوغان، والحلول محله ك”سلطان”، أو أقله ك”صدر أعظم” لديه من “السحر والكاريزما والنجاحات” ما يُهدّد “السلطان العجوز”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى