مقالات مختارة

هات ملياراتك وطلّقني

إنعام كجه جي

إنها، والحق يقال، سيدة بالغة الكرم. وليس في مقدور كل امرأة أن تفعل ما فعلته الست ماكنزي، زوجة رجل الأعمال الأميركي جيف بيزوس. لقد «نمى إلى علمها» أن زوجها يخونها مع نجمة تلفزيونية صاروخية. فلم تبكِ وتندب حظها ولا جمعت ثياب الرجل الغدّار ورمتها من الشباك. كل ما فعلته أنها ملأت مغطس الحمّام بالحليب الدافئ وسكبت فيه ماء الورد واستلقت تاركة عقلها الرهيب يفكر في حل عمليّ.

كان يمكن للمرأة المخدوعة، زوجة الرجل الذي يملك إمبراطورية «أمازون» للتسوق بالمراسلة، أن تستولي على نصف ثروة طليقها الذي يعتبر أغنى رجل في العالم. والقوانين السارية في الولايات المتحدة تحكم لها بذلك. وقد قدّرت مجلة «فوربس»، قبل سنتين، ثروة بيزوس بأكثر من 130 مليار دولار. مبلغ لا يوضع تحت المخدة بل تهطل عليه الأرباح مع عدد الثواني. غير أن الزوجة خرجت من الحمّام وكل خد عليه خوخة، وغرّدت قائلة إنها ستكتفي بنسبة الربع من الأسهم التي يملكانها في «أمازون»، وستترك لأبي الأولاد الأرباع الثلاثة المتبقية.

اللهم لا حَسَد. فهي قد سهرت الليالي مع زوجها في تأسيس شركته. ويبقى نصيبها من صفقة طلاقها من الرجل الأصلع أعلى بكثير مما نالته نساء شهيرات من أزواج ذوي شعر غزير.

فالأميرة ديانا خرجت من المولد الملكي بحوالي 25 مليون دولار. يا بلاش. ودفع الممثل ميل غيبسون 425 مليوناً لطليقته روبن. ونفش آرنولد شوارزنيغر عضلاته ودفع لطليقته ماريا شرايفر 250 مليون دولار. وأعطى توم كروز لنيكول كيدمان 30 مليوناً. وخان بطل الغولف تايغر وود زوجته الحسناء ولم يدفع لها أكثر من 110 ملايين.

وحتى الألعبان الإيطالي بيرلسكوني خرج من بيت الزوجية مقابل مليون ونصف المليون وشوية بخاشيش. الخاسرة الوحيدة، برأي نساء كثيرات، كانت طليقة الممثل هاريسون فورد التي حصلت على 85 مليوناً، ذلك أن رجلاً بتلك النظرة لا يُقدّر بمال. أستغفر الله.

هذا في خانة المفاليس. أما في خانة أصحاب المليارات فقد دفع رجل الأعمال البريطاني بيرني إكلستون مبلغاً زاد على المليار دولار ترضية لطليقته سلافيكا. وخان سمنر ريدستون، صاحب قناة «سي بي إس» الأميركية، زوجته التي كشفت خيانته ونالت 1.5 مليار دولار. وتنازل قطب الإعلام روبرت مردوخ لطليقته آنا مان عن 1.7 مليار دولار، وكان ذلك ثالث طلاق باهظ الثمن في حياته. أما الفرنسيون الذين لا يلتفتون لقصص الخيانات، فقد ثارت أعصابهم، وأعصابهم لا تحتاج إلى سبب للثورة، حين نشرت الصحف خبر حصول جوسلين فالدنشتاين على 2.5 مليار دولار مقابل طلاقها من زوجها تاجر اللوحات الثري. وجوسلين هي المرأة التي أجرت سلسلة عمليات تجميل لكي تشبه قطة. أما الرقم القياسي فكان مسجلاً باسم رجل الأعمال الروسي ديمتري ريبولوفليف. لقد دفع لزوجته إلينا، بعد 27 عاماً من الحياة المشتركة، 4 مليارات ونصف المليار دولار، لحلوح ينطح لحلوحاً. والجميل أنهما انفصلا حبيّاً، بالتراضي!

وعودة إلى ماكنزي زوجة الأمازون جيف بيزوس، يرى الخبراء أنها كانت قصيرة نظر حين ارتضت بالربع، أي 36 مليار دولار فحسب. ذلك أن الأموال تنجب الأموال. ومن المتوقع أن يصبح زوجها، بعد عشرين سنة، أول رجل في التاريخ يحمل لقب تريليونير. والتريليون يساوي ألف مليار، أي مليون مليون. وبهذا فإنها فقدت لقب الزوجة التريليونية. لكن القناعة كنز لا يفنى.
كفى القارئة العربية شرّ الطلاق. إن زوجاً يمنياً أو سودانياً أو عراقياً في اليد خير من عشر أمازونات على الشجرة.

المصدر
الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى