حياة

نصف قرن مر على اول ظهور لكائنات ” الزومبي”

بميزانيةٍ متواضعة قبل 50 عاماً،  سرد المخرج جورج إيه روميرو قصة اجتياح مخلوقات “الزومبي”، للولايات المتحدة خلال فيلم “ليلة الأموات الأحياء” الذي ظهر للمره الأولى مرة في عام 1968. ولكن خلف مشاهد الرعب الدموي، هل كان لمخرج الفيلم رسالة موجهة للمجتمع ؟

هذا سؤال طرح عبر العديد من النقاد, ولكن غالبية الأشخاص يرىُ أن فيلم “ليلة الأموات الأحياء” كان بمثابة منصة للتعبير عن مخاوف وهواجس الشعب الأمريكي، حتى إن لم يكن الأمر مقصوداً بشكلا واضح .

عبر وسائل الاعلام المختلفة تحدث مراراً غريغ نيكوتيرو صديق المخرج الراحل روميرو الذي كان مسؤولاً عن المؤثرات الخاصة بأن ما وصفه بـ”خيارات لا شعورية” أدت لاحقاً إلى وجود الرمزية في الفيلم، وذلك رغم عدم تحلي روميرو بأي دوافع سياسية 

وتحدث ايضا غريغوري وولر مدير السينما والدراسات الإعلامية في جامعة إنديانا، بإن الفيلم يتمحور حول مجموعة من الناجين الذين حاصروا أنفسهم داخل مزرعة للاحتماء من الموتى الأحياء “يمثل ما هي أمريكا, وفي داخل المنزل، يسود خلافٌ يمزق عائلة، ويقوم الأفارقة في الفيلم بالوقوف ضد الأشخاص من البشرة البيضاء، والعكس صحيح

وبالإضافة إلى ذلك، تتغلب إحدى شخصيات الفيلم، التي يؤدي دورها الممثل الأمريكي الأفريقي دواين جونز، على كائنات “الزومبي” فقط ليلقى حتفه عن طريق رصاصةٍ من أشخاص من البشرة البيضاء.

ومن مظهر كائنات “الزومبي” الشبيهة بالبشروالذي لايختلف عنها في شئ سوا مظهرها المرعب، وطريقة سيرها المتثاقلة إلى طريقة التخلص منها الذي يتجسد في تدمير أدمغتها، قال نيكوتيرو إن روميرو لم يحدد القواعد، بل إنه اخترع القواعد لطرح الرواية .

رمزية الفيلم حظيت بالكثير من الاهتمام آنذاك كان غير مسبوق في تاريخ السينما، ولا يزال الأمر كذلك بعد مرور 50

عاماً

كما قال وولر ايضاً إن الفراغ الذي تتصف فيه كائنات “الزومبي” هو ما جعل أفلام”الزومبي” مرنة جداً

بحيث تستطيع تحوير وتغيير الرواية من فلم لاخر, وتشهد على ذلك العديد من أفلام “الزومبي” التي ظهرت على مدى الـ50 عاماً الماضية، حيث استُخدمت مخلوقات الـ”زومبي” مراراً وتكراراً على يد المخرجين بهدف التعبير المجازي

وفي فيلم “فجر الموتى” في عام 1978، الذي يستكشف مفهوم الطبقية والاستهلاكية، يطرح روميرو سؤالاً، مفاده: هل تعكس هذه الوجوه الفارغة والشرهة شيئاً فظيعاً عن أنفسنا ؟ حيث شكل الفقراء الأفراد الذين عانوا بشكلٍ أكبر في الفيلم

ويرى وولر إن ازدحام ساحة الأفلام بكائنات “الزومبي” يؤدي إلى التقليل من قوة النقد الاجتماعي الذي يتضمنه بسبب وجود العديد من النسخ لهذه القصة .

ورغم هذا يبدو ان الولع ب” الزومبي” الذي بدء قبل نصف قرن عبر شاشات السينما الامريكية لن يتوقف عما قريب حيث لايزال هذا الولع مستمر وممتد من خلال المسلسل التلفزيوني :

“The Walking Dead”

للمخرج نيكوتيرو حيث حقق المسلسل ناجح منقطع النظير امتد لأكثر 12 موسماً حتى الان ولايزال يعرض عبر عدة قنوات عالمية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى