مقالات مختارة

 موقف اليوم أذهلني و لكنه علّمني

يوسف الزائدي

تشرفت اليوم بزيارة أخي مفتاح عقاب (يسار الصورة) آمر سجن السكت العسكري بمصراتة ، شربنا القهوة و هذرزنا في أحد مقاهي عاصمتنا الغالية … و أثناء هذرزتنا عن الحال و الأحوال خطمت سيارة جنب القهوة بها شابين أحدهم صرخ من روشن سيارته النقيب حسام البوزيدي ، يمين الصورة (اوووه أفندي مفتاح فطرابلس و ماتقوللنا) و استمر و درس سيارته و نزل هو ورفيقه سلموا علينا و جلسوا.

و بدأ حسام باللوم على مفتاح كيف تجي لطرابلس وماتقولي و قاله العشاء اليوم عندي و بين شد و طلق اقنع مفتاح حسام أنه بيروح اليوم لمصراته عنده شغل ، المهم بدت الهدرزة بينهم استنتجت بذهول أن النقيب حسام كان مسجون خمس سنوات بالسكت .

هناااا انا استوقفت حسام و سألته ما سر هالاخوة بينك و بين مفتاح ، قالي حني خوت و مفتاح عاملنا كخوته فالسجن و هو ينفذ في أوامر بس اللي عليه و في يده قدمه لينا .

و استمر مفتاح يسأل عن المفرج عنهم زملاء حسام بشغف و كانهم خوته ، كيف حالهم وأحوالهم و يرد حسام يسأل عن فلان وفلان موظفي السجن و كأنهم إخوته .

تناقشنا و كانت جلسة لمدة ساعة من أروع الجلسات في الحوار و التآخي .

قام حسام يودعنا و ذهب مفتاح بالسلامة لمدينته ، وجلست أنا مبتسم لمدة لا تقل عن خمس دقائق، وأنا سعيد و متفائل بأن أبناء ليبيا سيوحدونها و يصالحوننا ، و بإرادتهم سيقتلون الحرب والفرقة في عقر دارها.

الدرس الذي تعلمته : الدنيا صغيرة ، سلف خير تلقي خير، حب الناس يحبوك الناس، اعمل بقيم المرؤة تحصد تقدير الرجال.

لكل من يعتقد أنه محصن بمنصبه ، أقوال له الحصن الوحيد لك أيها المسؤول هو العدل و خدمة المواطن تقديم الزينة دائماً و أبداً .

شكراً أخي حسام وأخي مفتاح (أخوة حقيقين اليوم وسجين  وسجان بالأمس) لقد علمتمونا درساً في #الصلح_و_الإصلاح من موقف وليد اللحظة لن نتعلمه في أعرق أكاديمية في العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى