أخبار ليبياخاص 218

من يقصف مطار معيتيقة؟

خاص | 218

الجزء الأول

منذ انطلاق المعارك في جنوب العاصمة طرابلس أبريل الماضي، تعرض مطار معيتيقة للقصف مرات عديدة، وأقر الجيش في عدة مناسبات بضرب أهداف دقيقة قال إنها تهدد قواته، غير أن ضربات أخرى ظلت مجهولة المصدر ودخلت في حساب التخمين وبقي السؤال العريض: من يقصف معيتيقة وما المصلحة من ذلك؟، مفتوحا على كل الأبواب.

العودة بالزمن إلى الوراء قليلا تكشف أن المطار تعرض لضربات وكذلك اشتباكات في محيطه في شهر ديسمبر من العام 2016 وأكتوبر 2017 بين قوات الردع التي تؤمن القاعدة العسكرية وقوة رحبة الدروع التي يرأسها “بشير خلف الله المعروف بـ”البقرة” وقد سبق لها أن سيطرت في الـ14 من ديسمبر 2017 على البوابة الشرقية السادسة في المطار.

“مسلسل” إغلاق مطار معيتيقة “لا ينتهي”

مطار معيتيقة يعود للعمل بعد “اشتباكات وإصابة طائرة”

ومنذ ذلك التاريخ شهد مطار معيتيقة ضربات عديدة قيل في حينها أن المتهم الأول والأخير هو “البقرة” الذي ما أنفك يطالب بإطلاق سراح سجناء تابعين له ومحسوبين عليه، ألقت قوة الردع القبض عليهم على مراحل مختلفة جلهم مطلوبون في قضايا تتعلق بالإرهاب وأمن الدولة والانتماء لأجسام وتنظيمات مشبوهة.

اشتباكات قرب مطار معيتيقة بين “الردع” و”البقرة”.. صور مُتداولة

اليوم ومع اشتداد المعارك جنوب طرابلس وانضمام البقرة للكتائب الموالية للمجلس الرئاسي رغم العداء الذي تقاسمه “بشير خلف الله” مع فائز السراج مطلع عام 2018 حين أقدم الأخير على حل الكتيبة ببيان رسمي توترت العلاقة على إثره بين الرئاسي والقوة التي أعلنت انصياعها فقط للشيخ الصادق الغرياني وعاتبت في إدراجات لا تزال موجودة على صفحتها الرسمية مجلس الحكماء بتاجوراء ولم تخف أنها تكن العداء لقوة الردع وتعتبرها مغتصبة لحقوقها.

ولعل المتتبع لسياق الأحداث يستذكر كلمة المبعوث الأممي غسان سلامة خلال مؤتمر صحفي في مقر رئاسة الوزراء في طرابلس في 12 سبتمبر، 2018 والتي قال فيها إنه يعلم من قام بقصف مطار معيتيقة وسيقوم بتسميته في المرة القادمة التي على ما يبدو أنها طالت وغابت معها الأسماء والإجابة عن سؤالنا الرئيس، من يقصف المطار؟.

ليلة الأول من سبتمبر 2019 والتي كاد القصف فيها هذه المرة أن يؤدي بحياة مدنيين عائدين من الحج، سارعت فيها البعثة على التأكيد على أنها تقوم بتوثيق هذه الحادثة بغية إحالتها إلى المحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمن، مشددة على ضرورة محاسبة من يقفون وراء هذه الهجمات وهو أمر قد يقصر المسافة كثيرا في البحث عن الإجابة التي استغرق البحث عنها أكثر من ثلاث سنوات.

البعثة الأممية تتوعّد مُستهدفي مطار معيتيقة

ويكثر الحديث هذه الأيام عن ثلاثة مصادر يزعم أن النيران أطلقت منها باتجاه المطار أولها مقر رحبة الدروع الذي يبعد عن المطار قرابة 12 كيلومترا وهو المقر الرئيس لكتيبة البقرة، والثاني مشروع الموز ويبعد خمسة كيلومترات عن المطار، وقد سبق أن ذكر شهود عيان أن قذائف أطلقت منه باتجاه المطار، وأخيرا محيط جامع الشيخان بالخلة، حيث تتمركز قوات الجيش بمسافة تقدر 15 كيلومترا عن المطار، وكلها “الرحبة، الموز، الخلة” مواقع من الممكن حسب التقديرات العسكرية أن تقع في مدى ونطاق صواريخ “الجراد” التي تمتلكها مختلف التشكيلات العسكرية في البلاد.

وقد أمكن لنا التواصل مع معنيين من الطرفين للبحث عن معلومة أو خيط يوصلنا للإجابة عن سؤالنا “من قصف المطار؟” ولكن دون جدوى، فكل اتهم الآخر وبرر بطريقته محاولا إبعاد الشبهات عنه.

يتبع..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى