أخبار ليبيااهم الاخبار

مقطع “الغرنوق” تمثيل لمشهد الفوضى

218TV| خاص

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو حظي باهتمام خاص، فجرى نشره على الأرجح من قبيل “التسلية والمشاركة” أسوة بالعديد من المقاطع التي تنتشر يوميا على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن مقطع “صيد الغرنوق” كما عُرِف في اليومين الماضيين أثار قلقاً من نوع خاص، فهو أعادة تمثيل وتقديم “مشهد الفوضى” الذي تعيشه ليبيا، أضف إلى ذلك “مستوى القسوة” الذي تنامى كثيراً في ليبيا خلال السنوات القليلة الماضية، بما يجعل من الكثير من مشاهد الفوضى في ليبيا توصف بأنها “هبال رسمي”.

في المقطع يظهر مجموعة من الأشخاص في سيارة دفع رباعي، يقومون بعمليات صيد في منطقة صحراوية، إذ يقومون بالرماية على أنواع من الطيور في السماء، لكن الأداة المستخدمة في الصيد شكّلت صدمة لمن شاهد مقطع الفيديو، فكل أنواع الصيد حول العالم تتم ب”بندقية الخرز”، لكن في المقطع يظهر “الكلاشنكوف” السلاح القاتل الذي لا يُرى سوى في المعارك والحروب، علما أن المقطع ذكّر الليبيين ب”نوع جديد” من الفوضى المقيمة بينهم، فأي عمليات صيد ينبغي أن تكون مرخصة، والأهم في مناطق مهيأة لهذا النوع من “الهوايات القاسية”.

إلى جانب الفوضى، واستخدام “الكلشن” في غير موضعه، يبرز مستوى آخر من “الهبال”، فما أن يُصيب أحد الظاهرين في مقطع الفيديو “الغرنوق” بعد محاولات عدة، وفي ظل الرصاص المُتطايِر، يسقط الغرنوق أرضا لتبدأ حملة “التكبير”، دون أن يُعْرف لماذا “التكبير” في ظل كل هذه الفوضى العارمة، ولمجرد “الحظ العاثر” ل”الغرنوق”، وهو طائر لا يؤكل غالباً، ويؤمن توازناً حيويا وضروريا للبيئة البرية في ليبيا ودول عدة حول العالم.

مشهد آخر صادم في المقطع، إذ يهرول الصيادون نحو الغرنوق، فيخرجون سكيناً ويقومون بذبحه بطريقة فجة لا إنسانية، وفيها كثير من القسوة على طائر لا يؤكل في ليبيا، قبل أن يّذكّر أحدهم آخر في “حفلة القسوة” هذه بضرورة “ذكر إسم الله” قبل الذبح، علما أنه وفقا للشريعة الإسلامية فإن ما يُطِلب ذكر إسم الله عليه هو ما ذُبِح لغايات الأكل، وليس من أجل القسوة والاستعراض ب”مقاطع فيديو”.

الله بريء من هذا “الهبال والقسوة”.. هذا ثابت بلا جدال.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى