أخبار ليبيااهم الاخبار

معلومات صادمة عن قصة “لوللي” وحكومة الوفاق

ما بعد الخيال وما قبل الحقيقة، أو العكس.. هذا ما يُمكن أن يكون عنوانا فرعيا لا رئيسيا، لحكاية الإيطالي جوليو لوللي، الذي نحن بصدد الحديث عنه بإسهاب وعن كثب، وقبل الولوج إلى تلك التفاصيل المعقّدة في حكاية هذا الإيطالي، يجب أن نعلم القارئ بأنه أمام “ملهاة” وفوضى استفاد منها “الكابتن كريم”.. عفوا كُنّا نقصد “جوليو لوللي”!

البداية

جوليو لوللي "الكابتن كريم"

بلباس أنيق يتجوّل جوليو في شوارع طرابلس العاصمة، وبصفة رسمية ونظامية في جهاز خفر السواحل التابع لحكومة الوفاق التابعة للمجلس الرئاسي.. لا تندهش!، عليك أن تتهيأ لما هو أكبر من هذا، لأن ما ستقرأه بعدها، أكبر مما كنت تتخيله، لأن ما حدث لا يُمكن اعتباره خطأ من قبل الأجهزة الأمنية، وأيضا يندرج في باب الاحتيال غير المُعلن في ليبيا وطرابلس على وجه الخصوص، في عدة ملفات فساد ومافيات تعيش على الانقسام السياسي والتصريحات المتعاقبة كل مرة.

في عملية البحث والتقصّي، تعرّفنا من خلال الوثائق الرسمية، إن هذا الإيطالي لا يعمل في جهاز خفر السواحل فقط، وإنما يحمل رتبة ملازم أول، وهذه المعلومة، قد تجعل القارئ يستدعي كل الأفلام التي حكت عن الاحتيال والنصب والتحايل على الحكومات والشعوب، بفعل المال الفاسد والعلاقات المحلية التي يصنعها أمثال ” الملازم جوليو”، ويُقارنها بما يحدث في ليبيا، وما حادثة تهريب أطنان من الدولارات ببعيدة، عن هذه الحقيقة وما حملته الأوراق الرسمية التي تكشف عن هوية “الكابتن كريم” وما مدى نفوذه في طرابلس، التي قاتل ضمن صفوف بعض الجماعات المسلحة، وشارك في عمليات “قذرة” مدفوعة الأجر.

حقيقة الاسم والعائلة

جوليو لوللي "الكابتن كريم"

والاسم الذي عُرف به في ليبيا، “الكابتن كريم” يُعتبر اسما حركيا، يستخدمه في تنفيذ أعماله وخططه مع “شركاء ليبيين” يُساعدونه على هذه الأعمال.

أما عن الصفحات الأخرى في حياة هذا “المجرم” فتوضح بأنه من مواليد بولونيا إبريل 1965، وتحديدا 28-4-1965. ومتزوج ليبية، ويستقبل أقاربه وذويه في ليبيا وعلى اتصال دائم معهم.

الكابتن كريم و”العمو”

جوليو لوللي "الكابتن كريم"

وفي عملية البحث، يُكتشف بأن هذا الإيطالي، هرب من السجن في فترة الثورة وشارك بالقتال ضد كتائب نظام القذافي وشارك في بعض الحروب الأخرى، إضافة إلى كونه من أكبر المتورطين مع مافيات تهريب البشر غرب ليبيا، وهذه المعلومة المتعلقة بالتهريب البشر، يُمكن لمن يقرأ الآن ربطها بشكل غير متطابق أو متطابق، بكتيبة “العمّو” التي طُردت من مدينة صبراتة، والتي كانت تمتهن الاتجار بالبشر، وعلى علاقة رسمية بحكومة الوفاق وبوزير الداخلية الإيطالي ماركو مينّيتي. وما تبع الموضوع بعدها في الكشف عن قُرابة الـ6000 مهاجر غير قانوني، كانوا محتجزين عند كتيبة “أنس الدباشي” التي كان يترأسها أحمد الدباشي “العمو”. وعدم توضيح عن هذا الرقم الكبير من الأفارقة، وأين الموقف الإيطالي من هذا الرقم لكونه كان في كتيبة مسلحة تدعمها وتساعدها، لأجل أمن إيطاليا وعدم الوصول المهاجرين إلى شواطئها.

قضية ريميني وسجن بالجديّدة:

جوليو لوللي "الكابتن كريم"

ولم يكن “جوليو لوللي” محترفا في عمليات النصب في ليبيا فقط، لأنه يرتبط بعلاقات مع شبكات دولية لتهريب البشر، وصدرت بحقه 116 جُنحة عند القضاء الإيطالي، بعد أن قبض مؤخرا على أحد شركائه في قضايا النهب وابتزاز للإيطاليين في عمليات يُديرها من العاصمة طرابلس.

وبلغ مجموع الأموال التي تمكن من حيازتها 100 مليون دولار. وتمكن من الهروب من سجن “الجديّدة” في فترة ثورة فبراير 2011، وقاتل بعدها في صفوف الكتائب.

القرصان المحتال

جوليو لوللي "الكابتن كريم"

أما عن ألقابه المتعددة، فلهُ في كل دولة واحد، ويُعرف بالقرصان المحتال في إيطاليا، على عكس لقبه أو اسمه في ليبيا “الكابتن كريم”، ما يعني أن إيطاليا تعرفه عن ظهر قلب، والجماعات المسلحة والمافيا في طرابلس تمنحه لقبا محترما، وكأنه قائد عسكري مرموق، لا محكوم عليه بالسجن عشرين عاما، وصدرت بحقه مذكرة قبض دولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى