أخبار ليبياخاص 218

مستشار سابق لترامب يكشف “ملفات ليبية”.. وغضب من “تركيا في ليبيا”

218TV|خاص

قال الأمين العام للمجموعة الأطلسية البرلمانية، ومستشار الحملة الانتخابية السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الدكتور وليد فارس، إن الولايات المتحدة الأميركية تراقب “أداء تركيا” في شمال سوريا وفي أماكن عدة حول العالم بما في ذلك ليبيا، التي تصر فيها تركيا على دعم ومساندة جهات متطرفة سياسيا وعسكريا، وكثير من عناصرها مطلوبون قضائياً لجهات دولية، معتبرا أن إرسال تركيا للطائرات الحربية المسيرة، ودعمها لأطراف سياسية وعسكرية ليبية في طرابلس هو أمر يجعلها في تصادم مع مصالح الولايات المتحدة الأميركية، والحلفاء في عضوية حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وبحسب فارس الذي كان يتحدث لبرنامج “البلاد”، الذي بثته قناة (218NEWS) ليل الأربعاء، فقد أكد أن لديه اطلاعا بأن جزءا كبيرا من الرأي العام الأميركي، وأيضا أعضاء في مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين لديهم “قلق وغضب وتساؤلات” تجاه تصرفات تركيا وسياساتها الضارة في ليبيا ومناطق أخرى في منطقة الشرق الأوسط، إذ يشير الدكتور فارس إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لديه ملاحظاته وقلقه من الأداء التركي، معتبرا أن الملف الليبي لا يحظى حاليا بأولوية متقدمة لدى الإدارة الأميركية بسبب “التشويش والعرقلة” في الداخل الأميركي ضد ترامب، ومساعي عزله التي يقول فارس إنها توشك على “الاصطدام” بما سماه “جدار مجلس الشيوخ” الذي لن يقبل تحقيقات واتهامات مجلس النواب الذي يهيمن عليه الحزب الديمقراطي المعارض لترامب وإدارته.

“شريك ليبي” لواشنطن

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمشير خليفة حفتر

وطبقا لمستشار الحملة الانتخابية السابق للرئيس ترامب، فقد أكد رغم حلول ليبيا في مرتبة متأخرة بأولويات الإدارة الأميركية بين “تشويش الداخل” و”الملفات الدولية الضاغطة”، إلا أن المهم هو أن وجهة نظر الإدارة الأميركية إزاء ملف ليبيا لم يحصل عليه أي تغيير، لافتا إلى أنه لا يوجد أي “مستجد سياسي” من شأنه أن يعاكس هذه النظرة تجاه ملف ليبيا، معتبرا أن الاتصال الهاتفي بين ترامب وقائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر في شهر أبريل الماضي يعني أمرا واحدا وهو أن الجيش الوطني هو “الشريك الليبي” للإدارة الأميركية، وأن واشنطن تعتبره “الشريك الموثوق” لمحاربة الإرهاب ودحره في ليبيا، كاشفا أن هنالك “نظرة سلبية أميركية” تجاه الجهات العسكرية التي تقاتل الجيش في العاصمة بوصف العديد من قادتها وأفرادها مطلوبين لـ”تحقيقات جنائية دولية”.

الجيش و”الوفاق” بـ”عين أميركية”

الجيش الوطني - صور أرشيفية

وعما إذا كانت الأطراف الليبية لديها “مجموعات ضغط” حول العالم بشأن صراعها السياسي والعسكري المفتوح يقول الدكتور فارس إن هذه الأطراف لديها طرق عمل مختلفة، ففيما الجيش الوطني ومعه البرلمان ينفذان منذ سنوات ضغطا في الداخل لاستعادة المدن الليبية ومنها العاصمة من المليشيات والمجموعات المسلحة الخارجة عن القانون، وأنه ليس للجيش والبرلمان “مجموعات ضغط” في واشنطن أو عواصم أوروبية نجد أن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني قد نجح في إقامة هذه المجموعات في الخارج بينما يخسر كثيرا في الداخل، وليس له أي قوة أو تأثير في ليبيا، وأنه يعتمد على مجموعات الضغط في الخارج خلافا للجيش والبرلمان تماما.

ثورة “عابرة للطوائف”

احتجاجات لبنان - 2019

وفي الشأن الإقليمي، ولاسيما الوضع السياسي المستجد في لبنان يقول الدكتور فارس إن المشهد في لبنان بات مشهدا تاريخيا، وأن اللبنانيين يريدون تغيير الطبقة السياسية، وتشكيل حكومة تكنوقراط مدنية بدون أي محاصصة حزبية أو طائفية، مذكرا اللبنانيين بضرورة التنبه لـــ”تآمر محتمل” على ثورتهم كما فعل حزب الله والقوى السياسية المرتبطة بإيران وسوريا خلال ثورة الأرز التي طردت القوات السورية من لبنان، إذ تآمرت هذه القوى بين عامي 2005 و2008 على ثورة الأرز حينما وجه حزب الله سلاحه إلى صدور اللبنانيين، داعيا حزب الله إلى عدم تكرار هذه الأمر ضد شعبه.

“أمر إيراني” وشيك

ما هي "ضريبة واتس آب" التي فجّرت "الغضب اللبناني"؟

وفي الموضوع اللبناني أيضا يقول الدكتور فارس إن نزول “القوة الشعبية” إلى الشارع في عموم لبنان يُظْهِر أن الثورة اللبنانية الجديدة هي “عابرة للطوائف”، وتتم على أيدي جيل كامل ليس له أي صلة باتفاق الطائف، وترسبات الحرب الأهلية اللبنانية التي دامت لنحو 15 عاماً منذ عام 1975، مبديا تخوفه من “أمر إيراني” لحزب الله بإخماد الثورة الحالية، ومتسائلا ما إذا حزب الله سيقبل أساسا بأي تغييرات سياسية تحد من “نفوذه وسلطته وسلاحه” في الداخل اللبناني، علما أن الدكتور فارس قد أشار إلى ما أسماه “موقفا لافتا” للجيش اللبناني الذي يصر حتى الآن على حماية المتظاهرين وحقهم في الاحتجاج السلمي.

“إخوان” أوباما.. وحسم ترامب

الرئيس الأميركي دونالد ترامب

وطبقا لرئيس المجموعة الأطلسية البرلمانية في حديثه لـ”البلاد”، فإن معارضي الرئيس ترامب في الداخل الأميركي يحاولون عرقلته، لكنه توقع أن يبادر ترامب إلى الهجوم والحسم للملفات الإقليمية ما إن يحوز ولاية رئاسية ثانية، لأن ترامب سيعتبر فوزه في الانتخابات المقبلة “تجديدا للثقة” من الأميركيين بسياساته ومواقفه، وهي السياسات غير المسبوقة في تاريخ الإدارات الأميركية السابقة، معتبرا أن “أسوأ أخطاء” باراك أوباما كان في إبرام الاتفاق النووي مع إيران، وكذلك “التساهل والسماح” مع تنظيم الإخوان المسلمين الذي حاول توسيع نفوذه وتغلغله ممتدحا جرأة المصريين والجيش المصري في إنهاء حكم الإخوان عام 2013، لافتا إلى أن الغالبية الديمقراطية تريد عودة الاتفاق النووي مع إيران، وكذلك “إحياء شراكة سياسية” مع تنظيم الإخوان الدولي، معتبرا أن هذا التنظيم يحظى بــ”لوبي قطري كبير”في واشنطن، وعواصم أوروبية، معتبرا أن الدوحة تخصصت في توجيه أنواع من الدعم للإخوان ولأجسام الإسلام السياسي في مناطق عدة حول العالم.

نظرة لـ”داخل إيران وتركيا”

وبشأن “الإسلام السياسي” الذي يحكم في إيران وتركيا قال الدكتور فارس إن الحالتين بينهما “تشابه وتنافر” معتبرا أن التشابه الأساسي هو الملايين من الإيرانيين والأتراك هم ضد الأنظمة ولكن قدراتهم محدودة جدا في التأثير من أجل إسقاط وإضعاف هذه الأنظمة التي تحكم ب”أيديولوجية دينية”، معتبرا أن ملايين الإيرانيين يريدون حياة مدنية لا هيمنة دينية فيها، وأنهم ينظمون بين حين وآخر انتفاضات شعبية رفضا للأوضاع القائمة، في حين اعتبر أن الأتراك أظهروا رفضا لأردوغان في عدة مناسبات انتخابية كان آخرها نتيجة الانتخابات البلدية في مدينة إسطنبول، لكن فارس يقر بأن هذه الأنظمة قوية أمنيا ولذلك تقوم عادة بصد واعتراض أي تحركات شعبية كبيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى