أخبار ليبياخاص 218

مخاوف من تحول الصراع بين حكومتي باشاغا والدبيبة لحالة مستدامة

توقع مراقبون أن يؤدي النزاع المستمر بين حكومتي باشاغا والدبيبة إلى مزيد من الانقسام والتشظي، محذرين من إغراق البلاد في فوضى سياسية، وأمنية، واقتصادية مستدامة، تعطل الحل السياسي وتخلق حالة الأمر الواقع، ما لم تتحرك الأطراف سريعاً لإيجاد حل للأزمة.

رغم حالة الجمود في المواقف الدولية والإقليمية تجاه الملف الليبي، في ظل الانشغال الدولي بالحرب في أوكرانيا، تقود دبلوماسية دول الجوار تحركات تهدف لتوحيد المواقف الدولية المتباينة تجاه ليبيا، أما داخلياً فقد ظل فشل دخول رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا إلى العاصمة طرابلس الحدث الشاغل للأوساط المحلية التي اعتبرته فرصة مهدرة من أجل حشد الدعم الداخلي والدولي، لكنها كانت ضربة معنوية وسياسية له ولمشروعه، ويعتبر إخفاقه في الوصول إلى ذلك الهدف دليلاً على أنه انطلق من معطيات خاطئة ومضللة، وأنه خسر المعركة العسكرية سلفاً، أما الضربة المعنوية الأخرى لحكومة باشاغا فهي العمل من سرت التي اعتبرها البعض ليست مؤهلة أو مجهزة لتستضيف الحكومة بل وقد تضعف دورها وقراراتها.

في المقابل استفاد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة من الحادثة، ليوجه رسالة إلى الرأي العام الداخلي والخارجي، مفادها بأنه هو الأقوى على الأرض، والمسيطر أمنياً على العاصمة، مؤكداً أنه لن يُسلم السلطة إلا لحكومة منبثقة من صندوق الاقتراع، لذا فإن تغيير حكومته رهن بتنظيم الانتخابات وهو أمر قد يطول في وقت لم يستطع فيه باشاغا الاستنجاد بالدعم الخارجي، إذ اكتفت القوى الدولية والإقليمية وبعثة الأمم المتحدة، بالدعوة إلى الانضباط وتغليب منطق الحوار على لغة السلاح.

ولم تشاطر القوى الدولية باشاغا الذي اعتبر نفسه ممثلاً للحكومة الشرعية هذا الاعتقاد، حيث جاءت ردود الفعل من تركيا وفرنسا باردة دون أي دعم، وفي السياق حضت البعثات الأوروبية المعتمدة لدى ليبيا جميع الأطراف على التصرف بمسؤولية والدخول في حوار فعلي لإيجاد طريقة توافقية، بعد المؤشرات التي تولدت نتيجة اشتباكات طرابلس والتي عكست مدى الانقسامات بين الفصائل والمليشيات المسلحة في طرابلس، كما يؤكد على دورها في المشهد السياسي، وحماية السلطة سواء كانت شرعية أو غير شرعية.

ويرى مراقبون أن الصراع بين الحكومتين يعكس مدى الانقسام والتنازع الذي سيؤدي لمزيد من التشظي، وإغراق البلاد في فوضى سياسية، وأمنية، واقتصادية، ما لم تتحرك الأطراف للتوافق على حلول سريعة لحل الأزمة السياسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى