العالم

محللون: الساعات الحاسمة لا تبشّر بقرب ميلاد الحكومة اللبنانية

رأى عدد من المحللين السياسيين اللبنانيين، أن المعوقات تصاعدت بصورة أكبر خلال جهود إعداد ملامح الحكومة في لبنان، بعد بلوغ المبادرة الفرنسية مدتها القصوى، وانتهاء الوقت، دون إحراز أي نتيجة فعلية ملموسة.

وقال المحلل فيصل عبد الساتر: تقف مجموعة من الاعتبارات وراء عرقلة اتخاذ هذه الخطوة المصيرية، في مقدمتها الدور الأمريكي المتمثل في مواصلة فرضة العقوبات، وذلك يتعلق بـ”الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل”.

وأضاف: “الثنائي الشيعي” متمسك بوزارة المالية، ويصرّ على عدم القبول بأي أسماء لبقية الوزارات بأسلوب الفرض، ورغم المساعي الحثيثة المبذولة، إلا أنهما يرفضان بشدة تقديم أي تنازل ويعتبران حدوث مثل هذا بمثابة صفعة سياسية.

وأردف: أعتقد أن الأيام القادمة ستحسم الكثير من الأمور، ولو انتهى اليوم بدون نتيجة، فأعتقد أنه لن تتشكل أي حكومة، وعندئذ يمكن لرئيس الوزراء الحالي تقديم الاستقالة.

في سياق متصل، كشف الناشط المدني اللبناني، رياض عيسى، أن الأطراف السياسية في لبنان ورغم تأييدها المعلن لمبادرة الرئيس الفرنسي، إلا أن التطبيق العملي كشف أن المصالح الحزبية الضيقة كانت أقوى من أي التزام، حيث لا يريد أي طرف أن يتخلى عن هامش ولو بسيط مما يعتبره مكاسب سياسية حققها في السابق.

وأضاف: “كل طرف سياسي يريد أن يفرض ولا ينوي التخلي عن الحصول على وزارات بعينها، ويتجلى ذلك في إصرار “الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل” على انتزاع وزارة المالية، مما أثار استياء الجانب الفرنسي.

وأردف: في الوقت الحالي، لم تعد تفصلنا سوى ساعات عصيبة على انتهاء المهلة الثانية، مما ينذر بعقوبات قوية تفرضها باريس على الأطراف السياسية اللبنانية المتعنتة، الأمر الذي سيعقّد المشهد المتشابك أكثر فأكثر، وقد تكون هذه العقوبات الاقتصادية، ويتأثر اقتصاد البلد ككل ويحدث المزيد من تراجع العملة.

من ناحيته، قال المحلل السياسي اللبناني مصطفى الطوسة: إذا لم تتشكل الحكومة اللبنانية بالطريقة التي أرادتها فرنسا، والتزمت بها القوى السياسية اللبنانية أمام إيمانويل ماكرون، فسيكون الغضب الفرنسي كبيرًا، وستحدث تداعيات سلبية غير مرغوب بها مستقبلًا.

وأضاف: قد تلجأ الدبلوماسية الفرنسية، إلى وقف جهودها في لبنان، لأنها لم تعد تستطيع مواصلة دورها، وقد يفرض “ماكرون” عقوبات على الشخصيات والمؤسسات التي تعنتت في تشكيل حكومة الإنقاذ.

وأردف: قد تلحق باريس بالدول الأوروبية والأمريكية في اعتبار “حزب الله” بكافة مكوناته كيانًا إرهابيًا، بعدما كانت تبقي على التعامل مع جناحه السياسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى