أخبار ليبيااهم الاخبار

محاولات روسية تركية لتقاسم مناطق النفوذ في ليبيا

بدأت وتيرة التحركات الروسية والتركية في ليبيا شرقًا وغربًا تتصاعد، تزامنًا مع انشغال العالم بالحرب في أوكرانيا.

وتأتي هذه التحركات على غير العادة في مناطق ليبية أخرى غير مناطق النفوذ المعروفة لموسكو في المنطقة الشرقية، وأنقرة في المنطقة الغربية؛ لتبعث بإشارات تفيد بانفتاح غير مسبوق ومحاولات لتطبيع العلاقات بعد الزيارة التي قام بها السفير التركي كنان يلماز إلى الشرق ولقائه رئيس مجلس النواب عقيلة صالح..

في المقابل، زار وفد روسي طرابلس منتصف هذا الأسبوع لبحث ترتيبات إعادة فتح السفارة الروسية، فيما أكد مدير إدارة التخطيط بوزارة الخارجية الروسية ورئيس الوفد حيدر رشيد أهمية وجود السفارة في طرابلس، لدعم وتطوير علاقات البلدين، وتقديم الخدمات للمواطنين الراغبين في زيارة روسيا.

وتأتي تحركات روسيا في وقت تخوض فيه القوات الروسية حربا ضد أوكرانيا، وهو ما قد يفسر بأنه محاولة من موسكو للضغط على حكومة الوحدة الوطنية خاصة في ظل ضعف الموقف الأوروبي في ليبيا لمواجهة طموحات أنقرة وموسكو.

ومثّلت الضغوط التي مارسها الأوروبيون على أنقرة وموسكو في ليبيا حافزا للتقارب بين الدولتين، حيث انعكس ذلك على الموقف الروسي من عملية “إيريني” الأوروبية لمراقبة حظر تصدير السلاح إلى ليبيا، والذي كان يستهدف تركيا بالدرجة الأولى.

وبعثت موسكو وقت الإعلان عن هذه العملية برسائل تحذير واضحة للأوروبيين بشأن هذه المواقف، ما اعتبره مراقبون انحيازا منها لصالح أنقرة، رغم التباعد الظاهر في الأجندات بين الطرفين في ليبيا.

وتوقّع مراقبون أن يكون هناك اتفاق غير معلن بين الطرفين على اقتسام النفوذ في ليبيا، ما بين المنطقتين الشرقية والغربية.

وسبق لتركيا التوقيع على اتفاقيات عسكرية واقتصادية مع حكومة الوفاق السابقة لتعزّز من وجودها العسكري ومن ثم تحصل اقتصاديا على أغلب مشاريع إعادة الإعمار، ومشاريع التنقيب عن النفط والغاز، في حين تتمركز عناصر مرتزقة فاغنر الروسية المعروفة بقربها من الرئيس فلاديمير بوتين في مناطق حيوية في ليبيا، على غرار منطقة الهلال النفطي، وفق ما تقوله تقارير غربية.

وفي المقابل، تعد الزيارة التي قام بها الوفد الروسي إلى طرابلس من الزيارات النادرة، لكن موسكو تتحرك في أكثر من اتجاه لتعزيز نفوذها في ليبيا، وإنهاء هيمنة واشنطن على إدارة الملف الليبي عبر المستشارة الأممية ستيفاني ويليامز، والسفير الأميركي ريتشارد نورلاند.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى