حياة

مجسمات لاعبي كرة القدم تُزين أحد شوارع “ميلانو”

في شارع جانبي في ضواحي مدينة ميلانو تصطف مجسمات صغيرة للاعبي كرة قدم في نافذة تغمرها الأتربة في ورشة سيراميك محلية تضيف لونا من الترحيب في يوم خريفي بارد.

وهي أيضا تمثل نوعا من الاهتمام المحلي.

ويقوم الأطفال العائدون من المدارس بسحب أمهاتهم لجولة في المتجر لكن طريقة عرض المجسمات الصغيرة تدخل دفئا على قلوب الجيل الأكبر سنا الذي نشأ وهو يلعب مباريات بهذه المجسمات على طاولة خاصة.

ولمدة تسع سنوات، بعد تبنيه الفكرة في اطار مشروع، انتج فنان السيراميك ستيفانو بوزو مجموعة من المجسمات الجميلة الرائعة للاعبي كرة القدم على غرار المجسمات التي استخدمت في لعبة طاولة كرة القدم منذ منتصف أربعينات القرن الماضي.

وهذه المجسمات التي يبلغ طول كل منها 30 سنتيمترا بقاعدة دائرية ليست للعب.

وهذه المجسمات، المصنوعة من الطين والتي ترسم معالمها يدويا قبل أن يتم الانتهاء منها بلمعة مذهلة ثم توضع لمدة يومين في حرارة 1000 درجة مئوية في الأفران، يكون مصيرها على موائد المقاهي ورفوف الأغنياء والمشاهير.

ويملك سيلفيو برلسكوني رئيس وزراء ايطاليا السابق واحدا منها على مكتبه بألوان ميلانو فريقه المقرب إلى قلبه.

ويملك الاسباني الفارو موراتا مهاجم تشيلسي واحدا من المجسمات التي صنعت لأجله وهو الأمر ذاته لمدافع ميلانو ليوناردو بونوتشي وجيوفاني تراباتوني مدرب منتخب ايطاليا السابق.

ويقف مجسم البرازيلي رونالدو مهاجم انترناسيونالي السابق على أحد الرفوف بانتظار أن يتم إرساله إلى وجهته الأخيرة.

وتضم قائمة المشترين أسماء مثيرة لكن واحدا منها هو المفضل لدى بوزو.

وقال بوزو لرويترز في متجره حيث تصطف مجموعة من المجسمات الجديدة للاعبين بانتظار أن تدخل مرحلة الطلاء “قبل عدة سنوات جاء عميل برازيلي وطلب صنع واحدة لجونيور أسطورة البرازيل”.

وأضاف بعد عرض مجموعة من الصور له في شبابه مع جونيور “هو لاعب اتذكر مشاهدته مع البرازيل ضد ايطاليا في كأس العالم 1982 ويذكرني كثيرا بفترة شبابي”.

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

لكن ما الرقم الذي يحمله المجسم الخاص ببرلسكوني؟

وقال ستيفانو “طلب المجسم أحد أصدقاء برلسكوني ليقدمه له كهدية. لم يطلب وضع رقم عليه فقط أراد علامة لا نهاية. لذا فهي غلطتي”.

وانضم ستيفانو إلى هذا العمل الذي أسسه والداه، ميشيل وليليانا، منذ أن ترك الجامعة في تسعينات القرن الماضي.

وما يزال ميشيل في هذه المهنة كما يعمل ريتساردو شقيق ستيفانو في الشركة التي تنتج مجموعة أكبر من الأشياء النادرة لشركات متخصصة في الأدوات المنزلية.

وبينما يعمل ستيفانو مع مجموعة من أبرز المصممين والفنيين لإنتاج قطع فنية متميزة فإن هذه المجسمات هي مصدر فخره ويتطلب الأمر أربعة أيام حتى يخرج المنتج أخيرا.

وأغلب هذه المجسمات تصنع حسب الطلب ويتكلف الواحد منها 50 يورو (59 دولارا) وتطلى بألوان أبرز الفرق العالمية خاصة القمصان القديمة التي تعود إلى ستينات وسبعينات القرن الماضي.

وقال ستيفانو وهو يحمل مجسما لجورج بست صاحب الرقم سبعة في مانشستر يونايتد وآخر للهولندي يوهان كرويف “هناك مطعم في فلورنسا يقدس كرة القدم وسمع عني وطلب مجسمات لمجموعة من اللاعبين التاريخيين”.

وبينما يخضع كل مجسم لنفس طريقة العمل فهناك مساحة للتجديد أحيانا.

وقال ستيفانو “مجسم رود خوليت سيحتاج إلى عمل أكثر قليلا ليصل إلى شكل شعره المناسب”.

وتوجد بعض الإضافات الجديدة في المجموعة.

فقد صنعت مجسمات لمايكل جاكسون وفريدي ميركري وهومر سيمبسون الشخصية الكارتونية الشهيرة بالإضافة إلى مجموعة كاملة من الشخصيات الخارقة في المجلات المصورة التابعة لشركة مارفيل وأيضا شخصية أليكس في فيلم ستانلي كوبريك “كلوكورك اورانج”.

ورغم عدم تأهل ايطاليا لنهائيات كأس العالم لا يتوقع ستيفانو توقف الطلبات على صنع مجسمات للاعبي المنتخب الأزرق.

وقال ستيفانو “ما زالت مباريات كرة القدم على الطاولة تحظى بشعبية في ايطاليا وهناك العديد من البطولات… ويتم أخذها على محمل الجد. الأمر مؤسف للمنتخب (الايطالي) الحقيقي”. (رويترز) 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى