أخبار ليبياخاص 218

لؤي فوناس.. عاشق بنغازي المُخلص

رغم سوء الحال ومنغصات الحياة التي خيّمت على غالبية الليبيين وصبغت طموحاتهم باليأس، كان حب ليبيا المحرك الأول لابن بنغازي الشاب لؤي فوناس بمبادرة ذاتية جعلته أشهر من نار على علم لدى كل من يعرف معنى الاجتهاد.

فبينما تغيب بعض الخدمات الأساسية إن لم تكن جلها عن أغلب المدن الليبية، نجح لؤي في إزالة مظاهر الخراب والدمار عن منطقة البلاد في بنغازي بعزيمته التي لا تكل ولا تمل، فيما يستمر أصحاب الكراسي والمناصب في سباتهم العميق.

فوناس كرّس جهده ووقته وحياته من أجل عودة الحياة في منطقة البلاد مستخدما جراره البسيط ومدفوعا بحبه للعصية كما يفضل تسميتها، ليحول الجرار من آلة لوضع السواتر الترابية والتدمير إلى آلة لإماطة الأذى وتنظيف شوارع البلاد من ركام الحرب والدمار، إذ استمر في تخليص منطقته من بقايا الحرب والدمار ولم يتوقف إلا بعدما نجح في تغيير ملامح الخوف التي تعلو الأحياء المدمرة إلى منظر يحيي الأمل لدى الناظرين، كيف لا وهو من بلاد تعاني الخراب والدمار منذ أكثر من 8 أعوام.

الشاب الخجول قليل الظهور أمام الكاميرات اختار الكواليس منصة له للحديث بكل حب عن بنغازي المدينة التي تحتضن الجميع بمختلف ثقافاتهم، وعن أمله في أن يعود أهالي البلاد إلى منطقتهم ويعيدونها كما كانت وأفضل.

ما كانت عليه وسط البلاد تغير ولم يبق إلا الركام والغبار في مناطق خاوية من أي آثار للحركة. كل هذا بمبادرة فردية شابة لا تقارن بالميزانيات التي تعلن الحكومات الليبية عن صرفها يوميا، مبادرة وبالرغم من بساطتها أو محدوديتها إلا إنها أدت دورا مهما ظهر في تأثر رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالصور الملتقطة للأحياء التي بينت الفارق الكبير الذي أحدثه “جرار” لؤي المسير بوقود العزيمة والإصرار وحب البلاد المطلق.

تفاعل الليبيون مع صور وسط البلاد في بنغازي بكلمات كانت تشع أملا وطاقة إيجابية ولّدتها سواعد لؤي فوناس الذي ضحى بوقته وجهده لنفع مدينته وبلاده، ونشر رسالة قوية لن تقوى عقول أصحاب الكراسي على ترجمتها، مفادها “يا بلادي حبك موالي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى