قمم ثنائية دولية من باريس.. “تُغطّي” على باليرمو

218TV|خاص

بدلاً من أن تتوجه أنظار العالم إلى مؤتمر دولي سيُخصّص لمناقشة الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا، وتستضيفه مدينة باليرمو الإيطالية يومي الثاني والثالث عشر من شهر نوفمبر الحالي، فقد رتّبت الأقدار السياسية للأزمة الليبية أن تظهر مواعيد قمم دولية مهمة ولافتة يوم الحادي عشر من الشهر ذاته، أي قبل ساعات قليلة من انطلاق المؤتمر بشأن ليبيا، فهو يُظْهِر من جهة أن قادة الدول المعنية في القمة لن يحضروا القمة، وهذا الأمر ينطبق على المستويات السياسية العليا في إداراتهم الذين سيكونون مشغولين بالتحضير السياسي لقمم قادتهم.

فإلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تستضيف بلاده أعمال قمة العشرين يوم الحادي عشر من نوفمبر ، فإن الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين سيلتقيان وجها لوجه للمرة الأولى منذ قمتهما الأخيرة في مدينة هلسنكي الفنلندية، وما قد يترتب على هذه القمة من اهتمام سياسي واستحواذ إعلامي فإنه سيسحب “البساطين السياسي والإعلامي” من تحت أقدام القمة الليبية في إيطاليا، فيما ستسرق قمة أخرى الأضواء من باليرمو في باريس وستجمع ترامب مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو أول لقاء بينهما منذ العقوبات الأميركية على تركيا، وأزمة القس أندرو جونسون الذي عادت أنقرة وأفرجت عنه في ظل صفقة سياسية غامضة، تنفيها واشنطن وأنقرة على حد السواء.

عدا عن القمم الثنائية في باريس قبل ساعات قليلة من انطلاق باليرمو فإنه لا يُعْرف حتى لحظة كتابة هذا التقرير ما إذا كانت نتائج انتخابات التجديد النصفي لمجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين قد جاءتا بنتائج تفرض مساراً سياسياً جديداً على السياسة الأميركية، وبالتالي عدم اهتمام واشنطن بمخرجات باليرمو، أو أقله ألا تُشكّل لها دعماً واضحا وقويا كما تعهد ترامب لرئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي قبل نحو شهرين في البيت الأبيض.

إلى جانب القمم الثنائية، والنتائج الانتخابية التي قد لا تأتي على “الهوى السياسي” لترامب والحزب الجمهوري، فإن تداعيات فرض أميركا “الوجبة الثانية والأقسى” من عقوبات اقتصادية عميقة على إيران، والمقررة اعتبارا من اليوم، قد تأتي بمسارات سياسية دولية تأخذ الأولوية السياسية، وبما يُشكّل تغطية على مؤتمر باليرمو الذي يبدو وكأنه يفقد زخمه السياسي حتى قبل انطلاقه بأسبوع.