أخبار ليبيااهم الاخبار

“قاهرة العقارب” تتحدث لـ218 عن إسعافها لأطفال الجنوب

خاص| 218

طفل آخر يدعى مرعي محمد؛ يقع ضحية لدغة عقرب، بمنطقة وادي الشاطئ، حيث لم يحصل على المصل اللازم لإنقاذ حياته.

منظمة ضحايا لحقوق الإنسان؛ اعتبرت تكرار وفيات العديد من الأطفال في مناطق الجنوب كغات وأوباري والشاطئ والكفرة وغيرها، مؤشرًا خطيرًا على وجود خلل ما، يرتقي للشُبهة الجنائية أو السلوك الإجرامي المُعاقب عليه.

تنتشر العقارب في المنطقة الجنوبية بالتزامن مع الارتفاع الملحوظ لدرجات الحرارة في فصل الصيف، خاصةً في أغسطس، ممّا يتسبب في وقوع إصابات عديدة، من بينها إصابات الأطفال.

وبحسب الدكتور علي المقدمي؛ يوجد في ليبيا أكثر من (27) نوعًا من العقارب معظمها سامّة، وقد تكون قاتلةً في حدود (24) ساعة، مبينًا أنها تنشط وتلدغ ليلاً كنوع من الدفاع عن نفسها.

من جانبه، أوضح خبير مكافحة العقارب عمران شيوه، أن ليبيا توجد بها أنواع مختلفة من العقارب وهي تختلف من حيث درجات الخطورة، فهناك العقرب الأصفر ويسمى بـ “مطارد الموت”، بالإضافة إلى العقرب الأسود الصغير، الذي على الرغم من صغر حجمه؛ تبقى لدغته خطيرة وتؤدي إلى شلل الأعصاب.

ويضيف شيوه أن مختلف العقارب الأخرى خطيرة ولسعتها قاتلة.

كارثة إنسانية

وقال رئيس قسم التخدير بمركز سبها الطبي الدكتور علي السعيدي: الجنوب بحاجة إلى 14 ألف حقنة من المصل المضاد للعقارب والأفاعي، لتغطية فترات الذروة في فصل الصيف نظرًا للطبيعة الصحراوية للإقليم وارتفاع درجات الحرارة.

السعيدي؛ أشار إلى أن جهاز الإمداد الطبي التابع لوزارة الصحة وفر “1000” حقنة فقط خلال مارس الماضي، نفدت جميعها قبل حلول فصل الصيف، وهو ما ينذر بكارثة إنسانية.

وأضاف رئيس قسم التخدير: 8 من الأطفال لقوا حتفهم متأثرين بلدغات العقارب خلال شهر مايو الماضي، لعدم وجود مراكز أو مستشفيات عامة في المناطق النائية تستقبل الحالات المصابة وتتعامل معها قبل انتشار السم في الجسم كله وبلوغه الجهاز العصبي، مما يعني استحالة النجاة.

وأكد السعيدي أن مركز سبها الطبي يستقبل يوميا ما بين 8 إلى 10 حالات، تصل معظمها في حالة متأخرة، وتعاني من تشنجات نتيجة توغل السمّ في الجهاز العصبي، وبعضها يُصاب بالعم.

في المقابل، تتحدث خديجة عنديدي من مدينة أوباري والملقبة بـ”قاهرة العقارب”، عن تجربتها في مجال إسعاف المصابين بلدغات العقارب في ظل نقص الأمصال باعتماد طريقة يمكن وصفها بالتقليدية.

ولفتت خديجة، إلى أنها تبدأ بربط جزء من الجسد بعيدا عن المكان المتعرض للدغة العقرب بشاش طبي معقم مع القيام بتهدئة المصاب ثم إحداث فتحات بمشرط بجوار موضع اللدغة مع الاستمرار في الضغط حتى يخرج السمّ مع الدم الذي يبدأ لونه بالتغير تدريجيًا، مع مراعاة العامل النفسي للمصاب.

عنديدي، التي تستقبل في عيادتها التطوعية ما بين حالتين إلى أربع حالات يوميًا، تقول: إنَّ العقارب تكثر في شهر أغسطس، ويصل عدد حالات الإصابة بلسعات العقارب إلى “20” حالة أسبوعيًا، ويرجع ذلك إلى ارتفاع درجات الحرارة خلال هذا الشهر؛ مما يؤدي إلى خروج العقارب من جحورها وتوجهها نحو البيوت، ورغم ذلك لم تفقد أي حالة حياتها وهي بين يديّ.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى