مقالات مختارة

في وداع عباس

عبدالله زاقوب

منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي ، ومع صدور صحيفة الأسبوع الثقافي ، ولجنا أنا والصديق الراحل صالح عباس ، الكتابة ، هو منذ البداية نهج مسارب القصة القصيرة ، عبر بريد القراء ، الذي كان يشرف عليه الأديب القاص والناقد المتميز عبد الله القويري ، واتجهت أنا نحو الشعر ومنعرجاته وبحوره اللجية ، فكان للناقد القويري أبلغ الأثر على تجاربنا الأولية ، ومن ثم انتقلنا إلى صفحة الضوء الأخضر ، التي تولى زمام أمرها الأديب الشنقيطي خي بابا شياخ ، حيث امتاز السيد شياخ بالنفاذ إلى انتقاء الألفاظ والعبارات الدالة والمعبرة ، لايصالها للكتاب والمواهب الصاعدة ، ومن ثم كتب الراحل صالح عباس العديد من القصص الناجزة والمتميزة ، التي صدرت فيما بعد في مجموعته الجياد ، وتلتها مجموعته الثانية جرعة من البحر ، وفي الأثناء بدأ في كتابة تجاربه في الشعر الغنائي ، فقد كان لوجوده في مدينة البيضاء المتربعة على ذرى الجبل الأخضر الأثر الطيب ، حيث صاغ هناك أغنيته ذائعة الصيت شباكك ساهر مفتوح ، التي لازالت تحظى بالذيوع والانتشار ، رغم كتابته لمئات الأغاني بعدها ، صدر للراحل ، شذى الشوق ، الجياد ، حنين ، دقة حب ، سحر العيون ، جرعة من البحر ، أزهار فبراير .. ولديه العديد من المخطوطات في الشعر والقصة تنتظر الطباعة .

ولد الراحل في مدينة هون عام 1955 ، ثم رحل صحبة أسرته إلى بنغازي ، حيث تلقي تعليمه الأولي بها ، وعاد ليستكمل المراحل التالية في هون ، ثم اتجه للبيضاء للدراسة الجامعية بقسم اللغة الانجليزية عام 1977 ، لكن الأقدار أجبرته للعودة ثانية لهون ، بعد وفاة عمه ، ليتولى إدارة شؤون الأسرة ، ومن ثم انتسب لقسم التاريخ في كلية الآداب ، جامعة بنغازي ليتحصل منها على الليسانس عام 1981 ، عمل الراحل بقطاع المصارف ، وتنقل خلال ذلك بين عدة وظائف في قطاع الإعلام والثقافة والعمل النقابي ، هروبا من تلك الوظيفة التي عمل بها اضطرارا ، التحق خلال مراحله الشبابية بالحركة الكشفية ، والنشاط الثقافي والفني في نادي الإخاء وفرقة هون الفنية ، كما التحق بذاكرة المدينة في سنواتها الأولى ، رحم الله الفقيد ، الذي أعطى زهرة شبابه لمدينته ووطنه ، وللانسان أينما كان ، وأدخله فسيح جنته ..وألهمنا .. آله وذويه وصحبه الصبر والسلوان .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن صفحة الشاعر عبدالله زاقوب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى