العالم

“غزة” قد تُبْقي ترامب رئيساً في البيت الأبيض

218TV|خاص

قطاع غزة البالغ مساحته 360 كيلومترا تسبب بـ”صداع سياسي هائل” لإقليم الشرق الأوسط طيلة العقود القليلة الماضية، بل إنه كان “كابوسا إسرائيليا” دعا قادة إسرائيليون لتدميره وإلقائه في البحر الأبيض المتوسط، لكن لا أحد توقّع أن يكون هذا القطاع “حبل مشنقة” لمرشحين أميركيين لمنصب الرئاسة، الذي ستجري انتخاباته في شهر نوفمبر من العام المقبل، مثلما قد لا يتوقع أحد أن تكون غزة “بطاقة ضمان” للرئيس الأميركي دونالد ترامب ليكون رئيساً في البيت الأبيض حتى نهاية عام 2024، وهو سيناريو بات مرجحا للغاية في ظل أي “قراءة فاحصة” للمشهد السياسي الأميركي.

ثلاثة مرشحين لمنصب الرئاسة عن الحزب الديمقراطي، الذي سيُسرّع خلال الأسابيع والأشهر المقبلة من الانتخابات التمهيدية على مستوى الولايات لاختيار المرشح الرئاسي النهائي عن الحزب الديمقراطي، دخلوا فجأة خلال مناظرات وتصريحات على خط قطاع غزة باعتباره “مأساة إنسانية” تتسبب بها إسرائيل، وأنهم في حال انتخابهم فإنه سيكون لهم موقف قوي من هذه المأساة، وسيضعون حدا لتحكم إسرائيل في القطاع لنحو مليوني فرد وفق تعداد جرى عام 2914.

المرشح بيرني ساندرس قال إنه سينفق من أموال المساعدات الأميركية لإسرائيل مبلغا ثابتا يذهب للأوضاع الإنسانية في القطاع، وهو ما سيلتزم به إذا ما أصبح رئيساً، وأنه سيضع كل ملفات قطاع غزة على طاولة البحث، وأنه يرفض السياسات الإسرائيلية تجاه هذا القطاع، وأنه سوف يتخذ قرارات قوية من شأنها التعجيل ب”طاقة نجاة” لهذا القطاع، فيما أطلت مرشحة ديمقراطية أخرى هي إليزابيث وارن لتقول كلاما مشابها لما قاله ساندرس بشأن قطاع غزة، وأنها ستخصص مساعدات مالية للقطاع، وستبحث أكثر في التفريج عن هذا القطاع الذي يعاني من أمور إنسانية مروعة.

في المقابل كان جو بايدن الذي يُعْتَقَد بأنه سيكون “منافسا جديا” لترامب في شهر نوفمبر من العام المقبل، كان أكثر حذرا في تعاطيه مع قطاع غزة، إذ ذهب إلى القول إن منظمة تشغيل وإغاثة اللاجئين، والمعروفة اختصارا باسم “أونروا” لا يجب أن تقفل أبوابها، بل سيدفع المساهمات الأميركية بها، وسيجلعها حية لخدمة اللاجئين الفلسطينيين، إذ كان مفاجئا أن يأخذ قطاع غزة هذا الحيز من خطابات انتخابية في الداخل الأميركي.

“الهبّة الديمقراطية” لصالح قطاع غزة في أميركا، هو أمر قد يدفع “اللوبي اليهودي” الفاعل والنافذ في الداخل الأميركي لأن يدعم بقوة ترامب في مشواره نحو البيت الأبيض، في تحدٍ لما يعتبرونه “خطابا خطِراً” ضد إسرائيل التي اعترف ترامب قبل نحو عامين بالقدس عاصمة أبدية لها، وقدّم لها ما لم يُقدمه أي رئيس أميركي آخر، فيما يعتقد كثيرون أن “قطاع غزة” ربما يجلب “النحس السياسي” للحزب الديمقراطي الذي يحاول “إسقاط وعزل” ترامب قبل التوجه إلى الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى