أخبار ليبيااهم الاخبار

عيون “إيكونوميست” تترصد داعش ليبيا.. وتكشف أرقامه

218TV.net ترجمة خاصة

لا يختلف عناصر تنظيم الدولة “داعش” في ليبيا عن رفاقهم في كلٍّ من العراق وسوريا من حيث التراجع الذي أصابهم منذ مطلع السنة. يُعدّ داعش في ليبيا ذراعها الأكثر فتكًا خارج بلاد الشام والذي دُحر من معقله الساحلي، سرت، في ديسمبر وما لبث أن تلقّى ضربة موجعة من القوات الجوية الأميركية في يناير. بدّدت الضربات فكرة أن تكون ليبيا القاعدة الاحتياطية للخلافة عند انهيار مركزها.
لكن، وبالرغم من تراجع الجهاديين في ليبيا، فهم ليسوا خارجها ! كما أنّ أذرعهم لها امتدادات دولية. أعاد العديد من المقاتلين ترتيب صفوفهم في مساحات شاسعة من الوديان الصحراوية والتلال الصّخرية جنوب شرقي طرابلس. تتحقق الشرطة البريطانية من وجود روابط بين سلمان عبيدي، المفجّر الانتحاري الذي قتل 22 شخصًا في حفل في مانشستر في 22 من مايو الجاري، وداعش التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم. كان السيد عبيدي في ليبيا مؤخرًا، واعتُقل أخوه ووالده في طرابلس في 24 مايو.
منذ الثورة والإطاحة بمعمّر القذّافي عام 2011، أصبحت الفوضى أمرًا اعتياديًا في ليبيا. إذ تتنافس على السلطة أعداد لا حصر لها من الجماعات المسلّحة لها ارتباطات ضعيفة مع الحكومات المتنافسة في الشرق والغرب . كما أخفقت اتفاقية السلام التي دعمتها الأمم المتحدة ووقّعتها بعض القوى المتخاصمة عام 2015 في توحيد البلاد أو حتى إنشاء دولة فاعلة تحت ما يُسمى “حكومة الوفاق الوطني”. تغذّت داعش على الفوضى بل وزادتها استعارًا بالهجمات الأخيرة التي استهدفت أنابيب المياه و محطات الضخ.
من المعتقد أنّ هناك قُرابة 500 مقاتل من داعش يعملون في ليبيا، حيث تقلّص العدد الذين كان يُقدّر بالآلاف بعد الانتكاسات الأخيرة التي ألمّت بهم. لكن هناك حوالي ثلاثة آلاف جهادي من شتّى الأطياف. وفي ما يشير على سيولة الأمور ، يُقال أنّ داعش تتلقّى الدعم من القاعدة على الرغم من العداوة ما بين قادة الجماعتين في الخارج. لكنهم في ليبيا يعملون في المناطق ذاتها، كما أنّ المقاتلين يراوحون في العمل تحت جناح الجماعتين، وهذا ما أكّده ملحق وزارة الدفاع النمساوية سابقًا، فولفغانغ بوسزتاي، قائلًا: “يمكنني تصوّر أنّهم يتعاونون معًا لوجستيًا و يتبادلون المعلومات”.
تجعل طبيعة الأرض في الجنوب شنّ هجوم بريّ على داعش أمرًا صعبًا، طبقًا لأقوال مسؤولين من حكومة الوفاق الوطني، التي أشرفت على استعادة سرت.لكن هناك مشاكل مع الغارات الجوية أيضًا ، فقد توقّف الجهاديون عن التنقّل بأعداد كبيرة بعد أن حصدت المقاتلة الشبح الأميركية أرواح ما يزيد على 80 منهم دفعة واحدة في يناير، لذا فهم يتحركون الآن في مجموعات صغيرة في طرق غير مأهولة. كما تقول حكومة الوفاق أنّها ما تزال تراقبهم من قاعدة لها قرب بني وليد، بينما يتولّى الأميركيون مراقبتهم من الجوّ عبر طائرات استطلاع دون طيّار تُطلقها من قواعدها في تونس منذ الصيف الماضي،بينما تعمل على بناء قاعدة للطائرات دون طيّار في النيجر.
أمّا دول الجوار فيُساورها القلق من أن يجد المقاتلون لديها الإلهام والتدريب في ليبيا، ومن ثمّ يعودون إلى مواطنهم. فما كان من تشاد إلّا أن أغلقت حدودها مع ليبيا في يناير، خوفًا من تدفّق الجهاديين، ومنذ ذلك الحين لم تُفتح سوى مرة واحدة. الجزائر بدورها افتتحت قاعدة جوية حديثة لتأمين حدودها، وأقامت تونس، التي عانت من عدة هجمات من الجهاديين، جدارًا بطول 200 كم على امتداد حدودها مع ليبيا. ومع ذلك، ما تزال هناك خلايا لداعش بالقرب من صبراتة في الغرب لتساعد مقاتليها على الدخول والخروج.
على الجانب الآخر، وعن بعد حوالي 400 كم، تُراقب أوروبا الوضع بقلق. فقد حوّلت الفوضى ليبيا نقطة عبور رئيسة للمهاجرين الأفارقة إلى أوروبا. وعلى الرغم من رفع عدد الدوريات، من المعتقد أنّ 50 ألف مهاجرًا قد نجحوا بالوصول إلى إيطاليا بالقوارب هذا العام، وهذا يفوق عدد المهاجرين في مثل هذه الفترة من العام الماضي بنسبة 40%. يعتقد البعض أن تجارة التهريب ساعدت في تمويل الإرهاب، وربما يكون الجهاديون بين المهاجرين.
تحاول داعش ومناصروها عدم لفت الانتباه في ليبيا، إن لم ينطبق هذا على أماكن أخرى أيضًا، بينما يعملون على استعادة قوتهم. وإذ تبدو الآمال في تسوية الصراع باهتة، فمن المرجّح أن تستمر الفوضى، ممّا سيتيح الفرصة للجهاديين لإعادة تثبيت أنفسهم في موطنهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ترجمة خاصة لموقع (218)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى