مقالات مختارة

عودة إلى حديث “الدوغشة”

عمر الدلال

*استطاعت الأمم المتحدة بتوجيه بريطانى أمريكى من تمكين ليون مبعوث الأمم المتحدة من لملمة مباحثات هشة الأسس وضعيفة البناء ,بالصخيرات، وصفت بالحوار،

وتم اعتماد نتائجها بمجلس الأمن، كاتفاق بين عناصر الصراع فى ليبيا، رغم عدم الوصول الى ذلك فى الحقيقة ، فالذين وافقوا على الاتفاق هم ممثلو مجلس النواب الذين رفضوا مراجعة مجلس النواب للموافقة أو الرفض , وممثلون انشقوا عن المؤتمر الوطنى بينما مجلس النواب والمؤتمر الوطنى هما طرفا المباحثات الأساسيان. بالإضافة إلى أن مجلس النواب فى جلسة 25/1/2016 ربط موافقته على الاتفاق بإلغاء المادة(8).

*وكانت “الصخيرات” محاولة للتدخل السياسى المباشر لتنفيذ مبادرة “طارق مترى” التى تطلب فيها هذه الدول تمكين الإسلام السياسى من الحكم بليبيا حتى لو خسروا انتخابات 2014 التى رفضت . وبعد أن خسر تحالف فجر ليبيا الحرب لتحقيق المطلوب بالقوة أيضا.
فالدول الغربية خاصة بريطانيا وإيطاليا وحلفاؤها والعملاء متمسكة باستمرارالجماعات السياسية الليبية المرتبطة بها قوية بالسلطة فى ليبيا للحفاظ على نفوذها وخدمة مصالحها.

*وقد نبهنا من البداية مجلس النواب من خطورة دخول نفق ما سمى “بالحوار”وعندما أقول نبهنا أعنى أنا وكثير من الكتاب غيرى.

فقد كنا نرى أن المباحثات مع فاقد الأهلية والمعتدى المتمرد على الشرعية وبرعاية القوى الداعمة له أمر غير مقبول لا يخرج عن الغباء السياسي.
وذكرنا مجلس النواب ايضا بحبال الامم المتحدة الطويلة من قضية فلسطين الى كشمير وقبرص ……وحتى الصومال.
وطالبنا أن يقتصر طلب مجلس النواب من الأمم المتحدة على دعم الدولة الليبية على نزع السلاح وحل المليشيات وتوفير احتياجات الجيش والشرطة بليبيا على الأقل تعويضا لتجاوز قوات “الناتو” للقرار1973 وإسقاطها للنظام وتدمير البنية التحتية
وفتح الأبواب لتدفق السلاح والإرهابيين على ليبيا دون مراعاه لنتائج ذلك على مستقبل الشعب والدولة الليبية.

*الدوغشة “مستمرة”

وهنا اكتفى ببعض الملاحظات على اجتماع مجلس الأمن اليوم 16/11/2017
1_استغل السيد غسان سلامة اجتماع ممثلى مجلس النواب مع ممثلى مجلس الدولة بأنه اعتراف وتنفيذ للمادة12 من الاتفاق بمعنى الموافقة على الاتفاق السياسى.
علما بأني وبعض الزملاء نبهنا مجلس النواب إلى خطورة الاجتماع رسميا برعاية الأمم المتحدة بجسم لا وجودا شرعيا له وغير مكتمل التكوين.
فقد أعطى مجلس النواب بحسن نيه ساذج هذه الفرصة لمجلس الدولة بينما لم يحصل على أى تنازل من ثوابت مجلس الدولة لصالح التوافق.
2_ركز السيد غسان سلامة على الأحداث المدانة بالابيار ودرنة وتجاهل أحداث غرب وجنوب ليبيا وكأنها فى أمن وسلام.

3_ومن مجمل القول أن ما يوصف باتفاق الصخيرات هو أساس الحل الوحيد المفروض دوليا على الليبيين وأنه لن ينتهي فى 17/12/2017 سوى عدل أو لم يعدل بل سيستمر حتى الوصل إلى اتفاق مقبول فى إطار المطلوب.

*وعليه على الشعب الليبيى أن يعلم إنه لا يمكنه الخروج من نفق الصخيرات المظلم بالطرق الشرعية عن طريق مجلس النواب لعدم توفر النصاب لغياب كثير من النواب الذين انتخبهم وخذلوه.
وحيث أن التوجه للعدالة الدولية يأخذ وقتا طويلا,
فليس أمامه إلا أن يعبر عن رفضه “للصخيرات”
بمظاهرات عارمة فى كل أنحاء الوطن جادة ومتواصلة مطالبا الأمم المتحدة والمجتمع الإنساني بإلغاء اتفاق الصخيرات المزيف والمطالبة بمساعدته على نزع السلاح وحل المليشيات ودعم الجيش والشرطة والقضاء.
وحفظ الله ليبيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى