كتَـــــاب الموقع

“عجوز القايلة وعفاريتها”..

مروان العياصرة

في المغرب يسميهم رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران ( عفاريت ) ..
وأحيانا في مكان ما .. يسمون الحيتان والبهلوانيين، وقريبا أو بعيدا من هنا قوى الشد العكسي، وحكومات الظل..
هم عفاريت إلا أنهم لا يختبئون في العتمة، ويدارون عوراتهم بولاء مزيف، ويحتالون ويسرقون.. هم حكوميون أحياناً، وغالباً هم فوق حكوميين بامتياز نخبوي رفيع.
عفاريت من النوع التي تقعد في المنتصفات، مثل “عجوز القايلة”.. وفي كل التفاصيل الصغيرة مثل الشياطين، وفي الدروب وعلى الأعتاب مثل اللصوص والصعاليك الذين يفتقدون النبل.. ويرمون الدولة بسهام مشدودة على حبل مطاطي تستطيع أن تصل إلى مكان ما، فكرت فيه أم لم تفكر.. كل الاماكن هنا مُفكر فيها إذا كانت الفكرة متصلة بالمكاسب والتنفيعات..
ما تزال تجري على ألسنتنا أمثال مشهورة من المأثور الشفاهي الشعبي من طراز ( تخاف من الغولة تطلعلك )، خفنا مرارا وكثيرا حتى طلعت لنا الغولة وعفاريتها في النوم ومن علب حليب الأطفال وبنزين السيارات، ومن بوابات المصارف ومن الماء والدواء والكهرباء، ومن شقوق الجدران..
العفاريت – تماما – حولوا الثورة إلى “عجوز القايلة”.. إما أن يصمت الجميع، ويقبلوا، وإما أن تأخذهم، حتى اكتشفنا أن المثل الشعبي الآخر ( على كف عفريت ) يتسع لأكثر من معنى، وأن هذه العفاريت تشكل اليوم ثالثة الأثافي التي تغلي عليها القدر.. عفاريت وحكومات ومجالس شبعت منا حتى أصبحنا مجرد ( خراف لا تستطيع أن تمرر قرارات داعمة للامتناع عن أكل اللحوم إذا ظل الذئب على رأي آخر )..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى