أخبار ليبيااهم الاخبار

عبدالرحمن شلقم في غياب الفقيه

نعى الكاتب والسياسي الليبي عبدالرحمن شلقم ، الشاعر والسفير الليبي لدى إسبانيا محمد الفقيه صالح في إدارج له على صفحته الشخصية بموقع “فيسبوك”.
نص الإدارج:
إنا لله وانا اليه راجعون .
غيّب الموتُ اليوم صديقا وزميلا ، الانسان الشاعر والكاتب السفير محمد الفقيه صالح . سنوات الدراسة بجامعة القاهرة كانت حلقة صنعت الكثير من الاحداث في بداية سبعينات القرن الماضي . المظاهرات في اغلب جامعات مصر يطالب فيها الشباب المصري بتحرير الارض من الاحتلال الاسرائيلي . كان الطالب الشاب محمد الفقيه القادم الجديد الى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية شعلة حركة وحماس . دخل بسرعة في التكوين الطلابي المصري الذي يتسلح بقوة الأدب واندفاع حماس الشاب اليساري الثوري. اليوم عندما قرأت خبر رحيل محمد ، تدفقت في الذاكرة صور العديد من الزملاء الذين إرتبطنا بهم وشكل محمد معهم دائرة إبداع جديد ومتجدد . بعد التخرج والعودة الى الوطن ، جاء محمد الفقيه وفي يده شهادة العلوم السياسية وفي رأسه رؤية لتقدم الوطن ، وفي قلبه قصائد للحب وليبيا . إلتحق بوزارة الخارجية كغيره من خريجي العلوم السياسية موظفا بدرجة ملحق ، لكن الكتابة والابداع إستدرجته الى منطقة الحلم والنار . إندفع يكتب بقلمه وقلبه ، يبدع شعرا ومقالات ادبية نقدية . كتب في صحيفة الفجر الجديد وصحيفة الاسبوع الثقافي ، صار من شخصيات المشهد الثقافي والادبي في ليبيا وتحرك إسمه الى انحاء الوطن العربي .
سنة 1979 القي القبض على جميع كتاب صحيفتي الاسبوع السياسي والاسبوع الثقافي ، وكان احدهم محمد الفقيه صالح ، صدر الحكم عليهم بالسجن المؤبد ، أمضى ورفاقه 10 في السجن وافرج عنهم . عاد الى العمل في الخارجية ، واوفد للعمل بسفارات ليبية في الخارج . محنة السجن فتحت له كونا من التألق الانساني . عبر الى دنيا جديدة من الإبداع معنى وصورا ولغة . تدفق شعرا نسج به خيوطا عاطفية مع الذات ، الذات الانسانية الواحدة بلغة تغزل ذاتها .
منذ سنوات مضت ، رحل رفيقه وصديقه الشاعر المصري المجدد حلمي سالم ، مات بعد معاناة طويلة مع نفس المرض الخبيث الذي قضى على صديقنا محمد .
هكذا هي الدنيا ، ( كل من عليها فان ) . نأتي ونمضي بإرادة الله . رحم الله محمد الانسان الرقيق البشوش المبدع العصامي . العزاء لكل اسرته ولكل الزملاء والادباء في ليبيا وكل الوطن العربي . إنا لله وإنا اليه راجعون .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلا عن صفحة عبدالرحمن شلقم- فيسبوك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى