كتَـــــاب الموقع

شعرية الود الخالص

عمر أبو القاسم الككلي

آماندا روداس راموس Amanda Rodas Ramos مواطنة غواتيمالية. جاد علينا الانترنت بفرصة تعارف تقريبا منذ سنة 2009، ونشأت بيننا علاقة ود صادقة وعميقة ومستدامة. ليست كاتبة. إلا أن بعض رسائلها إليَّ (التي ترجمت ونشرت بعضها) تعتبر قطعا أدبية رفيعة الطراز. تداوم آماندا على متابعة ما أنشره بصفحتي على الفيسبوك من خلال خدمة الترجمة التي يتيحها القوقل. وهذه نعمة أخرى أنعم بها على البشرية العلماء والخبراء والتقنيون المهتمون بإزالة الحواجز بين البشر وتسهيل سبل تواصلهم. إذن، تتابع آماندا منشوراتي وتبدي إزاءها ردات فعل وتعلق أحيانا، وأحيانا تخاطبني على الخاص مبدية رأيا مفصلا بخصوص مقال ما.

في رسالتها المترجم معظمها أدناه تعلق على مقالي “شعرية الحياة: في رثاء عبد السلام شهاب” المنشور في “بوابة الوسط”. وأهتم بنشرها هنا لما تحمله دفء وشفافية إنسانيين.

* الرسالة

قرأت مقالك “شعرية الحياة” وأنا أتناغم مع طرحك. أصدقاء أثيرون توفوا خلال حياتي، خصوصا أثناء سنوات النزاع الأهلي، ولكن الآن، في هذا العمر، الأمر مختلف طبعا.

أصدقائي، زملاء المدرسة، الأصحاب، الذي يماثلونني أو يقاربونني في العمر، ندرك جميعنا أننا “على خط التماس”. لذا، فعندما يموت صديق يتساءل البعض، بنصف جد ونصف مزح، “من التالي؟”.

مؤخرا فقدت صديقا عزيزا، نعيته على صفحتي في الفيسبوك. كان صعبا عليَّ الاقتناع بأنه قد رحل، لأنه كان هو، وفترة حياتنا التي يمثلها: “فترة لا مبالاة” رغم الحرب، لأننا كنا شبابا، ومثلما تقول الأغنية: “مؤكد أننا سنجد طريقنا”.
[…] وأيا كان الأمر، ففي عمري (أنت أصغر مني) يتخذ [الموت] زاوية أخرى. منذ أسبوعين وقعت وقعة حقيقية. لم أنتبه إلى الماء السائل من الثلاجة، ورغم ذلك بذلت ما في وسعي كي لا أسقط… لكنني سقطت!. . على كفلي. وبسبب الوضع الذي حدثت به سقطتي صدمت رأسي بالأرضية و… انطفأت الأضواء (بالنسبة إليَّ طبعا). لحسن الحظ لم يكن ثمة بقربي أحد، لذا لم يكن هناك من يضحك! لجزء من الثانية فكرت، هذه هي اللحظة. استغرق الأمر أقل من ثانية حتى أستعيد وعيي. نهضت. فُحصت من قبل طبيب، إلا أن عظامي صلبة (وكذلك رأسي)، وإضافة إلى ذلك، قررت أن أكون على ما يرام. كفلي مازال يؤلمني، وكذلك رأسي أحيانا.

لحسن الحظ أني أمتلك الكثير والكثير من الخلايا الدماغية، لذا يمكنني احتمال فقد بعضها.

أي شيء يمكن أن يحدث، ولكن في نفس الوقت، صديقي الغالي عمر، دعنا نواصل الإعجاب والاستمتاع بما تقدمه لنا هذه الحياة وهذا الكوكب. أنت متميز وبأمكانك مواصلة عطاء موهبتك، نشر خبراتك ومعرفتك لصالح قرائك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى