كتَـــــاب الموقع

شاعر سوداني يموت على الضفاف الليبية.. “عندما تقتلنا أحلامنا”

ماجدة علي

امتلات صفحات الفيسبوك والتويتر بنعي الشاعر السوداني عبد الوهاب لاتينوس وكان النعي ليمر عاديا لولا القصة المفجعة وراء موته

الذي كان موجعا لأصدقائه وقرائه ومحبي شعره، إذ مات على ضفاف شواطئ ليبيا عندما كان منطلقا مع مجموعة من المهاجرين على مركب هجرة غير شرعية نحو الشمال.

لم يكن موضوع الهجرة غير الشرعية ناقصا الحديث عنه ليضاف موت الشاعر السوداني عبد الوهاب لاتينوس، هذا الموضوع الذي آرق العالم

بكل مايحيطه من غموض وانتهاك مرعب لحقوق الانسان بحيث شكلت ليبيا أهم بؤرة لهذه الهجرات حيث تحولت إلى تجارة تكرست لها مدن معينة وأفراد بأسماء معروفة تحميهم ميلشيات وكتائب، ولم تفلح أجهزة مكافحة الهجرة غير الشرعية في صد هذه الظاهرة بل وأن مراكز الإيواء لهذه الجماعات تنتهك فيها حقوق الإنسان بشكل يندى له الجبين بداية من معاملتهم كالعبيد نهاية بالاغتصاب والتعذيب.

والأنكى أن هذه الهجرات أصبحت مشاعة وعادية حتى إنه توضع إعلانات على صفحات التواصل للرحلات بل ووضع أرقام هواتف لمن أراد الهجرة.

لم يكن الشاعر الذي عبر الصحراء من بلده السودان حاملا حلمه بالحياة الجديدةو متوجها إلى الشمال ليظن أن نهايته ستكون على هذه الشاكلة، فلقد تم غرق المركب الذي كان على متنه، وهناك قصة أخرى أيضا تحكي عن إيقاف المركب من قبل عصابة بحر مسلحة، سلبتهم أموالهم ومدخراتهم وبعدها تم فتح النار عليهم ليموت أكثر من نصفهم من بينهم هذا الشاعر الشاب، وليبقى الآخرون يحكون هذه القصة المحزنة قصة أخرى ستليها قصص أشد فضاعة .

يقول عبد الوهاب لاتينوس على صفحته قبل رحيله:

عبثاً، ستمضي نحو حتفكَ؛
اليوم، أو غداً
أو حتى بعد غد،
لا أحد بوسعه وقف عجلة الخراب
التي تسحلُ جسد الحياة.

عبثاً، لا شيء، لا خلاص سيآتي
في اللحظاتِ الأخيرة،
لينقذَ جثة العالم.

عبثاً، لا ضوء يومضُ
فيُفزع الليل.

عبثاً، كل شيء قد احتضر؛
الوقت، اللغة،
الصرخات، الحُلم،
الأغنيات، الحب والموسيقى.

زر الذهاب إلى الأعلى